الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 07:31 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
حوار
المؤتمر نت - .
الحياة -
ممرض صدام حسين يكشف عن تفاصيل حياته اليومية في السجن
«هادئ» و «بشوش» و «رقيق المشاعر» أوصاف لا ترافق كثيراً سيرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أقله ليس في المعجم الأميركي. لكن، وفي ولاية ميسوري الجنوبية، وفي بلدة «نورماندي» من ضواحي مدينة سانت لويس، يسرد السارجينت السابق في الجيش الأميركي روبرت أليس تجربة الثمانية أشهر ونصف الشهر مع صدام في الزنزانة، انطلاقاً من دوره كبيراً للمستشارين الطبيين المشرفين على وضعه الصحي.

أليس (56 عاماً)، يعمل اليوم ممرضاً في أحد المستشفيات الأميركية، تحدث إلى «الحياة» عن «الازدواجية» التي ترتبط بشخص صدام، وعن «عزلته» في الزنزانة حيث «لم يكن على علم بما يجري خارجها». همومه اليومية اقتصرت على «سقي الأعشاب» و«مراقبة وزنه» و «اطعام الطيور»، «لم يعرف أن الموت كان في انتظاره»، و «لم يذكر أحداً من أعدائه»..وهنا نص الحوار:

< كيف التقيت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟

- توجهت الى العراق في كانون الثاني (يناير) 2004 وارسلت الى مجمع كمب كروبر. لم أعرف أنه سيتم تكليفي الاشراف على صحة صدام حسين، ولم يكن في وسعي الرفض. فأنا عسكري وأتلقى الأوامر. توليت هذه المهمة ثمانية أشهر ونصف الشهر، كنت خلالها أراه يوميا في الصباح والمساء حوالي نصف ساعة.

< ما كان تصورك له قبل اللقاء؟

- سمعت عن صدام خلال حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء - تحرير الكويت) والتي شاركت فيها ضمن الفريق الطبي للجيش الأميركي في الكويت. تصوري عن صدام كان مرتبطاً بالحرب وكان مليئاً بالسلبيات.

< ماذا تغير بعد اللقاء؟

- اليوم، أشعر بالازدواجية حين أتحدث عن شخص صدام. تسنى لي ومن خلال تجربتي الشخصية معه، أن أرى «الوجه الآخر» لهذا الرجل. هناك صداميْن بالنسبة إلي: الأول هو الذي نسمع أنه قتل ودمر، والثاني هو الرقيق المشاعر الذي التقيته في الزنزانة.

< ما كان شعورك ساعة الإعدام؟

- التجربة مؤلمة ومرهقة.

< أخبرنا عنه، كيف كانت حاله الصحية؟

كان يأكل بانتظام، أي ثلاث مرات في اليوم. لم تكن لديه عوارض جدية، بل مشاكل صحية بسيطة، بعضها مرتبط بارتفاع الضغط وبعضها بجهاز البروستات، وساعده الدواء الذي وصفناه له في تلك الفترة الى حد كبير في محاربة هذه المشاكل كما كان يحتسي القهوة لتخفيف مشاكل الضغط.

< ماذا كان يأكل؟

- كان يأكل ما يأكله الجنود، إنما طبعاً كان يلتزم الشريعة في نظامه الغذائي، ويتحاشى أكل الأطعمة غير المذبوحة على الطريقة الاسلامية. احترمنا ذلك وأخذناه في الاعتبار في إعداد طعامه.

< هل كان متديناً؟

- نعم، كان يؤدي واجب الصلاة خمس مرات في اليوم، ويقرأ القرآن.

< هل أدى واجباته الدينية خلال رمضان؟

- تزامن شهر رمضان تلك السنة بعد نقله الى مجمع آخر لحلوله في تشرين الأول (اكتوبر) 2004، ولم أعد عندها المشرف عليه. توقفت مهمتي معه في آب (اغسطس)، حين انتقل من المجمع، إنما استمرت زياراتي له بشكل غير رسمي ومتقطع في تلك الفترة وعلى حد ما أذكر أنه كان يقوم بواجب الصوم.

لم يتوقف روتين حياته وهذا ما أدهشني فيه. كان يتابع حياته اليومية كشخص عادي، ولم يتأثر بانتقاله من القصر الى الزنزانة.

< هل كان يتناول الحلوى؟

- لا، لا يأكل الحلوى لأنه كان يراقب وزنه. باعتقاده، أن نظام حياته لا يسمح له بالكثير من الحركة أو استنفاد قوي للطاقة، لذلك كان يحاول أن يخفف كميات الطعام، إنما ما حدث أنه خسر الكثير من الوزن وبدا شاحباً مما أقلق الجهاز الطبي. فاضطررنا لزيادة عينات الأكل وصرت أحضر له وجبات صغيرة من الحلوى الخفيفة التي كانت عائلتي ترسلها إلي من ميسوري.

< مثل ماذا؟

- سكاكر، أو قطع بسكويت (اوريو) أو فطائر.

< هل كان يتناولها؟

- طبعاً. باتت جزءاً من نظامه الغذائي.

< ذكرت قبلاً أنه كان يحتفظ بالخبز للطيور؟

- تماماً. كان يترك لها بعض فتات الخبز من الغداء، كما كان يسقي بعض الأعشاب البرية التي سماها حديقته.

< هل هو هادئ أم عصبي المزاج؟

- بحسب تجربتي، كان كثير الهدوء، لم يتعرض يوماً لأحد في الزنزانة خلال وجودي هناك. كما أنني لم أره يوماً غاضباً، أو يوجه أي اهانة إلى أحد في المجمع.

< كيف تحدثتم؟

- كان يحادثني بالانكليزية. لغته كانت محدودة بعض الشيء وحين يصعب عليه تذكر بعض الكلمات، كان يستخدم لغة الاشارات. لمرة كان يريد أن يسألني لماذا غزونا العراق، فمثلها بطريقة الاشارة وأنه جندي أميركي يحمل بندقية. قلت له إن طبيعة عملي لا تسمح لي بأن أتدخل في الأمور السياسية ولا أن أكون متحيزاً.

< هل كان مشتاقاً إلى أيامه القيادية؟

- لم يذكر هذا الأمر.

< هل كان في حال نكران للواقع؟

- لا، كان يعرف أين هو ويتعامل مع الأشياء بكثير من الواقعية.

< ماذا عن عائلته؟

- كان يتحدث عنها باقتضاب، من دون الكثير من التفاصيل. أحياناً عندما كنت أعطيه الدواء في المساء كان يتذكر كيف كان يعطي نصف حبة دواء لمعالجة حرقة المعدة لابنته الصغرى.

< هل كان على معرفة أن ولديه عدي وقصي قتلا؟

- نعم، سألته عن هذا مرة فقال لي إنهما رحلا.

< كيف كان شعوره؟

- لم يظهر أي من المشاعر الحزينة أمامي.

< ما كان رأيه بالأميركيين وأميركا عموماً؟

- لم يظهر أي عداء حيال الشعب الأميركي أو أي شعب آخر.

< هل كان على علم بما يحصل في العراق من أعمال عنف؟

- لا. لم يكن مسموحاً له الاستماع الى الراديو أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة الصحف. كان يقرأ كتباً أدبية ودينية.

< أفهم منك أنه كان يعيش في عالمه الخاص؟

- نعم، كان منفصلاً عما يحدث خارجاً.

< هل تأثرت صحته العقلية؟

- كلا، كانت لديه قدرات كبيرة للتأقلم.

< هل كان يعرف أنه سيواجه الموت؟

- لم يعرف أنه سيموت ولم يتحدث عن الموت بتاتاً.

< ما كانت أبرز مشاكله؟

- معظم المشاكل مرتبطة بالواقع اليومي في السجن. مثلاً حدثني عن مشكلتين: الأولى طريقة تقديم الطعام ورميه من فتحة في أسفل باب الزنزانة، وهذا ما رفضه وأضرب عن الطعام احتجاجاً عليه، والثانية لأن الحراس كانوا يحدثون ضجة في الليل تمنعه من النوم. عملنا لحل المسألتين وكانت النتائج مرضية.

< هل كان يمارس الرياضة؟

- نعم، كان يمشي في الفسحة المتاحة له.

< هل كان يعرفك بالاسم؟

- (يضحك)، كان يناديني باسمي الأخير أليس بدلاً من روبرت، وهذا كان الاسم الموضوع على سترتي. الكثير هناك كانوا يخافون من وضع أسمائهم، انما أنا لم أخف.

< متى رأيته أخيراً؟

- في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004.

< هل ودعته؟

- كلا، لم أعرف أنها ستكون الزيارة الأخيرة. تركت العراق وعدت الى الولايات المتحدة خلال فترة قصيرة بعد ذلك.

< هل كان يبتسم؟

- نعم، كان بشوشاً ويبتسم حين يتحدث معي. كان مضيافاً، وعندما أبلغته في وقت من الأوقات أن علي الذهاب إلى الولايات المتحدة لأن أخي يحتضر، عانقني وتمنى له الشفاء، وقال إنه سيكون أخاً لي.

< هل ذكر أياً من أعدائه؟

- لا، أبداً.

عن «الحياة» اللندنية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024