الثلاثاء, 10-سبتمبر-2024 الساعة: 06:03 م - آخر تحديث: 05:46 م (46: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
في رثاء مجاهد أبو شوارب



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


في رثاء مجاهد أبو شوارب

الثلاثاء, 14-ديسمبر-2004
·(التايمز أو نلاين) – ترجمة: آلاء الصغار - كان مجاهد أبو شوارب من أبرز شخصيات ثورة الجمهوريين عام 1962م الذين أطاحوا بالأئمة الزيديين ممن تولي حكم اليمن الشمالي لأكثر من ألف عام، فسميت بعدهم" الجمهورية العربية اليمنية" لعب مجاهد دوراً مؤثراً- من موقعه كعسكري وسياسي- خلال التحديات التي أحاقت بجمهورية اليمن الشمالي في إطار نضالها من أجل إثبات ذاتها بوجه الملكيين المدعوين سعودياً، فضلاً عن دوره خلال أعوام الأزمة التي حدثت في الجمهورية اليمنية عقب تحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب عام 1990م وهو كشيخ يعد الرجل الثاني في قبائل حاشد التي تبسط نفوذها القبلي إلى جانب قبائل بكيل على المناطق الشمالية من اليمن منذ قرون.
وخلال الحرب اليمنية- السعودية عام 1934م قاتل أبو مجاهد- الشيخ يحيى- مع قبيلته حاشد في صف ولي العهد الملكي أحمد، وعندما وجد يحي في عام 1951م مقتولا في منطقة مجاورة تعود لمشائخ آخرين، كان أحمد حينهاقد أصبح إماما على اليمن الشمالي، فأرسل حملة عسكرية إلى هناك لإلقاء القبض على الجناة، ولكن على الرغم من ذلك اشترك مجاهد عام 1959م مع شيخ آخر من حاشد في مخطط يستهدف الإطاحة بالإمام أحمد بعد عودته من إيطاليا التي كان يتلقى العلاج فيها.
لكن تم إعدام من كانوا معه، فيما أعتقل مجاهد- وكان حينها شابا- وتم إيداعه السجن، فأمضى فترة الجس بدراسة الرياضيات، والجغرافية والتاريخ.
وبعد إطلاق سراحه، التحق مجاهد بالجيش، ثم أنخرط في العمل النضالي من أجل الجمهورية عند قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي أقصت الإمام محمد – الذي لم يمض على وفاة والده سوى أسبوع واحد فقط.
وفي قرب السنوات الثمان التي نشبت بعد قيام الثورة بين الجمهوريين والملكيين، وتدعمها كلا من مصر والمملكة العربية السعودية بشكل كبير، قاد مجاهد القوات الجمهورية في كثير من المواجهات العسكرية العنيفة وفي إحدى المعارك اخترقت رصاصة كليته لتستقر بعدها أسفل البطن وعلى الرغم مما كانت تتسببه من ألم رفض مجاهد مرارا أن يقوم الطبيب بمجارحته لإزالتها بعد أن أخبروه أن العملية ربما تسبب له العقم.
وفي شتاء 67-1968 لعب مجاهد دورا حاسما في معارك فك الحصار الملكي عن العاصمة صنعاء إذا أنه قام في شهر فبراير 1968م برفقة 2000 رجلا معززين بالدبابات بإجبار القوات المجلية على التخلي عن مواقعها في جبل عطان- غرب صنعاء تماما- ليكون ذلك بداية انهيار حصار السبعين يوما.
ومن تلك اللحظة سيطر الجمهوريون على زمام الأمور وأصبحوا هم المتفوقون رغم أن القتال استمر لعامين آخرين، فاعترفت المملكة العربية السعودية عام 1970م بالنظام الجمهوري وأوقفت الدعم الذي كانت تقدمه للملكيين، وعام 1973م قام القاضي عبدالرحمن الأرياني رئيس مجلس الرئاسة بتعيين مجاهد قائدا للجيش، ومحافظا على محافظة حجة ذات الطبيعة الجبلية، والتي تقع شمال غرب صنعاء بمسافة 80 ميلا.. ومازال أهالي حجة يذكرونه بامتنان، إذا أنهم كانوا يعانون باستمرار من البلهارسيا، فقام مجاهد بتنظيم شبكة ضخ المياه العذبة من الأودية الواقعة أسفل الجبال الشاهقة، وبتلك الطريقة خلص الماء من القواقع التي كانت تعيش فيها يرقات البلهارسيا،
وبعد انقلاب يونيو 1974م الأبيض كان مجاهد واحدا من 14 عضوا في مجلس القيادة فمن تم انتقائهم لاختيار القيادة اليمنية الجديدة من بينهم، وكان مجاهد يميل للرئاسة الا أن الاختيار وقع على المقدم إبراهيم الحمدي، فيما تم تعيينه نائب رئيس مجلس الرئاسة الجديد ونائب القائد العام للجيش .
في أكتوبر 1977م تم اغتيال الحمدي، ثم أعقبه اغتيال خلفه أحمد الغشمي في يوليو العام التالي، وكان الكثير من مشائخ حاشد يتطلع لرؤية مجاهد على رأس الحكم، لكن في النهاية تم انتخاب الرئيس الحالي علي عبدالله صالح في 17 يوليو 1978م، وكان حينها برتبه مقدم، وهو الآن يحمل رتبة مشير.
تم تعيين مجاهد وزيرا للداخلية، ونائبا لرئيس الوزراء بجانب نائبين آخرين، وقد حصل مرة أخرى على هذه المناصب بعد الوحدة بين الشمال والجنوب وقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
لقد بذل مجاهد كل ما بوسعه من اجل أن يحول دون نشوب الحرب التي اندلعت في أبريل 1994م بإعلان الانفصال في دولة جنوبية مستقلة عاصمتها عدن، لكن الحرب سرعان ما انتهت بسيطرة القوات على عدن، وفي ذلك العام تم تعيين مجاهد مستشارا خاصا للرئيس صالح، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى وفاته.
كان مجاهد محترما بوطنيته ، وبتمسكه القوى بعروبته، وهو بخلاف الكثير من مشائخ اليمن يعيش عالما ممتدا إلى ما هو أبعد بكثير من قبيلته أو مصالحها الخاصة.. فقد كان له زوجتان، وأربعة أبناء- أكبرهم يدعي جبران وقد خلفه كشيخ لحاشد خارف- ولديه ابنتان فضلا عن أبن بالتبني.
مجاهد أبو شوارب هو زعيم قبلي، وضابط عسكري، وسياسي، ولد في الثالث من أبريل 1939م، وتوفي إثر حادث سيارة في 17 نوفمبر 2004م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاماً.


المصدر: Times online. Co. uk
December 10. 2004


حقوق الترجمة محفوظة للمؤتمر نت
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العامالمستقبل للوحدة

19

د. أبو بكر عبدالله القربي خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام

27

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

راسل القرشيليبارك الله المؤتمر

24

شوقي شاهرالجديد في ذكرى التأسيس الـ"42"

24

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحلام البريهي*رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24

جابر عبدالله غالب الوهباني*الدليل النظري للمؤتمر.. المرجعية الحقيقية لتحقيق السلام

23

عبيد بن ضبيع* الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر مرحلة بحاجة للحكمة

23

خالد سعيد الديني*تجربة التأسيس وحاجة اليمنيين لها اليوم

23

علي محمد المقدشي*24 أغسطس.. البداية الحقيقية لبناء اليمن

23








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024