المؤتمر نت - قال بفخر الكندي جون بيليفو الذي يجوب العالم مشيا في رحلة انطلقت من كندا في اغسطس اب عام 2000 وتستمر حتى عام 2012 "ربما أدخل بعد سبع سنوات من الآن موسوعة جينيس للارقام القياسية لكن ليس ذلك أهم شيء بالنسبة لي بل الاهم هو رسالة سلام أحملها لكل شعوب البلدان التي اقطعها سيرا على الاقدام."
ويعتزم بيليفو الذي وصل يوم السبت الماضي الى تونس قادما من مصر ان يقطع 80 الف كيلومتر سيرا على الاقدام يزور خلالها 80 بلدا من كل القارات حتى عام 2012 .
وقال بيليفو (49 سنة) وهو متزوج واب لطفلين يوم الاثنين في مقابلة مع رويترز "قررت القيام برحلة عبر العالم مشيا حاملا معي رسالة سلام لكل الشعوب والحضارات التي سأكتشفها ورسالة سلام من أجل حماية أطفال العالم".
واضاف بيليفو الذي قطع بعد خمس سنوات من انطلاق رحلته من كندا نحو 31 الف كيلومتر واستعمل 25 حذاء وعبر 25 بلدا من بينها امريكا وعشر دول افريقية وبلدان عربيان هما السودان و مصر "السنوات الخمس الاولى من الرحلة صعبة جدا وشاقة للغاية لكنها ثرية جدا بالمعاني الانسانية القوية والمؤثرة جدا خصوصا في البلدان الافريقية والعربية التي فاجأتني بحضارة عريقة وقيم رفيعة وخلفت أثرا ايجابيا في نفسي."
وتابع بيليفو وهو يتحدث بكل فخر عن تجربته "لقد لونت هذه السنوات الخمس حياتي بلون مميز فقد عايشت الامريكيين ثم خبرت أهل افريقيا.. نمت في الشوارع مرات وفي الفيلات الضخمة مرات اخرى وفي السجون احيانا وتنقلت في سيارات فاخرة وعلى دراجات افريقيا السوداء الشهيرة وقابلت اناسا مهمين كما كنت مجبرا على مصاحبة مهربي مخدرات في المكسيك."
وكان بيليفو قد التقى بالعديد من المسؤولين والساسة في الدول التي مر بها ابرزهم زعيم جنوب افريقيا ورئيسها السابق نلسون مانديلا في سبتمبر ايلول عام 2003 والرئيس الكوستاريكي السابق اوسكار سانشيز.
لكن أمنية بيليفو التي لم يحققها كانت مصافحة الزعيم الليبي معمر القدافي عندما تأهب لدخول الاراضي الليبية التي ظل ينتظر رد سلطاتها اكثر من شهرين لكنها لم ترد عليه.
ومضى الرحالة الكندي يقول بحسرة غير خافية "تمنيت مصافحة الزعيم الليبي معمر القدافي لكني تأثرت جدا لتجاهل السلطات الليبية لمطلبي.. أتفهم ربما خوفهم... لكني اردت ان اوصل رسالة سلام ومحبة لكل الاطفال في ليبيا وكل الليبيين عموما".
ويقطع بيليفو الذي يشبه العرب ما لا يقل عن 35 كيلومترا يوميا ويقضي الليل احيانا عند عائلات تستضيفه وأحيانا اخرى في الشوارع لكن زاده الوحيد هي عربة صغيرة يجرها تحتوي بعض الملابس التي يحتفط بها من البلدان التي زارها.
ورأى المغامر الكندي الذي اختار ان تبدأ رحلته من كندا يوم عيد ميلاده في 18 اغسطس اب عام 2000 ان اكبر مسافة قطعها كانت في الولايات المتحدة الامريكية وتجاوزت اربعة الاف كيلومتر ودامت اكثر من ستة اشهر.
لكن بيليفو يعتز أكثر بذكرياته في دول افرييقا جنوب الصحراء والبلدين العربيين مصر والسودان ويفتخر اكثر بطريقة تعامل الناس معه واستضافة الاهالي له اينما حل.
واضاف "تذوقت انواعا عديدة من المأكولات في دول امريكا الوسطى والجنوبية والدول الافريقية والعربية لكني لا أنسى ما حييت طبخة الحشرات السحرية التي تناولتها في اثيوبيا".
ولكن مثلما لاقى بيليفو ترحابا كبيرا لاقى صعوبات كثيرة كادت توقف رحلته غير ان اصراره وتشجيع عائلته كانا اقوى.
ويقول متحدثا عن بعض الصعوبات "فكرت في وقت ما ايقاف الرحلة عندما كنت في اثيوبيا حيث كنت يوميا محاصرا بمئات الاطفال في كل مكان وفي كل ساعة وفكرت في الهروب من هؤلاء الاطفال الذين قدمت من اجلهم أصلا.. لقد كان شيئا يتجاوز الوصف".
وبعد صمت طويل نطق بيليفو قائلا "أتعرف ماذا أريد الان.. أريد فقط رؤية حفيدتي التي لا اعرفها الا من خلال الصور التي تصلني...هذه مغامرة حياتي التي اخترتها لكن من المؤكد انها ستجعل حفيدتي وكل الاطفال معتزين بي.
رويترز