الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 05:55 ص - آخر تحديث: 11:40 م (40: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
عندما ارقص انسى ما يجري.. اطفال بغداد يتعلمون الباليه



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من فنون ومنوعات


عناوين أخرى متفرقة


عندما ارقص انسى ما يجري.. اطفال بغداد يتعلمون الباليه

الثلاثاء, 07-مارس-2006
المؤتمرنت ـ ميدل ايست اونلاين -
مدرسة لتعليم الموسيقى وفن الباليه في بغداد، والمدرسات يخشين من البوح بمهنتهن خوفا من كلام الناس.

بعيدا عن العنف الذي يعصف بالعراق، تتابع رولا فلاح النحيفة (13 عاما) دروسا في الرقص الكلاسيكي في مدرسة الموسيقى والباليه وسط بغداد.
وتقول هذه الفتاة التي سحرها عالم الباليه حين كانت في الخامسة من العمر لدرجة ان والداها قاما بعد عام بتسيجلها في مدرسة الموسيقى والباليه الوحيدة في العراق "عندما ارقص، انسى ما يجري في بلدي وكأنني اعيش في عالم أخر".
ويرتاد هذه المدرسة حاليا نحو 200 طالب وطالبة من مختلف الاوساط والمذاهب، وهي تقع بالقرب من احد اكبر معسكرات الجيش العراقي وسط بغداد، وسبق ان استهدفتها خمس سيارات مفخخة خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
ووسط اعمال العنف التي تهز البلاد، تبدو هذه المؤسسة وكأنها من زمن آخر.
وفي القاعة المخصصة لرقص الباليه، تؤدي 15 فتاة بملابسهن السوداء واربعة فتيان تتراوح اعمارهم بين 8 و13 عاما خطوات على رؤوس اقدامهم على سجادة رصاصية اللون تحت اشراف معلمتهم ذكرى منعم (46 عاما).
وتقول ذكرى التي درست فن الرقص لمدة ستة اعوام في سان بطرسبورغ وموسكو قبل ان تعود الى العراق عام 1982 "في الخارج نعيش جحيما، اما هنا فننعم بالسلام".
وتخشى المعلمة التي اعدم والدها ابان حكم نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ان تبوح لاحد بمهنتها لان البعض يعتقد انها غير اخلاقية ومخالفة لتعاليم الدين الاسلامي.
وتقول "علي ان اثق اولا بالشخص قبل ان اكشف له مهنتي، والبعض يصاب بخيبة امل حين يعلم ماهية هذا العمل".
وفي المدرسة التي يدخلها طلاب من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية، تخصص ساعات الصباح الاولى للمواد الدراسية وساعات بعد الظهر للموسيقى او الباليه تحت اشراف اربعين استاذا يتقاضون راتبا شهريا يوازي 120 دولارا.
وتقول مديرة المدرسة نجية نايف انه "خلال فترة التسجيل، نتسلم عادة 200 طلب ونختار منها 40، اما هذا العام، وبسبب الاوضاع وضعف الامكانيات، تسلمنا 40 طلبا فقط وقبلنا 15 منها".
وتعرضت مدرسة البالية مثل باقي المؤسسات لعمليات سلب ونهب اثر سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان/ابريل من عام 2003، وكذلك بعد ستة اشهر من ذلك.
وتقول المديرة "هديتنا الاولى كانت آلتي كمان وكلارينيت ارسلتها مواطنة اميركية كانت تأثرت بعملية السلب والنهب".
ثم قامت الكنيسة في النروج والسفارة السويسرية بتقديم عدد من الآلات الموسيقية، "مما سمح للمدرسة بالانطلاق من جديد".
وفي بداية كل سنة دراسية، تحرص مديرة المدرسة على الشرح لطلابها بان "هذه المؤسسة مكان حضاري وسط بلد يفتك به العنف، لانه مع الموسيقى نتعلم العيش بسلام واحترام الآخر".
لكن المديرة تدرك جيدا الخطر المحيط بهذا النشاط وتقول انه "للاسف الجهلة كثر، وهم لا يعرفون ان الرقص والموسيقى كانا يدرسان في زمن الخلفاء العباسيين"، متساءلة "لم يتم اقحام الاسلام بالمسألة؟".
وفي قاعة المخصصة لتدريس الموسيقى الشرقية، تحاول الطالبة حنين عماد التركيز اثناء عزفها العود.
وتقول "لدى وقوع انفجارات او اطلاق نار، ابحث عما يعزيني والجأ الى الموسيقى، وحين ابدأ بالعزف انسى اصوات الموت من حولي".
وفي القاعة المجاورة المخصصة لتعليم الموسيقى الكلاسيكية، تمتزج الحان البيانو والناي والكمان والكونترباس والبوق والكلارينيت.
وتقول الطالبة زحل سلطان "انا لا اخاف الموت لانني اراه كل يوم. ما اطمح اليه هو ان اصبح عازفة بيانو كبيرة".
ويقول الطالب عادل عبد الناصر (15 عاما) "اعرف ان المسلمين يعتبرون الموسيقى حراما، اما انا فاعزف آلتي واؤدي صلواتي اليومية في آن معا".
وفي قسم الصفوف الابتدائية، ينشد نحو عشرين طالبا وطالبة يبلغون من العمر عشر سنوات اغنية "سايلنت نايت" ("ليلة صامتة") تحت اشراف المعلمة سوزان الكرخي، وحينها، تتلاشى اصوات سيارت الشرطة واطلاق النار الآتية من الشارع المجاور.
وسوزان هي ام لطفلين اكملت دراسة العزف على آلة الاكورديون في الاتحاد السوفياتي سابقا وتقوم بتعليم اطفال المدرسة قراءة رموز الالحان.
وتقول بشيء من الاسى "ان التلامذة بالكاد يعرفون قراءة النوتات الموسيقية".
وتضيف "لا اكشف ابدا عن مهنتي لشخص اراه للمرة الاولى، وحين يطرح علي السؤال سائق سيارة الاجرة، اكذب عليه، او اقول له الحقيقة اذا بدا لي منفتح الذهن".
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

إياد فاضل*ضبابية المشهد.. إلى أين؟

03

راسل القرشيشوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة

03

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024