الرئيس : لدينا خطة لما بعد خليجي 20 ستاحال إلى الحكومة لوضع آلية تنفيذها
السبت, 11-ديسمبر-2010المؤتمرنت - التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بقصر الـ 22 من مايو بالعاصمة الإقتصادية والتجارية عدن الأخوة رئيس وأعضاء السلطة المحلية ومسؤولي المكاتب التنفيذية والأجهزة الأمنية بالمحافظة.
حيث استمع الى تقارير عن سير العمل في المكاتب التنفيذية والمشاريع الخدمية والإنمائية والإستثمارية والخطط المستقبلية للسلطة المحلية وما تم انجازه من مشاريع البنية التحتية والمنشآت السياحية والرياضية والشبابية في إطار مشاريع خليجي 20 بالإضافة الى تقييم الأداء خلال فعاليات البطولة وما تحقق خلالها من نجاح كبير.
وقد تحدث فخامة رئيس الجمهورية في اللقاء معربا عن سعادته بلقاء أعضاء السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظة عدن وقال: " انا سعيد ان التقي بالسلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة عدن والشكر للسلطة المحلية وكل المكاتب التنفيذية والسلطة الأمنية على العمل الإيجابي والممتاز أثناء خليجي عشرين، حيث كان اداءا جيدا وجماعيا وممتازا، من خلال تشكيل فريق عمل واحد وبمسئولية، ونجاح خليجي 20 يعود إلى تظافر كل الجهود المخلصة في محافظة عدن التي قدمت انموذجا رائعا".
وأضاف " لقد شكلت جهود السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية وغرف العمليات مع للجنة المنظمة، منظومة متكاملة لنجاح هذه الفعالية الهامة المتمثلة بنجاح خليجي عشرين، بحيث أصبح كل المواطنين رجالا ونساء يفخرون بهذا الإنجاز الرائع في عدن، والذي لم يكن أحد يتصور ذلك، باستثناء المشككين وأصحاب الأمراض المزمنة في الثقافة والسياسة الذين كانوا متشائمين.. ولكن شعبنا العظيم وقيادته الوطنية المخلصة وبكل تفاني وحب للوطن وامنه واستقراره، قدمت رسالة جميلة على مستوى الداخل والخارج، ومثل خليجي 20 صفعة في وجه هؤلاء المرتدين والمشككين والفاسدين أصحاب بضاعة الكلام الذين لم يقدموا ولم ينجزوا عمل وطني او تنموي او ثقافي او سياسي، ولكنهم يبيعون الكلام، وهؤلاء اسمهم (بياعين كلام)".
وتابع قائلا " لكن شعبنا في خليجي عشرين قدم رسالة جميلة وعلى وجه الخصوص من مدينة عدن للذين كانوا يشككون بانها لن تنجح في هذا العمل، لكنها نجحت، وهذا النجاح يشرفنا بغض النظر عمن تسلم الكأس او من أنجح هذه الفعالية، فالنجاح لليمن وكل اليمنيين، نجاح عظيم سياسي ثقافي اجتماعي وعلى كل المستويات، وقدمتم رسالة جميلة من عدن، وعدن دائما تقدم رسائل عظيمة".
واردف الرئيس" الحقيقة ان عدن لايمكن لاحد ان يكون وصياً عليها، لأنها عدن الثقافة عدن التنمية عدن الإقتصاد، ولا أحد يمتلك حق الوصاية على عدن ولا على غيرها، فعدن قدمت رسالة 22 مايو من هذا المكان للشعب اليمني وللعالم باعلان الوحدة ورفع علمها وهي رسالة قوية، والرسالة الثانية هي رسالة خليجي 20 رغم دعوات التخريب وقطع الطرقات وقتل النفس المحرمة وايذاء المواطنين واشاعة ثقافة الكراهية، ومع ذلك قدم شعبنا رسالة من عدن مفادها ان عدن هي الامن والإستقرار والتنمية، وعدن تقدم رسائل جميلة ونوعية ورد قوي على كل الاصوات النشاز سواء كانت في الداخل او في الخارج، فالذين خرجوا من الباب لن يعودوا من النافذة، لأنهم خرجوا بتركات ثقيلة، كان يتحدثون عن النظام والقانون في مدينة عدن انه كان فيها نظام وقانون ايام الإستعمار وكانوا مسلحين بالعصى الصغيرة".
وقال " هذا كان ايام الإستعمار الذي عمل سور أو نقطة ومنع دخول القبائل الى مدينة عدن الا بعد تسليمهم اسلحتهم، وبعد العصر يخرجهم من كريتر ويعيد لهم اسلحتهم، وبعد الإستقلال لم يفعلوا شيء، وقد كان الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر محل فخر، وبعدها قالوا اجبرنا الإستعمار على الرحيل، ورحل الإستعمار من عدن والناس من شمال الوطن الى جنوبه كانوا يتطلعون الى الوحدة، وحصل ما حصل وتأجل اعلانها وجاءت مسألة الحوار، وبعدين دخلوا المنتقدين من كان ينتقد الانجليز انهم كان لديهم نظام وقانون، دخلوا بالدبابات وشحنوا الناس فيها، وفي المكتب السياسي واللجنة المركزية ذبحوهم، ذبحوا خيرة قيادات الاستقلال، وقالوا هذا نظام وقانون في عدن، فأين النظام والقانون من هذا العمل، كانوا يحتجوا على الخنجر وعلى العصا، ولم يستنكروا على الدبابات وقصف الطائرات لبيت سالم ربيع على وقتل علي عنتر ورفاقه في اللجنة المركزية، فهل هذا امن واستقرار، واي امن واستقرار وتنمية تتكلمون عنها، فهم خلاص خرجوا من البلد، اخرجهم الشعب اليمني، وعليهم طلب الصفح من اسر الشهداء لما عانوا منهم من مشاكل، بدلا عن التغني في الاذاعات والصحف والمحطات التلفزيونية المختلفة، فمن تاريخه ملطخ بدماء المناضلين لايحق له التحدث عن الشعب.
واضاف "تهانينا لعدن الباسلة على هذا الانجاز التنموي الرائع والانجاز السياسي والثقافي الممتاز، اما القيادات فتتغير تذهب وتأتي ولا احد يجلس على طول وصي على هذا البلد، فالقيادات دائما تتغير، اللجنة المركزية تغيرت، المكتب السياسي تغير، والمؤتمر الشعبي تتغير قياداته وكذلك الاحزاب كلها تتغير بما فيها قيادات الاتحاد السوفيتي، في حين ان هؤلاء لازالوا يحلمون بالشطرية، فهم من مخلفات الاتحاد السوفيتي وعلى نفس المنوال والتربية والثقافة، وفي الوقت الذي تغيرت فيه المفاهيم في روسيا الا ان أصحابنا لا زالوا في نفس الثقافة، وصدق المولى عز وجل القائل ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
واضاف:"فندعو الله أن يغيروا ما بأنفسهم من أجل مصلحة أنفسهم في المقام الأول اما الوطن فهو أكبر وأوسع من أي قيادات صغيرة أو تدعي أن لها دور مؤثر في الشعب اليمني .
واشار فخامته الى أهمية الترتيب لعقد ندوة في جامعة عدن ودعوة كل الباحثين والمهتمين والمثقفين ليبحثوا في تاريخ الثورة اليمنية ومراحل الوحدة.. لافتا الى ان ذلك سيفيد الجيل الجديد وسيكون على وعي كامل بكل الاحداث وكيف تحقق الاستقرار والتنمية في ربوع الوطن وبالذات في عدن التي هي اليوم مدينة جميلة تباهي مدن دول الخليج فيها متنزهات جميلة يجب على الجميع الحفاظ عليها وعلى ما سيتحقق مستقبلا, وعلى السلطة المحلية الاهتمام بالصيانة والحفاظ على النظافة والحرص على المعدات..
ودعا فخامته المختصين والمتابعين الى المشاركة في الندوة بما فيهم الموجودين في الخارج ممن لهم باع ونشاط منذ قيام الثورة أو منذ الاستقلال أو منذ 14 أكتوبر أو 26 سبتمبر , والحديث عن الثورة وتاريخ اليمن الحديث, لافتا الى انه سيتم اتخاذ كافة الترتيبات لهم من تذاكر واقامة .
وقال سنكون سعداء بحضورهم وسنشكرهم على المشاركة وسيحظون بالاهتمام حتى عودتهم الى مكان اقامتهم أو حيث يريدون, فهم في امان ولهم حرية الحديث بما يريدون, نتحدث معهم وجها لوجه عن ثورة سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر و22 مايو وما تلاها من أحداث ونكشف كل شيء على الطاولة على الحاكم والمحكوم ولا نحكي فقط في المدح للحاكم, بل نقيم بشكل موضوعي فمن اجاد خلال عمله سواء اكان مسؤولا في حضرموت او عدن او في اي محافظة نقول له احسنت والامر ينطبق على من كان رئيس او رئيس وزراء او اي مسؤول.. مشيرا الى اهمية الابتعاد عن المكايدة وتزييف الحقائق التى تلجأ اليها بعض أطياف العمل السياسي وكأنها ما وجدت الا لتكذب وتزيف الحقائق.
وتساءل فخامته: "هل الطرق الحديثة التى تربط المدن والكهرباء زيف من الحاكم.. هذه انجازات على ارض الواقع فعيب ان نتكلم ونروج لسلخ البلد بشماله وجنوبه وشرقه وغربه وتجزئته بالعودة الى التشطير.. فالبلد بلد الجميع والجميع يعرف ما تعنيه الدعوات الى الوحدة الفيدرالية والكونفدرالية في حين ان الوحدة الفورية كانت مطلب هؤلاء وكان شعار الحزب الاشتراكي اليمني لنناضل من أجل تنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية.. مستغربا عن الارتداد عن هذا الشعار.
وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى أن هناك توجها لتعديل قانون الإدارة المحلية إلى قانون السلطة المحلية ليكون لها صلاحيات أوسع.. معتبرا المطالبين بالفيدرالية والكونفدرالية أصحاب مشاريع صغيرة ومرتدين عن مطالبهم التي لبيناها بتحقيق الوحدة الفورية..
ولفت فخامته الى انه سيوجه مجلس الوزراء للاجتماع الثلاثاء القادم في مدينة عدن مع السلطة المحلية لمناقشة القضايا المتعلقة بالسكن وغيرها من الهموم وما تبقى من مبالغ مشاريع خليجي عشرين، وتقييم ما تم انجازه وكيف نحافظ على الصيانة وكيف نحافظ على الإدارة.
وقال هناك أشياء كبيرة نريد ان نستغلها حول استيعاب العمالة وكيف نمتص العمالة ليس في عدن بل في كل أنحاء الوطن باعتبارها جزء من المشكلة فإذا عالجناها بنفس الجهد والإخلاص الذي سارت عليه الاستعدادات لاستضافة خليجي عشرين حوالي سنة وشهرين, فسيتم استيعاب كثير من العمالة مثلما تم استيعابها في خليجي عشرين .. وهذا يحتاج الى مشاريع استراتيجية.
مشيرا الى ان العناصر التخريبية تفتعل الأزمات لأنها مأزومة.. وعندما يكون الشخص مأزوم ماذا نتوقع منه غير ان تبقى البلد في أزمة فهو لا يستطيع ان ينجز شيئا.. مؤكدا بان الاستقرار هو مفتاح التنمية ومن خلاله تحقق الكثير من المشاريع التي تحتاج الى عمالة وتشغيل .
وقال فخامة الرئيس "هؤلاء يزرعون الاشواك ويقومون باختطاف المواطنين في الطرقات وقطع الطرق والتقطع ونهب السيارات وقتل النفس المحرمة، ولايقدروا يحكموا الا بهذه العقلية، فكيف يمكن للبد ان يأتمنهم وهم قطاع طرق، فالوصول الى السلطة لايمكن الا عبر الحوار والندوات والمؤتمرات من خلال برامج وليس عبر قطع الطريق او تفجير ملعب او نادي للشباب، فمن سيأمنهم وهم يعملون مثل هذه الاعمال".. مشيرا الى ان هناك من قيادات احزاب المعارضة من يكرر انه مع الحراك، برغم معرفتهم ان الحراك ليس موجودا، والموجود هو التخريب فقط.
وتابع " في الوقت الذي ندعوهم الى الانتخابات النيابية، يكون ردهم السلطة تحدد لنفسها.. ونكرر دعوتهم لدخول الانتخابات وتقديم برامجهم ولكن ينطبق عليهم قول الشاعر: فصيح في النقد لكن في العمل معذور".
واضاف" لدينا خطة او مصفوفة استخلصناها من مقترحات عدد ممن كلفتهم خلال تواجدي في عدن، باعداد رؤى لما بعد خليجي 20 من عدة محاور، والمهم هنا التنفيذ، وسأحيلها الى الحكومة لمناقشتها مع القيادات في عدن يوم الثلاثاء القادم، بحيث يضعوا لها آلية وضوابط للتنفيذ".
وخاطب فخامته أعضاء السلطة المحلية ومسؤولي المكاتب التنفيذية والأجهزة الأمنية بالمحافظة قائلا: "من خلال المناقشات المستمرة معكم نعرف اراؤاكم، كما ان رأينا لديكم واضح، ونحن حريصون على الابتعاد عن كثر الكلام والتركيز على العمل، فعندما قلنا نستضيف خليجي 20 تم ذلك واستضفناه، وعندما وعدنا بانشاء بنية تحتية نفذنا ذلك دون تزييف على الناس او كذب، لان حبل الكذب قصير".. متمنيا للسلطة المحلية التوفيق والنجاح..
وقال:" اكرر التهنئة من قلبي للسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية واللجنة الأمنية على وجه الخصوص لما حققته من نجاحات باهرة في خليجي عشرين".
وكان محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري قد تحدث خلال اللقاء حيث عبر باسمه والسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والمواطنين في محافظة عدن وكل محافظات الوطن عن الشكر والتقدير لفخامة الرئيس لما أولاه محافظة عدن من إهتمام ورعاية ومتابعة مستمرة والتي أثمرت عن نجاح فعاليات خليجي عشرين بتلك الصورة المشرفة التي يعتز بها أبناء شعبنا..
مشيرا الى ماشهدته عدن من نهضة عمرانية وتنموية سواء على صعيد المشاريع الخدمية والإنمائية أو على صعيد النشاط الإقتصادي والتجاري والسياحي.. مبينا أنه تم انفاق أكثر من 61 مليار ريال لمشاريع البرنامج الاستثماري بالاضافة الى ما تم انفاقه على مشاريع البنية التحتية والمشاريع الرياضية المتصلة بخليجي عشرين.
وتطرق محافظ عدن الى ما تم تجهيزه فيما يخص مشاريع اراضي الجمعيات السكنية التي تضمنها برنامج فخامة الرئيس.. لافتا في هذا الشأن الى انه اصبح يستفيد منها حوالي 50 ألف مشترك من أبناء المحافظة وأصبح كل واحد منهم لديه قطعة أرض ويستفيد من وراء ذلك أكثر من 350 ألف شخص من ذوي الدخل المحدود، كما أدخلت مشاريع البنية التحتية لأراضي الجمعيات السكنية بتكلفة تبلع حوالي 6 مليار ريال، وهو ما يدحظ كل الادعاءات الكاذبة حول مسألة الأراضي ".
وأضاف "ها نحن نرى عدن الجديدة وما جرى فيها من عمل كبير ومن مشاريع ومنها تلك المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود، حيث يجري حاليا انجاز ألفي وحدة سكنية، فيما سيتواصل العمل لإنجاز ستة آلاف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود".. مشيرا الى ما تم انجازه في المحافظة في مجال الايواء الفندقي حيث ارتفعت السعة في الفنادق من 1200 سرير الى حوالي عشرة آلاف سرير، واصبحت عدن مهيأة لاستضافة أي فعاليات كبيرة اقليمية أو دولية أوأنشطة سياحية، كما ارتفعت السعة السريرية في المجال الصحي الى أكثر من سبعة آلاف سرير.
وتطرق المحافظ الى العديد من القضايا والموضوعات التي تهم المواطنين في المحافظة ومنها ما يتصل بمشروع تصريف مياه السيول وانشاء مدينة الصالح العلمية وتحسين قدرة توليد الكهرباء والتوسع في المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود.. مشيرا الى أن تلك المشاريع تعد من أولويات اهتمام السلطة المحلية.
وجدد الشكر لفخامة الرئيس على هذا اللقاء مع السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية ومسؤولي الاجهزة الأمنية، ومتابعته المستمرة لسير العمل وكل ما يهم المواطنين في محافظة عدن وغيرها من محافظات الوطن.. مشيرا الى ان الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامته للنشاط الرياضي والمتجسد في متابعته الحثيثة لفعاليات خليجي عشرين والمنشآت الرياضية الخاصة به ورعايته للموهوبين من الشباب في المجال الرياضي وغيره وحضوره يوم أمس احدى مباريات الدوري العام بين نادي التلال وشعب إب، يعكس ذلك التوجه السليم الذي ينطلق من الادراك الصحيح لأهمية الرياضة في بناء قدرات الشباب وإعدادهم الاعداد السليم في اطار التسلح بالقيم الدينية والوطنية التي تصونهم وتمنعهم من الوقوع في براثن التطرف والغلو وتجعل منهم شبابا نافعين لوطنهم وشعبهم.