الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:15 م - آخر تحديث: 07:31 م (31: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الصحافة الإلكترونية الوليدة.. لم يعد الغمد يقبل سيفين!!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الصحافة الإلكترونية الوليدة.. لم يعد الغمد يقبل سيفين!!

الأربعاء, 02-يونيو-2004
بقلم- حسان محمود الحسون - عندما ظهرت الإذاعة بداية الثلاثينات من القرن الماضي ، أمسك صانعو الخبر المكتوب رؤوسهم، فهذا الضيف الإلكتروني قد يهدد صناعة الصحافة برمتها، خاصة بعد أن بدأ ينتشر، في دولة تصنع الخبر مثل أمريكا، انتشارا كبيرا، وفي ظل هلامية القوانين الإعلامية التي كانت سائدة هناك،هذه الهلامية أفرزت عشرات،ثم مئات المحطات الإذاعية التي ضربت أمريكا من شمالها إلى جنوبها، آخذة بالتسابق فيما بينها على تقديم الخبر " طازجا " حتى قبل أن يتمكن عمال المطابع من صفه وتجهيزه للطباعة.
شيئا فشيئا بدأ نفوذ الراديو يضمحل، بعد أن كبر وأصبح له نافذة تنقل العالم إليك بكبسة زر، ليس فقط بالألوان الثنائية السلبية التأثير، بل بالألوان ... وبالألوان جدا، بينما الصحافة المكتوبة تراقب نتائج المعركة الإلكترونية بصمت وحذر!!

فضاء الحروب
كانت حرب الخليج الثانية عام 1990 نقطة تحول كبيرة في تاريخ الإعلام وصناعة الخبر، فقد استطاع الإعلام المرئي أن ينقل صور الحرب وأهوالها، حتى إلى غرف النوم من خلال المواكبة المباشرة لها، ولحظة بلحظة.
هذه الحرب كانت حرب الفضاء بكل معنى الكلمة، والتي كان لمحطة السي إن إن الأمريكية الإخبارية الكعب العالي فيها، فقد كان مراسلوها يغطون تطورات الأحداث من عدة أماكن وفي وقت واحد، الأمر الذي ما كانت لتحققه الصحافة المكتوبة بنفس الدرجة من الزخم والحيوية والحدثية.
السي إن إن لم تكن مجرد قناة فضائية يصل بثها إلى العالم كله عبر منظومة من الأقمار الصناعية، فقد كانت "الجيش الإعلامي" المواكب لجيوش التحالف والناطق الإعلامي باسمها، فاستحقت بذلك أن تكون نجم الحرب الذي أخفى بوهجه كل النجوم الأخرى.
فيما بعد، شهدت حقبة التسعينات ثورة تلفزيونية كبيرة، فقد ازدحم فضاء الكوكب الأزرق بالأقمار الصناعية التي تبث ملايين الساعات يوميا من مختلف المواد الإعلامية والإخبارية وغيرها، الأمر الذي مثل خطرا جديدا على الصحافة التقليدية.
الفضاء من جديد
حقبة التسعينات لم تشهد فقط ثورة الفضائيات، بل ثورة معلوماتية هائلة أتت عن طريق الإنترنت الذي غزا العالم من أقصاه إلى أقصاه، محدثا انفجارا معلوماتيا لم يشهد له العالم مثيلا، هذا الانفجار احتوى من ضمن ما احتواه الإعلام نفسه.
انتشار الإنترنت واكبه أيضا انتشار الصحافة الإلكترونية، فقد ظهرت وخلال فترة وجيزة الكثير من الصحف التي ليس لها وجود في عالم الإعلام إلا من خلال هذه القناة، وعرفت بالصحيفة الإلكترونية.
مرة أخرى، شكل الأمر تهديدا لعرش صاحبة الجلالة التي لم تقف موقف المتفرج، بل دخلت هي الأخرى غمار التجربة وصار لها مواقع إلكترونية، بحيث أصبحت معظم صحف العالم تصل إلى قرائها ليس فقط عن طريق أكشاك البيع، بل حتى عن طريق الإنترنت، خاصة هؤلاء القراء الذين لا يستطيعون قراءة جرائد معينة بسبب تعذر وصولها إليهم لأسباب عدة.
مرة أخرى تأتي الأزمات لتعطي للصحافة الوليدة بعدا أكبر، فقد فجرت الأزمة الأفغانية صراعا من نوع آخر بين الجرائد الإلكترونية، خاصة بعد أن استأثرت قناة الجزيرة بفضائيتها وبموقعها الإلكتروني ملايين المشاهدين والقراء على امتداد العالم.
وكدور السي إن إن الذي لعبته في حرب الخليج الثانية،لعبت الجزيرة دورا يكاد يكون أهم، فقد كانت وسيلة الإعلام الوحيدة التي سمح لها بالبقاء في أفغانستان أثناء حكم حركة الطالبان، لتصبح وحدها - وبدون أي منافس - صاحبة الكلمة الفصل على الساحة الإعلامية طيلة أيام الأزمة.
الجزيرة لم تحقق السبق على مستوى الإعلام المتلفز، بل وحتى على صعيد الصحافة الإلكترونية نفسها من خلال موقعها الذي شهد ملايين الزيارات خلال تلك الأزمة،مما حدا بكبريات الشركات الإعلامية الأمريكية لمحاولة سبق الإعلام العربي عن طريق تعريب مواقعها، كالسي إن بي سي ، وموقع إم إس إن، بل وحتى موقع قناة السي إن إن نفسها.
بطبيعة الحال لم تكن دوافع الإعلام الأمريكي مزاحمة الجزيرة واختطاف لقمة من مائدة الإعلام العربي فحسب، بل لتضع نفسها مجندا طوعيا تحت خدمة الآلة العسكرية و السياسية الأمريكية، إن من جهة الوصول إلى العقل العربي أو من خلال حملات التشويش والافتراءات ضد العالمين العربي والإسلامي.
وداعا للحبر
يبقى عرش الصحافة المكتوبة، هل يمكن القول إنه اهتز أخيرا بسبب انتشار الصحافة الإلكترونية؟ هذا العرش الذي لم تهزه كل الثورات الإعلامية التكنولوجية التي عاصرت حياته الطويلة كالراديو والتلفزيون.
يبقى الجواب معلقا إلى الحرب المقبلة.
نقلاً عن موقع-- باب


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024