عبدالناصر المملوح - لا يحتاج اليمنيون في الداخل أو الخارج، إلى دليل ليتيقَّنوا بأن العميد محمد اليدومي (رئيس حزب الإصلاح والقيادي في جماعة الإخوان)كان يكذب بواحاً وهو يلقي أسباب فشل حكومة الوفاق إلى النظام السابق.

في النُّظم الديمقراطية (الحرُّ لا يلوم الغير عندما يفشل)، أما ما يجعل اليدومي وحزبه بهذا الشكل والهرب الدائم من تحمل المسئولية، أنه لم يعشْ تجربة نضالية وطنية حقيقية بقدر ما هي إقصائية نفعية تعمَّقت وترسَّخت لديه كثقافة وسلوك يومي.

إخوان اليمن، على العكس من نظرائهم عربياً، لم يكونوا في تعارض مع الدولة- النظام السياسي- الأمر الذي مكَّنهم من التمدُّد، بل كانوا متوافقين معها في علاقات تكامل وظيفي نفعي، أفقياً وعمودياً، داخل كل مؤسسات الدولة والمجتمع، ومع هذا لم يستفيدوا ( ) في تحديث أفكارهم السياسية وبرامجهم، بل ظلت حبيسة أيديولوجيات منغلقة يجسِّدها اليوم محمد اليدومي وهو يلقي باللائمة في فشل حكومة الإخوان، أو ما تسمَّى مجازاً (حكومة الوفاق) إلى النظام السابق.

أخذت حكومة الوفاق بقيادة (إخوانية) المساحة الزمنية الكافية، غير أن فشلها بلغ حداً عجزت فيه عن إرسال، ولو، إشارات تطمينية بأنها تملك- على الأقل- النوايا الحسنة لعمل شيء يوقف عجلة الانهيار المتسارع منذ 2011م.

حكومة (الإخوان) بشهادة المنظمات الدولية والجهات المانحة، تعدُّ الأسوأ بين حكومات متعاقبة منذ عقود، على مستوى الفساد وانعدام الرؤية.

لم تقدِّم جماعة الإخوان- لا في مصر ولا في ليبيا ولا في تونس ولا في اليمن- مشروعاً للحكم والتنمية، وكلّ ما رأيناه ونعيش يومياته هو القتل والدمار، والفوضى والانفلات الأمني، وتدني مستوى المعيشة، وارتفاع جنوني في معدلات الفقر والبطالة.

وقبل أيام وقف وزير المالية، مندوب الإخوان في الحكومة، صخر الوجيه، أمام زملائه أعضاء مجلس النواب، ولكن هذه المرة ليتلو سورة قصيرة من فشل كبير لحكومة (الإخوان)، مؤكداً بأن (الجرعة) يا سادة ويا فندم محمد، ضرورة وطنية، وأن الحكومة قد لا تصمد 3 أشهر ما لم تسارع في تنفيذها.