عبدالله الصعفاني - كل شيء في المشهد يسير في سياقات مطاطة.. والسياقات المطاطة تسمح بتناغم التنافر وتنافر التناغم .

· وكان الأمل أن يسخّر الله لهذه البلاد من يناضلون من موقع القدوة والشجاعة وطهارة اليد للحفاظ على موروثنا من الحكمة ،والحفاظ على ما يجمع ولا يفرق ،لكن الأمل ما يزال قيد التأرجح في بركة اللزوجة .

· ما يؤسف له أن من انتظر الشعب منهم القيام بمعطيات تحقيق الأمل انساقوا وراء الأنا التي بدأت منذ بدء الخليقة بفجور إبليس "أنا خير منه" بدليل أن كثيراً ممن انتظر المجتمع خيرهم انقسموا مابين محامين عن شياطين وبين متمسحين بالآلهة المزيفة.

· تفاءل الكثيرون قبل ما يزيد عن 3 أعوام بخطاب وحماسة جحافل خرجت إلى الساحات طلباً للتغيير ،كثيرهم مساكين ورزقهم يوم بيوم.. حينها تذكرت قول نجيب محفوظ " قليل من الفوضى كي يفيق كل غافل من غفلته " غير أن الشهور والسنون أخذتنا نحو الفوضى والغفلة وما يزال الكبريت ملتصقاً بأنابيب غاز بلا منظّم .

· عام بعد آخر ونحن لا نرى غير ضرب في بنيان الدولة الافتراضية بأسلحة التضليل والمكر والكذب والدفاع عن الفشل والفاسدين بالهوية الحزبية .. رافق ذلك وتقدمه استيقاظ جموع التغيير على سرقة أحلامهم بواسطة زملاء لهم انطبق عليهم القول .. ثوار تحت الطلب الحزبي .. يعملون بالريموت كنترول ولا يعبرون عند التمدد وعند الانكماش إلا بطريقة لا تعبر عن تطور وفهم في الموقف الذاتي .

· تنازل من فرضوا أنفسهم ممثلين للشباب عن طموحات زملائهم وأخمدوا ما كان من عنان خيالهم ورضوا بدور التابع المفرّط برفاق الأمس من أجل أطماع اليوم لتكون مواقفهم مدعاة لخيبة الأمل، واستنفاراً لقوى وجماعات رفعت شعار "ما يفل الحديد إلا الحديد".

· شهور وأعوام أوصلت إلى القاصي والداني فكرة مريضة مفادها أن السياسي الجيد هو الأكثر قدرة على الكذب والتدليس و الإقصاء واستدعاء خطاب ثوري مناسباتي وفقاً للتعريف اليمني الجديد الذي يرى السياسة عملية شد بين أطراف لا تتوقف عن تعطيل الحياة .

· وليس الحصاد إلا ما نراه من أزمات أمنية واقتصادية وتوتر اجتماعي ونفوذ سلطات الوظيفة والمال والسلاح بل وذهاب مجلس الأمن إلى التأكيد بأن اليمن صارت خطراً على السلام العالمي أو كما جاء في القرار 2140.