الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:20 ص - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
العيد.. واليمنيون.. وكوارث الصراع



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


العيد.. واليمنيون.. وكوارث الصراع

الجمعة, 01-أغسطس-2014
علي حسن الشاطر - يحل عيد الفطر هذا العام على اليمنيين وهم في وضع يتحسرون فيه على سابقه، نتيجة الأحداث المأساوية التي شهدتها اليمن وخاصة خلال شهر رمضان الفضيل، الذي تقاتل اليمنيون في أيامه المباركة فيما بينهم وأزهقوا الأرواح وسفكوا الدماء، ودمروا الممتلكات العامة والخاصة، وقبل كل ذلك الدمار النفسي الذي أصاب المواطنين الأبرياء الذين تجرّعوا الويلات جراء الحروب العبثية ونزحوا من ديارهم ومناطقهم يبحثون عن مأوى آمن، إلى جانب المعاناة الشديدة من استمرار الأزمة الحادة في المشتقات النفطية التي كادت أن توقف الحياة في اليمن.

لقد كان حريّاً باليمنيين وفي مثل هذه الظروف الإستثنائية الصعبة أن يضعوا خلافاتهم جانباً ويتركوا لغة السلاح، ويلتزموا بنتائج الحوار الوطني التي أجمعت عليها كل القوى السياسية بما فيهم الذين خاضوا الصراع واقتتلوا فيما بينهم، وأن يستلهموا المقاصد والغايات السامية والنبيلة من فريضة الصوم، والإستفادة من دروسها وعِبرها وزادها الروحي، وأن يستوعبوا غاياتها الربانية ودلالاتها الإيمانية في مواجهة التحدّيات والأزمات والصراعات العبثية المستفحلة التي مردها الرئيس إلى أزمة حقيقية في القيم والأخلاق والمبادئ، وشيوع الثقافات والنزعات العصبوية الجاهلية المقيتة بكل ما تحمله في ثناياها من عوامل التأجيج لثقافة ومشاعر الحقد والكراهية والإقصاء والتطرُّف والإرهاب والتمصلح الحزبي والذاتي غير المشروع، وطغيانها على ما دونها من الاعتبارات والحسابات والمصالح الوطنية العليا، في وقت يُعاني فيه البعض من قصور في الوعي وضعف في التحلّي بالالتزام بأخلاق وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والإنغماس في عبادة الشهوات والأهواء والرغبات والمصالح الأنانية، فيما يمضي البعض الآخر في ممارسة غواياته في التوظيف السياسي والخطاب الديني وتسخيره كأداة من أدوات السياسة القذرة لتحقيق أهداف وغايات حزبية ذاتية رخيصة أو لتبرير وتسويق أعمال إرهابية إجرامية مدمرة يكون الدين وقيمه ومبادئه ورسالته الإنسانية السامية الحضارية أول ضحاياها.

لقد أفرزت الأزمة السياسية المعتملة منذ أكثر من ثلاث سنوات عن تداعيات ومؤشرات سلبية خطيرة ومتنامية لاتزال بعيدة عن اهتمام مراكز القوى والنخب السياسية المنشغلة بصراعاتها البينية، ولم تستشعر معاناة البسطاء من الناس وعميت وتعامت -ولاتزال- عن رؤية المآسي الإجتماعية والمخاطر والكوارث التي تحيق بهذا الوطن، وظلت عاجزة عن ملامسة الوضع الإنساني الكارثي للمجتمع الذي يشهد تحللاً متواصلاً في مجمل قيمه وأخلاقياته ومكوّناته وسماته وتميزاته، وأصبح حضيرة واسعة للفقراء والمهمشين الغارقين في البؤس والبطالة والفقر والجهل والمرض.

لن نجافي الحقائق إذا قلنا أن الشعب اليمني لايزال بعيداً كثيراً عن تحقيق طموحاته في الخروج من عنق الزجاجة، ولاتزال الممكنات المتاحة والجهود العملية لإخراج الوطن من دائرة الخطر دون المستوى المطلوب، في ظل استمرار حالة المراوحة السياسية ضمن دائرة مغلقة تعيد إنتاج الصراعات وتفرز المزيد من عوامل العجز الوطني في تجاوز التحدّيات والتهديدات والمخاطر الشاخصة.

لقد وصل اليمنيون مرحلة اليأس والسأم وحل بهم الوهن والإحباط، واستنفدوا الكثير من مقومات صبرهم وقدرتهم على تقديم المزيد من التضحيات، وأوشكت ظهور الغالبية الساحقة من الشعب أن تنقصم تحت عبئ المعاناة والقهر، وكادت الحياة أن تأسن وتتعفن في أتون الصراعات المضطرمة بنار الحقد، وأصبحوا على دراية كافية أن ما يحيط بهم من كوارث وما يحل بهم من مصائب هي ثمرة مُرّة لفساد نخبه وسوء أعمالها وخضوعها واستسلامها لشهوات الأنفس الأمَّارة بالسوء التي جعلت مصالح الفرقاء السياسيين في هذه النخب متعارضة ومتصادمة واتجاهاتها متنافرة، كلٌ يعمل ضد الكل، ويحاول جر الوطن باتجاه رياح أهوائه وتحالفاته المشبوهة المتعددة والمتنوعة والمتناقضة.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024