ظل حاضراً إلى جانب اليمن
الثلاثاء, 27-يناير-2015محمد أنعم - ودعت الأمة العربية والاسلامية بحزن شديد الجمعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي انتقل الى رحمة الله، وعُرف الملك عبدالله بمواقفه العربية الشجاعة ونصرته لقضايا الاسلام والمسلمين في كل مكان، كما اُعتبر زعامة عالمية بفضل حكمته وحنكته السياسية وتعامله مع الملفات الخطيرة برؤى استراتيجية تخدم الانسانية وتنتصر للانسان دون تعصب أو مغالاة.. ما جعل قادة دول العالم يتوقفون بإجلال أمام هذا القائد العربي الشجاع..
ولعل مواقف ومآثر فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه اليمن كانت ذات خصوصية مميزة، فقد ظل حاضراً إلى جانب اليمن في أشد وأحرج اللحظات، بل لقد عمل طيب الذكر خادم الحرمين الشريفين ومعه الزعيم علي عبدالله صالح- الرئيس السابق -على فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.. حيث حرصا كقادة تاريخيين على نزع فتيل قنبلة ملغومة ظلت تهدد مستقبل الأجيال والمتمثل بحل مشكلة الحدود، وقد تم اغلاق هذا الملف نهائىاً.وتذكر معلومات ان فقيد الأمة وبعد ان أدرك ان اللجنة المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين كادت أن تغرق في متاهات التفاصيل تدخَّل خادم الحرمين ووضع الحل الذي اُتخذ كقاعدة لترسيم الحدود.
حقيقةً لقد خسر اليمنيون برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائداً عربياً أصيلاً ظل يعيش هموم اليمن ولم يبخل على شعبنا قط في يوم من الأيام، ولعل رعايته للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وحضوره إلى جانب قيادتنا وشعبنا عقب التفجير الارهابي في مسجد النهدين الذي استهدف حياة الرئيس السابق وكبار مسئولي الدولة والمؤتمر في يونيو 2011م والتكفل بعلاجهم في أحدث مستشفيات المملكة، إضافة تقديمه المساعدات المالية ومكرمة نفطية وغيرها.. تأكيد على سمو هذا القائد العظيم وفداحة خسارة رحيله على الشعب اليمني خاصة وعلى أمتنا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به.
ولعل مايخفف من مصاب رحيله ويجدد الأمل لدى أمتنا ان الله سبحانه وتعالى قيض لها قائداً حكيماً وسياسياً مرموقاً يحمل مشروعاً عربياً واسلامياً نحو ذرى المجد والكمال.. إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الذي بتولّيه الحكيم خفف من مصاب الأمة ويجعلنا نثق أنه لا قلق على المستقبل ولاخوف من قوى الإرهاب والتطرف.. والجميع يتطلع إلى دور المملكة في إنهاء نزيف الدم العربي ووقف التدخلات الخارجية في قرار الأمة..
وهذه المسئولية مناطة بكل تأكيد على قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.