السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:11 ص - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
استثمار الهدنة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


استثمار الهدنة

الأحد, 17-مايو-2015
نبيل عبدالرب - أتت الهدنة في اليمن كضرورة إنسانية وحاجة سياسية لمعظم الأطراف الداخلية والخارجية الأساسية الفاعلة في مشهد الحرب التي استمرت ما يقارب الخمسين يوماً قبل تنفيذ الهدنة الصامدة إلى الآن بصورة عامة.

لم تكن الهدنة منّة من دول التحالف، وإنما جاءت على أثر ضغوط سياسية من الأمم المتحدة ودول كبرى أهمها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية على المملكة السعودية بعد أسابيع من غارات جوية وضربات صاروخية لم يتبين لها أفق عسكري ناهيك عن أفق سياسي متصل بالأهداف المعلنة، خصوصاً أن تلك الغارات لم تستثن مواقع مدنية بينها مؤسسات صحية وتعليمية ومعالم تاريخية، والأهم وقوع الآلاف من المدنيين ضحايا للعدوان والاحتراب الداخلي، إلى جانب الآثار السلبية التي بانت للعالم جراء حصار شامل على الموانئ الجوية والبحرية نال حتى من المواد التموينية من غذاء ودواء ووقود، وعكس السقوط الأخلاقي للعدوان، وحرك المنظمات الإنسانية، العابرة للقارات، لممارسة ضغوط على حكومات الدول الكبرى، وأوجد تشابكات خلقت مصالح سياسية للبدء بمعالجات للمشكلة اليمنية.

إيران كطرف خارجي أخذ من مبالغات القدرة على الفعل في الحرب الدائرة وما قبلها أكثر مما يستحق، ومن وجهة نظر شخصية مازال الإيرانيون كنخبة سياسية يعتبرون المنطقة العربية المجاورة محيطاً معادياً، سواء أكانوا عراقيين أو سوريين أو لبنانيين أو بحرينيين أو يمنيين أو سعوديين، لا يفرقون بين أحد منهم، ولهذا فحرب اليمن مصلحة إيرانية لاستنزاف غريمتها الإقليمية، السعودية، واليمن أيضاً، وبخاصة أن دعمها لليمنيين يقتصر على وسائل الإعلام، وتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، ومساعدات إنسانية ربما تكون سبباً في انهيار الهدنة.

ولمن يراهنون على الوهم الإيراني نتمنى أن يأتوا ببلد عربي للإيرانيين فيه نفوذ، ولا يعاني من منسوب توتر أمني وسياسي أزيد من غيره من الدول العربية، ويقيموا قدر المساعدات التنموية الإيرانية مقارنة بدعوماتها ذات الطابع الأمني والعسكري.

السعودية، تمثل اليمن بالنسبة لها منطقة نفوذ تقليدية، وأطول شريط حدودي، ومتنفس على البحر العربي، ومشرف على مضيق باب المندب، ودولة موقعة معها على اتفاقية مازال اليمنيون يعتقدون أنها اقتطعت مساحة كبيرة من أراضيها للسعودية في لحظات ضعف سياسي وعسكري، مضافاً إلى ذلك حدوث تغيير في تركيبة الحكم السعودية رافقها اتفاق مبدئي بين الغرب وبمقدمته الحليفة التقليدية للسعودية، الولايات المتحدة الأمريكية –وريثة بريطانيا –مع إيران على الملف النووي، ما يعني إذا تم رفع الحصار الغربي عن إيران ارتفاع قدراتها التمويلية لحلفائها في الدول العربية، بما فيهم الحوثيون، زائداً الفشل السعودي في العراق وسوريا ولبنان.

أرادت السعودية تدارك نفوذها في اليمن وتعويض فشلها في الدول السابقة. لكنها أضافت فشلاً جديداً باختيارها الحرب ثم بتخبطها وانكشاف عدم جدواها في إيقاف التمدد الحوثي بمساندة الجيش، وبالتالي نشوء الحاجة للخروج بماء وجه من هذه الحرب.

أما الولايات المتحدة فقد ساندت السعودية كرسالة طمأنة بالبقاء إلى جانبها بمواجهة الصراع مع إيران، في ذات الوقت الذي تحتاج للتهدئة وعدم تعكير صفو المفاوضات النووية مع إيران، وتتخوف من استغلال القاعدة وداعش لظروف الحرب.

وإذا كانت معالجة المشكلة اليمنية من خلال الهدنة كخطوة أولى مصلحة سياسية وأمنية للخارج الفاعل في الشأن اليمني، فإنها داخلياً حاجة إنسانية لتلافي المزيد من تداعيات الحصار الناجمة عن شحة الوقود والغذاء والدواء، والتي جعلت أنماط حياة اليمنيين تعود عقوداً إلى الوراء، بجوار الوضع الإنساني للعالقين في الخارج والنازحين من المناطق الأكثر استهدافاً في الحرب. كما تمثل منفذاً سياسياً يتيح الفرصة لتحركات سياسية في الداخل والخارج لإعادة الأطراف اليمنية الفعالة على الأرض خصوصاً ودون استثناء للحوار والتفاوض.

الداخل والخارج متفقون على ضرورة الحوار السياسي اليمني – اليمني برعاية وضمانات دولية، ومختلفون في الاشتراطات المسبقة. والدعوات تتوالى لتمديد الهدنة والإسراع في الحوار بين الجميع، بما في ذلك بيان قمة كامب ديفيد بين الولايات المتحدة وشركائها الخليجيين.

بات لزاماً التحرك السياسي والإنساني لاستثمار الهدنة بعيداً عن الشروط المسبقة، أو الخوص في حوار من طرف واحد كما هي الصورة الأولية للتحضير لمؤتمر الرياض.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024