الأحد, 14-ديسمبر-2025 الساعة: 07:49 م - آخر تحديث: 07:22 م (22: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
دين واحد وافتراق حتى الدم (1 – 3)



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


دين واحد وافتراق حتى الدم (1 – 3)

الجمعة, 19-يونيو-2015
نبيل عبدالرب - رمضان الفضيل يحل هذه السنة والمسلمون يعيشون صراعاً دموياً سياسياً بالأصل، دينياً طائفياً بالتحفيز واللباس، وتميز هذه السنة ببروز داعش في غير منطقة عربية، وبعدوان عشر دول تقودها السعودية على الشعب المنهك من الأزمات في اليمن، وكلا المشهدين الداميين -الداعشي والعشري -لم يخلوا من يافطات الدين.

لعل من المناسب الابتعاد قليلاً عن السياسة والارتباط بالأحداث الآنية، إلى التحليق في خطرات عن الدين خلال الشهر الكريم، لا تأتي بجديد، وإنما تحاول التذكير بأن الدين بشكل عام من أكثر الأدوات التي استغلتها السياسة وسفكت تحت لافتاته الدم الإنساني في انحراف واضح وجلي عن الهدي الإلهي الواحد في أسسه منذ خلق الله آدم، وبالتالي فإن الدين –أي دين- دخلت عليه الواسطات بين الله والبشر لتضفي تفسيرات خلقت الكراهية بين الأديان، ثم بين الطوائف داخل الدين الواحد أدت نتيجة التراكم إلى العنف والاقتتال بين البشر.

ربما باتت الحاجة اليوم أكبر لمواصلة محاولات إصلاحية تزيل الغشاوة عن جوهر الأديان التي جاءت من مشكاة ومنبع إلهي واحد، لهدف إصلاح حياة الإنسان في العالمين الدنيوي والأخروي.

مع هبوط الإنسان على الأرض نشأت حاجة فطرية للدين نابعة من دافعين وجداني، ومعرفي، الوجداني شعوره بوجود قوة خفية خارجة عن إرادته وخططه تتحكم بالأمور الدائرة حوله وتتغلب في كثير من الأحيان على إرادته وإدارته حتى لأمور خاصة به، وأمام هذه الظاهرة المحيطة والمجهولة لديه تولد الدافع المعرفي بوميض أسئلة عن كنه وماهية تلك القوة الخفية وعلاقتها بالكثير من المبهمات وبالتالي توالد أسئلة أخرى ذات علاقة بسؤال الحقيقة الإلهية، وطبيعة الوجود والحياة، وبدئهما ومنتهاهما.

ونتيجة قصور أدوات العقل الإنساني الأول عن إعطاء إجابات شافية لأسئلته الكبرى جاءت المساعدة الإلهية بالاتصال مع البشرية عبر الوحي الإلهي كنوع من المكافأة لأفراد تميزوا عن غيرهم بالانشغال والتأمل وربما الانقطاع للبحث عن إجابات واحدة في جوهرها، مختلفة في عرضها حسب الظرف الزماني والمكاني للعقل البشري.

وحدة مصدر الدين ومنبعه جعل الناس يلحظون وجود سمات مشتركة بين معظم الأديان السماوية، والوضعية التي هي في الأساس انحرافات عن تعليمات الدين السماوي، فلا يكاد يخلو دين من محاولات الإجابة على الأسئلة الغيبية الكبرى، واعتماده في محاولات الديمومة على رياضات ما ذات طابع روحي تتمثل في اشتمالها على منظومة من الطقوس كأساليب أيضاً لكسب رضا الآلهة وتجنب غضبها، ونشوء طبقة أو فئة اجتماعية خاصة تطرح نفسها كواسطة بين البشر والآلهة تضطلع بتفسير المقولات الإلهية، وإشارات الرضا أو السخط الإلهي، وتقود في الغالب العمليات الطقوسية، وإن اختلفت تسميتها من دين لآخر، كالكهنة والأحبار.

بل إن بعض المظاهر تخلل أغلب الأديان كمسألة القرابين، وتقديس أيام وأماكن معينة والاعتقاد بثنائية الخير والشر.

وفي المضمار قد يتبادر إلى الأذهان سؤال مفاده: لماذا لم ينزل الإله الدين دفعة واحدة طالما والدين في تعاليمه الأساسية واحد، ويستهدف إصلاح الحياة الإنسانية على مستوى الفرد والمجتمع؟ وعن هذا السؤال ينبثق سؤال آخر فحواه أنه ما دام الدين يستهدف الصلاح الإنساني فلماذا تبرز بعض الميزات في الكتب المقدسة لفئة إنسانية بمقابل انتقادات لفئة أو فئات إنسانية أخرى؟.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025