الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:06 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
عن الحادث الذي تعرّض له عبدالرحمن بافضل في السعودية..!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


عن الحادث الذي تعرّض له عبدالرحمن بافضل في السعودية..!

الخميس, 08-أكتوبر-2015
عبدالكريم المدي - هناك ما هو أهم بكثير من تركيز البعض على الحادثة التي تعرّض لها القيادي في حزب الإصلاح ورئيس كتلته البرلمانية الدكتور عبدالرحمن بافضل في حفر الباطن/ شمال السعودية والتي كانت عبارة عن حادث مروري في شارع عام .

الرّجُل الذي يبلغ من العمر حوالي (70) عاماً ويُقيم في المملكة منذُ سنوات ، ولم يخض مؤخراً في الصراع القائم في اليمن أو يُدلي بتصريحات سياسية حيال هذا الأمر ، لا يُعدّ – في تقديري – النهش فيه والتشفّي بصورته وهو ملقيّ في الشارع والدماء تسيل منه ،بطولة، أوجعل موته انجازاً وطنياً ونصراً عسكرياً وهبته السماء لخصوم الإصلاح .

أعتقدُ إن كل من خصّص تلك المساحة من الحديث والتعاطي مع حادثة بافضل وبتلك الطريقة إنّما يُعبّر عن ضيق أفق وإنفعال فائض عن الحاجة ، اتى في غير محلّه ، كما يعكس كثيراً حالة من الجهل والتطرُّف في الخصومة السياسية، اللذين يقودان صاحبهما بشكل أو بآخر للاوعي، والعودة المعيارية الإصولية بما تتضمّنه من مفاهيم معتّقة تفتقد لقيم الاختلاف النبيلة وللأدوات المعرفية الصحيحة وللملكات الفطرية التي تجعل المرء دائما ينظر للأشياء من زاوية الاكتمال بنضوج وترفُّع .

حرّي بنا جميعاً أن نسمو فوق الجراحات والصغائر ونتخلّص من الأفكار والمشاعر التي تتباهى بالخراب والموت ولنبحث عن المشتركات الدينية والمعارف العصرية التي من شأنها أن تُعطي سلوكنا وأنشطتنا وأفكارنا وخطاباتنا شرعية وإطاراً أخلاقياً ومفاهيماً جديدة تسمح لأرواحنا ومخيلاتنا من التحلق عالياً بأجنحة من التسامح والحب والجمال .

علينا أن لا نُوظّف محنة الدكتور عبدالرحمن بافضل أو غيره توظيفاً خاطئاً ونعتبره عقاباً ربانياً موجّهاً ضد حزب الإصلاح ، أو غيره من الأحزاب والقوى ،مطلقين العنان لزوابعنا النفسية كي تُصدر الأحكام والتحليلات التي تدخل فيها الأسطورة والمعجزة وطيور السماء الأبابيلية التي صارت ، هي الأخرى في صفّنا وتُقاتل معنا ضد العدوان السعودي وحلفاءه من الإصلاح وغيره .

المواقف والصراعات السياسية ينبغي أن لا تذهب بنا بعيداً وتُنسينا الحقائق الصامتة والخبيئة في وعينا كيمنيين وكبشر ، نمتلك بصيرة نافذة لجوهر التسامح ونظرة جمالية للأشياء والوجود بها قدر هائل من الروحانية والرحمة ورقة القلب والإيمان الذي ينبت في هذه الجغرافية كثابت أصيل ونهج وفن.

صحيح نختلف مع حزب الإصلاح في السياسة والإدارة والبرامج والخطاب والرؤية وكيفية العلاقات والتحالفات مع الخارج ، و نختلف – أيضا – كثيراً مع الأفكار والأطروحات التي يتبناها عبدالرحمن بافضل وهي في غالبيتها تدور في نفس تلك المجالات ، لكن لا يعني هذا إننا نعدم الإنسانية ونتحول لقذائف تتفجر تجاه كل شيء ، حتى وإن كان ذلك إنساناً يصارع الموت ، أو ربما قد غيبه الموت بالعفل.

فمجتمعنا اليمني بما يحمله من قيم دينية وأعراف لا تُجيز لنا أن نتخلى عن مبادئنا وعلاقاتنا الإنسانية التي يجب أن تنتصر وتبقى فوق كل خلاف .

وبتعبير آخر علينا أن لا نوغل في الخصومة ونُبادل الآخرين نفس ما يقومن به من تصرفات ، ونُكرر ما قام به (ثوار الفوضى ) يوم 3و4 يونيو من العام 2011 حينما احتفلوا ونحروا عشرات الأثوار والخرفان في شارع جامعة صنعاء احتفاء بإغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو وجميع مسؤلي الدولة من الصف الأول في جامع الرئاسة وهم يؤدن صلاةأول جمعة من شهر رجب الحرام، ولم تنجح تلك المحاولة.

فلتكونوا كما كنتم تتعاطون مع الأحداث والصراعات بقدر كبير من النُّبل والتسامي ،تؤكّدون للجميع بأنكم تمتلكون أرواحاً جميلة وقلوباً لا تُلغمها الأحقاد والكراهية.

ظلوا- يا رفاقي – كما كنتم تتضاحكون وتتسامحون في لحظات صعبة ،تغيظون من خلالها خصومكم وكل أعداء الحياة، الذين لا يقدرون على فعل ما تفعلونه ، لأن الذين يفعلون ما تفعلونه وتتميزون به إنما هم المحبون الذين ينتظرون الصباحات الجميلة ولم تفسدهم الأيديولوجيات والسياسات والمصالح وأعداء الأمة والمستقبل..!

قولوا معي ، إذا صحّ وقد توفي الدكتور عبدالرحمن بافضل، رحمة الله تغشاه والصبر والسلوان لأهله ومحبيه وإن كان ما يزال في المستشفى يعاني من الحادثة نسأل الله له الشفاء ، وتغمد الله مثوى موتى المسلمين جميعا بالرحمة ،وشهداء الأمة في كل مكان،وشهداء وطننا الحبيب الذين وهبوا دماءهم رخيصة لأجل أن نحيا بحرية وأمن وسيادة كاملة ،ولم يبخلوا في سبيل ذلك بكل غالي ونفيس، فرحمة الله تغشاهم، وتُسكنهم جنّات النعيم مع الصادقين والصابرين .
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024