علي محمد البيضاني - في خطوة ( مفاجئة ) وربما لم تكن واردة أو متوقعة ، أقدمت ادارة قناة القمر العربي ( عرب سات ) على اغلاق ووقف بث قناة ( الميادين) الفضائية المستقلة من العاصمة ( بيروت )والتي يرأس مجلس ادارتها الاعلامي المعروف الزميل الاستاذ غسان بن جدو ، وهو ذلكم القرار الجائر والتعسفي الذي قوبل بإدانة واسعة واستنكار كبير من الاوساط السياسية والإعلامية والمنظمات الحقوقية العربية والعالمية ..

* ان هذه الخطوة الاستهدافية بحق قناة ( الميادين ليست غريبة في دوافعها وأبعادها الحقيقية التي باتت معروفة للكثير من محبي ومشاهدي هذه القناة الاعلامية الرائدة والمتميزة التي اضطلعت بدور كبير في فضح وتعرية جرائم العدوان الثلاثي الغاشم السعودي - الامريكي - الصهيوني ضد بلادنا بصفة خاصة والجرائم الوحشية المماثلة التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها قوات هذا التحالف الشرير في العراق وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً ..
* وإذا كان قرار اغلاق فضائية ( الميادين ) المهنية المستقلة وسيظل يندرج في اطار الاجراءات التعسفية وغير الاخلاقية وغير القانونية كذلك التي استهدفت الاداء المهني والوطني والقومي الحر لهذه القناة ولخطابها الاعلامي الهادف والمسؤول الذي أسهم إلى حد كبير في كشف جرائم العدوان والإرهاب والقتل والتدمير التي تمارسها قوات التحالف الثلاثي المشبوه والدنيء ضد الشعوب العربية المغلوبة على أمرها منذ زمن طويل ، فانه يغدو ضروريا الاشارة الى ان قرار اغلاق قناة ( الميادين ) ووقف بثها الفضائي يمثل انتهاكاً سافراً وجريمة نكراء ضد الحقوق والحريات الصحفية والإعلامية في عالمنا العربي .

** وإذ بات معروفاً للجميع بان هذا التصرف الجائر والمرفوض ضد قناة ( الميادين ) ومحاولة اسكات صوتها تأتي في سياق الممارسات العبثية لتحالف الشر والعدوان الثلاثي الهادفة اخفاء جرائمه البشعة ضد المواطنيين الابرياء والعزل من السلاح في اكثر من قطر عربي وفي ظل ( صمت ) اقليمي ودولي واضح .. ليس هذا فحسب بل ان ذات الاجراء الجائر ضد قناة ( الميادين ) يأتي أيضاً في اطار مخططات قوات التحالف الثلاثي وسياسات حكوماته العدائية ضد المهنية العالية لقناة الميادين والتأثير الكبير لرسالتها الاعلامية القوية ودورها البارز في فضح جرائم واعتداءات تحالف الشر والعدوان التي تلقى ادانة واسعة من كل القوى المحبة للحرية والديمقراطية والسلام في العالم .. هذا بالإضافة الى ان خطوة جائرة كتلك القصد منها هو افساح المجال امام الكثير من المحطات والقنوات الفضائية التابعة لهذا التحالف الخطير والمشبوه التي تروج لأعمال القتل والتدمير وسفك الدماء وإزهاق الارواح والأنفس وارتكاب جرائم الابادة الجماعية وغيرها من الممارسات والأعمال الارهابية التي تسهم في اشاعة مناخات الاقتتال وتقويض الامن وتهديد السلم الاجتماعي وتمزيق الوحدة الوطنية .

* اننا أحوج ما نكون كذلك الى القول والتأكيد معاً بان استهداف قناة ( الميادين ) من خلال الإصرار على اغلاقها انما يأتي ايضا في سياق محاولات بلدان العدوان الثلاثي في ممارسة أقبح وأبشع وسائل التضليل والخداع الاعلامي المؤسس على الاستعلاء والاستقواء وتشويه الحقائق وتسويف الزيف والكذب وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية ..

* ويمكننا أيضاً الاستدلال والعودة الى طبيعة التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس ادارة قناة ( الميادين ) الاعلامي / غسان بن جدو التي كشف فيها النقاب عن جملة من القضايا والأمور الحقيقية التي تقف وراء اغلاق القناة لعل أبرزها تعرض القناة لضغوط شديدة من جهات لم يسمها وقال ان هذه الجهات طلبت منه عدم تغطية العدوان العسكري على اليمن وعدم الحديث عن استهداف المدنيين من قبل دول العدوان ..

* ولم يكتف الاعلامي / غسان بن جدو / بذلك الطرح وإنما ذهب أيضاً الى حد التعبير الواضح حينما قال كذلك - وبصريح العبارة - ان شركة عربسات طلبت وقف بث قناة ( الميادين ) وكذا الطلب من السلطات اللبنانية وقف بثها من لبنان لان القناة لا تجد حرجاً في انحيازها لأي شكل من اشكال وصور المقاومة والرفض لقوى العدوان وسياسات بلدانه العدائية سواء كان في اليمن أو في لبنان أو في العراق أو في سوريا أو الاراضي الفلسطينية المحتلة .. وان هذا هو توجه قناة الميادين ولن تحيد عنه قيد أنملة ولن تتراجع عنه تحت أي ظرف من الظروف أياً كان نوعها وطبيعتها ..

* اننا نجدد دعوتنا ومناشدتنا الى اقامة وتنظيم الفعاليات التضامنية والوقفات الاحتجاجية الواسعة والرافضة لقرار اغلاق قناة ( الميادين ) ووقف بثها والعمل على تعرية هذا القرار الجائر وفضح أهداف القائمين عليه من قبل كل القوى والمنظمات السياسية والإعلامية والحقوقية في عالمنا العربي باعتبار ان هذا القرار التعسفي والظالم بحق هذه القناة الاعلامية العربية المتميزة هو استهداف حقيقي للقضايا والحقوق العربية العادلة والمصيرية والتي تستلزم من جميع احرار وشرفاء الامة العربية والإسلامية الدفاع عنها والتضحية من أجلها مهما كان حجم المصاعب والتحديات الماثلة وهذه بلا شك مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية تقع على عاتق القوى الوطنية والحية والخيرة في عالمنا العربي والتي ينبغي عليها تحمل مسؤولياتها المناطة بها خاصة في هذه المرحلة الحرجة في حياة الامة العربية كافة ..

-رئيس تحريرصحيفة الانصار -المستقلة