الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 06:53 م - آخر تحديث: 06:16 م (16: 03) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
أين أخطأ محمد حسنين هيكل ؟ الصدام التركي - الإسرائيلي.. الذي لن يقع !



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


أين أخطأ محمد حسنين هيكل ؟ الصدام التركي - الإسرائيلي.. الذي لن يقع !

الأحد, 01-أغسطس-2004
سعد محيو - محمد حسنين هيكل يعتقد ان الصراع المقبل في الشرق الاوسط سيكون بين تركيا وإسرائيل. وبعض المحللين الغربيين يرى ان اللعبة الخطرة التي يقوم بها الآن أرييل شارون باستخدامه الورقة الكردية في شمال العراق، ستضعه في النهاية في مواجهة تركيا. هل هذه التنبؤات في محلها؟ كلا!.. ولأسباب عديدة. فتركيا لاتستطيع، حتى لو أرادت، ان تقلب ظهر المجن لإسرائيل، لأن هذا سيفقدها الظهير الاميركي الذي تعتمد عليه اقتصاديا واستراتيجيا. وهي لاتريد، حتى لو استطاعت، أن تنافس إسرائيل في الشرق لأن جل جهودها منصبة على الانضمام الى الغرب (اوروبا). وعلى أي حال، هذه الحقائق تجسدها ليس مواقف النخبة العسكرية الاتاتوركية الحاكمة فحسب، بل حتى أيضا توجهات رئيس الحكومة التركية الحالي رجب طيب أردوغان ذي الأصول السياسية الاسلامية. فهو وحزبه الاسلامي، يعارض المشروع الصهيوني في فلسطين. ومع ذلك، يتحّرك بحماس للتقارب مع الدولة العبرية. وهو وحزبه الاسلامي يضعان أولوياتهما الايديولوجية في حضن الحضارة الاسلامية. ومع ذلك، يعارضان أي وكل محاولة لتشكيل سوق إسلامية مشتركة. والاهم من هذا وذاك أن أردوغان وحزبه يعرفان ان %70 من الأتراك يريدون الانضمام الى الاتحاد الاوروبي . لكنهما يعرفان أيضا أن %80 من الرأي العام الاوروبي يرفضون ذلك لأسباب تاريخية ودينية وديموغرافية. ومع ذلك يواصلان العمل آناء الليل وأطراف النهار لملاحقة حلم أوروبي مستحيل. ما تفسير هذه التناقضات الغريبة؟ لنستبعد أولا الانتهازية. لا جسامة القضايا المطروحة تسمح بها، ولا الشعب التركي نفسه يمكن ان يتسامح معها طويلا إذا ما إشتم فيها روائح خداع ما. الأرجح ان المسألة تكمن في أمرين اثنين: الاول، النظام التركي الاتاتوركي قام برمته على فكرة أوْرَبَة تركيا، قبل وقت طويل من أوْرَبَة أوروبا لنفسها بدءا من خمسينات القرن العشرين. إلغ هذا الانتماء، فتتداعى الأتاتوركية كبنيان من كرتون. المؤسسة العسكرية التركية الحاكمة، التي عيّنت نفسها منذ أكثر من 80 سنة حامية للعلمانية في البلاد، تدرك تماما هذه الحقيقة. ولذا فهي تؤيد فكرة الانتماء الى الاتحاد الاوروبي، برغم معارضتها لكل الشروط الديمقراطية التي يضعها هذا الاخير كشرط عضوية. وأوردوغان يدرك ما تدركه المؤسسة العسكرية القوية. كما أنه يعرف انها قادرة في كل حين على دحرجة رأسه من السلطة (كما فعلت مرات عديدة من قبل مع نجم الدين أربكان، ومع أوردوغان نفسه حين كان محافظا على اسطنبول). وبالتالي، عليه إما التأقلم مع توجهاتها، أو البقاء خارج النظام. وهو قرر منذ أواخر التسعينات التأقلم وممارسة ألعابه من داخل النظام. الامر الثاني، يتعلق بتركيا نفسها. فهذه الامبراطورية الاسلامية السابقة، تسعى لأن تكون "دولة عادية"، منذ خروجها خاسرة في الحرب العالمية الاولى. وهذا ما دفع أتاتورك الى رفع شعار "السلام في الخارج" و"القومية التركية العلمانية في الداخل". لكن أي دولة عادية؟ أمر مقبول ان تكون تركيا دولة أوروبية عادية. ففي هذا تعويض "حضاري-حداثي" كبير عن الخسائر التاريخية الكبيرة. لكن ما هو غير مقبول ان تكون تركيا دولة عادية في الشرق الاوسط او في العالم الاسلامي. فهذا يتناقض مع تاريخها، وشخصيتها، ونظرتها الى نفسها. تركيا أما ان تكون زعيمة للعالم الاسلامي، او تدير ظهرها لهذا العالم. وهذا موقف لايتخذه القوميون أو العلمانيون فقط، بل يتبناه أيضا الاسلاميون بحذافيره. وهذا ما أبلغه لكاتب هذه السطور الزعيم الاسلامي التركي نجم الدين أربكان، خلال لقاء خاص في أوائل الثمانينات في أنقرة. قال: "لانقبل أبدا بأن تقف تركيا وراء أحد في العالم الاسلامي". هذان العاملان، أي المؤسسة العسكرية التركية وطبيعة تركيا نفسها، يتقاطعان لجعل سياسات أنقرة ما هي عليه الآن: أوروبية بدون أوروبا. إسلامية بدون إسلام. جفرافية بدون تاريخ. وهذان العاملان أيضا هما اللذان أفرزا ظاهرة أردوغان، بكل مفارقاتها الاسرائيلية والاسلامية والاوروبية. لكن، هل يمكن لهذه اللعبة الغريبة ان تستمر؟ هل يمكن ان تبقى تركيا معلّقة في الهواء على هذا النحو المؤلم بين الحضارتين الغربية والاسلامية؟ طالما ان النظام الكمالي العلماني مستمر، ستبقى اللعبة الراهنة مستمرة. وطالما ان الاتراك لم يقرروا استعادة موقعهم الاسلامي، لاشيء سيتغّير لا في طبيعة الهواء ولا في مسيرة الآلام.. ولا بالتأكيد في طبيعة العلاقات التركية - الاسرائيلية! ورجب طيب أردوغان لايفعل شيئا سوى القيام بما هو متوافر من لعب، على أرض هذا المشهد التاريخي الغريب الشرق /قطر
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024