الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 03:57 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الإسلاميون و (الجزيرة) بين الحقيقة والتضخيم والتحريض



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الإسلاميون و (الجزيرة) بين الحقيقة والتضخيم والتحريض

الإثنين, 09-أغسطس-2004
المؤتمر نت - ياسر الزعاترة - تحدث الكثيرون عن الزخم الإسلامي الواسع في الجزيرة، أكان في معرض الوصف أم النميمة أم التحريض، وهو ما بدا مفارقة عند الكثيرين، إذ تمترس الخطاب في تحديد هوية القناة بين معادلتين متناقضتين؛ فهي إما صهيونية يتغلغل فيها الموساد أو أصولية يرتع فيها أصحاب اللحي الخفيفة فضلاً عن أنصار طالبان وأسامة بن لادن، وأقله سيطرة الشيخ يوسف القرضاوي عليها.
وحدهم الإسلاميون الذين التزموا الصمت حيال هذه القضية، لكأنهم قد استكثروا الحال علي أنفسهم، أو لكأن لسان حالهم يقول: لا نريد أن نلفت الانتباه إلي أنفسنا، أو خليها مستورة ، فيما بدا أن آخرين يحاولون لملمة الإشاعة عبر إنكار الوجود الإسلامي أو معالجة الموقف علي صعيد شخصي بإنكار هويتهم أو تاريخهم كي لا يؤكدوا التهمة من جهة وخوفاً من انقلاب المعادلة بعد حين بسبب التحريض.
في الآونة الأخيرة ومع وقوع الحرب علي العراق دخل الإسلاميون في دائرة اتهام جديدة بعدما اندلعت المقاومة العراقية في موقف فاجأ كثيرين داخل العراق وخارجه. وقد حصل ذلك عندما حاولت الجزيرة تقديم الواقع علي حقيقته وإن بقليل من الروحية العربية والإسلامية بحديثها عن المقاومة. وهنا قامت القيامة من جديد وعادت أحاديث أصولية القناة لتطل برأسها، وهذه المرة عبر لغة تحريض واضحة، سيما وأن المتضرر الرئيس هو الولايات المتحدة التي تبدو في عرف البعض إلهاً علي الأرض يقول للشيء كن فيكون!!
في هذا السياق تابعنا فصولاً من التحريض علي الجزيرة بسبب قصة المقاومة العراقية وملامح فشل المشروع الأمريكي في العراق، وعندما جري تعيين وضاح خنفر، الفلسطيني ذي الخلفية الإسلامية مديراً جديداً للقناة قبل شهور، ثم تبعه حجاب خديجة بن قنة، دخلت اللعبة في دائرة جديدة ذات صلة بالحسد والنميمة، إضافة إلي الأبعاد الأخري التي لم تغب إلي الآن ولا يبدو أنها ستغيب، اللهم إلا إذا انضمت الجزيرة إلي السرب العربي التقليدي وتحولت إلي قناة داجنة كحال القنوات الأخري التي لم يعد المواطن العربي يذكر اسمها من كثرتها.
لا شك أن الدوائر العربية الرسمية قد قدمت مساهمتها علي صعيد التحريض علي الجزيرة والإشارة إلي لحي مراسليها، ومن ثم تقديم المعلومات والملفات حول بعض العاملين فيها، سيما بعد قضية تيسير علوني، وهؤلاء لم يكونوا معنيين بالطبع إلا بما تجره عليهم القناة من وجع رأس بين الفينة والأخري بمساهمتها في إيقاظ شارع مدجج بالرفض من دون تحريض.
الآن وبعد أن كثرت الأحاديث والإشاعات وصار التضخيم هواية لدي البعض، فيما تخصص آخرون في التحريض، يغدو من حقنا أن نتحدث في الأمر. وهنا لا بد من الإشارة إلي أن كاتب هذه السطور لا صلة له بالجزيرة، اللهم إلا عبر بضع مرات شارك فيها في برامجها مثل الكثيرين من الكتاب والصحافيين. ومن هنا فإن حديثي لا صلة له بالدفاع عن مؤسسة أنتفع منها بقدر ما هو رد ودفاع عن قناة لها حضورها في الوعي الجمعي للأمة، كما هو دفاع عن أناس أعرف بعضهم وأتعاطف مع البعض الآخر، فيما لا أجد مبرراً لما يمارسه كثيرون بحق فئة من الناس لها الحق في أن يكون لها رأيها وحضورها في مختلف الأنشطة المهنية والثقافية.
من الضروري القول ابتداء أن معظم العاملين المبرزين في ميدان الثقافة والإعلام والكتابة الصحافية والإبداعية هم من الدوائر الحزبية والمسيّسة. أعني من الذين كانت لهم تجاربهم علي الصعيد الحزبي والنقابي وقبل ذلك الطلابي. وإذا تذكرنا أن بداية الثمانينات قد شكلت لحظة الصعود في المد الإسلامي فسندرك أن ربع قرن قد مر علي التجربة خرّجت خلالها جحافل من الشبان المسيّسين الذين خاضوا مختلف أشكال الصراعات الفكرية والحزبية والسياسية والنقابية، وهم في المحصلة الرقمية يشكلون نسبة اكبر من حالهم في التيارات الأخري إذا أخذنا في الاعتبار أن العمل الصحافي الميداني هو أقرب إلي جيل الوسط وجيل الشباب وليس الأجيال الكبيرة.
هنا يمكن القول إنه كان من الطبيعي أن يشكل الإسلاميون قطاعاً عريضاً من النخبة العربية في حقل الإعلام مثلما هم في الحقول الأخري، لكن ذلك لم يحدث، إذ أن وجودهم في مختلف القطاعات لم ينعكس علي قطاع الإعلام، والسبب الذي يعرفه الجميع هو سيطرة الأنظمة علي هذا الحقل، سواء ما كان منه في الداخل أو الخارج. ولما كان للأنظمة موقفها السلبي من الإسلاميين في الغالب فقد جري تغييبهم عن الساحة أو حشرهم في دوائر ضيقة منها.
جاءت الجزيرة لتشكل استثناءً علي هذا الصعيد ، فقد بادرت إلي منح الفرصة لبعض الشبان الإسلاميين كي يدخلوا المضمار، ولما كانوا يملكون الإمكانات التي تؤهلهم للنجاح، فيما يتواجدون في نقاط يصعب توفر سواهم فيها، فقد تقدموا وأبدعوا وصار لهم حضورهم المميز.
علي أن الجانب الذي لا يتنبه إليه الكثيرون هو أن وضوح الحضور الإسلامي في الجزيرة لم يأت تبعاً لكثرته المفرطة، بقدر ما جاء بسبب غيابه المفرط في القنوات ووسائل الإعلام الأخري، وإلا فإن إحصائية منصفة لن تجد أن حضور الإسلاميين في الجزيرة لا يقترب من منسوب حضورهم في أوساط النخب، فضلاً عن أن يقترب من حضورهم في الشارع.
قارنوا عدد أصحاب اللحي الخفيفة بين مقدمي البرامج والمذيعين والمراسلين، بل وحتي المحررين والعاملين في الأروقة، بأعداد الآخرين، فضلاً عن حجاب خديجة بن قنة بسفور الأخريات. هل يمكن الحديث عن نسبة كبيرة، أم أنها أقل بكثير مما يستحق الإسلاميون لمن أراد أن يؤسس عملاً تتوفر فيه ألوان الطيف جميعاً بنسبة حضورها في الواقع؟
يضاف إلي ذلك أن كثيراً من الشبان الإسلاميين العاملين في الجزيرة هم من ذوي الخلفيات الإسلامية ولا صلة لمعظمهم بأية تنظيمات في الوقت الراهن، بل إن بعضهم لا يكفون عن هجاء تنظيماتهم، ومع ذلك فهم يظلون محسوبين علي الكوتا ، حتي لو ترك أحدهم الصلاة ذاتها!!
لقد جاء تميز الجزيرة في إفساحها المجال لبعض الإسلاميين تبعاً لتميزها في المجالات الأخري وعلي رأسها الحرية والسقف المرتفع، ولولا ذاك ما كان لها أن تحضر في كابول أو تجد طريقها إلي أسامة بن لادن أو آخرين من أطياف الحالة الإسلامية ممن ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، والذين كانوا في حاجة إلي أن يشعروا بأنهم يتعاملون مع جهة منصفة لا أقواماً له مواقفهم المسبقة والحدية منهم ومن رؤيتهم.
الذين يجعلون من وجود حفنة من الإسلاميين في الجزيرة قضية مثيرة لم يشيروا إلي غيابهم التام عن قنوات أخري رغم وجود الكثير من الكفاءات بينهم، كما لم يتحدثوا عن هيمنة هذه الفئة أو تلك علي قنوات كاملة ومهمة علي رغم كونها فئة هامشية في تعداد البشر والسياسة، الأمر الذي ينطبق واقع الحال علي صحف ومطبوعات لا تحصي.
لقد آن أن يحاسب الإسلاميون علي ما يقولون ويفعلون لا علي الصورة التي يرسمها الآخرون لهم. وقد آن أن يتم التعامل معهم كجزء من البشر والمواطنين الذين يحق لهم أن يتقدموا في شتي الميادين إذا ملكوا الكفاءة والقدرة بعيداً عن المواقف المسبقة.
والحال أن الجزيرة لم تفعل سوي ذلك حين أغلق الآخرون الباب في وجوه الإسلاميين مرددين بلسان حالهم شعار: لا يدخلنها اليوم عليكم ملتح أو محجبة حتي لو ملك أرفع الشهادات وأفضل المواهب. وإلا فكيف نفسر منع قنوات رسمية عربية لأية فتاة محجبة من الظهور علي الشاشة، في الوقت الذي يشكل تعداد المحجبات في الشارع والجامعات ما يزيد بكثير عن نصف النساء؟
أليس هذا هو الإقصاء بعينه، والدكتاتورية بعينها، والظلم في أسوأ تجلياته، أم أن ذلك كله يظل مقبولاً حين يقع علي الإسلاميين أو حتي المتدينين، لكأن الوضع الطبيعي أن يعبر الإعلام عن شيء آخر غير المجتمع الذي يوجّه إليه، ولعل ذلك هو ما يفسر عدم اعتراض أحد من هجائي الجزيرة علي الفساتين القصيرة والصدور العارية، فضلاً عن أن يجري إحصاءً لعددها قياساً بالمحتشمات ممن لا يكشفن إلا ما هو دون الركبة وفوق الصدر!!

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024