السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 03:59 ص - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
هيروشيمـــا عراقيــــة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


هيروشيمـــا عراقيــــة

السبت, 30-أكتوبر-2004
المؤتمرنت - عبد الباري عطوان - اكدت اول دراسة علمية موثقة نشرتها مجلة لانسيت الطبية الامريكية المحترمة ان الحرب الاخيرة التي استهدفت العراق ادت الي استشهاد مئة الف مدني عراقي نصفهم من الاطفال والنساء، معظمهم قتلوا في الغارات الامريكية.
وقد اثار هذا الكشف غضب الكثيرين في العالم الغربي بما في ذلك بريطانيا الشريكة الرئيسية في هذا العدوان، ولكنه بالقطع لن يثير غضب الزعماء العرب الذين شاركوا فيه سواء بالصمت او بفتح القواعد البرية والجوية.
الحكومة الامريكية تسترت علي ارقام الضحايا العراقيين، ولم تحص الا ارقام الضحايا الامريكيين فقط، لان الانسان العراقي مواطن من الدرجة العاشرة ليست له اي قيمة او احترام، حيا كان او ميتا.
الرئيس جورج بوش قال لنا حتي قبل اسبوعين ان هذه الحرب هي في صالح العراقيين، وان العراق اليوم افضل حالا مما كان عليه في السابق، ولا نعرف كيف سيكون العراق افضل حالا وقد خسر حوالي مئة الف من ابنائه ودون ان يحصل علي الديمقراطية والاستقرار والرخاء.
في الحرب العراقية ـ الايرانية التي استخدمت فيها كل انواع الصواريخ والقذائف والاسلحة بما في ذلك الاسلحة الكيماوية والبيولوجية لم يسقط مثل هذا العدد في ايام معدودة، ولا يمكن ان يسقط مثل هذا العدد من القتلي في اي حرب اخري قادمة، اللهم الا اذا استخدمت فيها اسلحة نووية.
ومن المؤكد ان هذا الرقم سيتضاعف اذا ما مضت الادارة الامريكية قدما في خططها لاقتحام الفلوجة، وباقي مناطق المثلث السني المتمرد علي الاحتلال الامريكي والرافض للخضوع له.
انها ارقام مرعبة بكل المقاييس، لان هذه الحرب جري شنها باسم السلام، ومن اجل الدفاع عن امن العالم واستقراره. فأي سلام هذا الذي يقام علي اشلاء مئة الف عراقي معظمهم من النساء والاطفال.
والاكثر رعبا هو هذا الصمت العالمي المخجل علي هذه المجازر الامريكية في حق شعب اعزل، وفي حرب قامت علي الاكاذيب ولا شيء آخر غير الاكاذيب.
السؤال الذي يطرح نفسه هو الي اين سيصل رقم الخسائر، وكم من العراقيين سيقتلون او يستشهدون قبل ان تتوقف هذه المجازر، وينتهي هذا العدوان وتعود الطائرات الامريكية الي مهاجعها في ميامي وفلوريدا والباما؟
الرئيس الامريكي قال ان امريكا لن تهزم في هذه الحرب، لان هزيمتها هي هزيمة لاسرائيل مثلما قال ارييل شارون، ولهذا فان الشعب العراقي سيدفع ثمن هذا العناد من دماء اطفاله ونسائه وخيرة شبانه.
نحن نسأل اولئك الذين مزقوا اثوابهم حزنا وندبا علي المقابر الجماعية التي ارتكبها النظام السابق، ونقول اين هم من هذه المجزرة البشعة، وهل هذا هو العراق الجديد الذي بشروا به، وكانوا ادوات الدعاية له، عراق قائم علي القتل والدمار، واشلاء الاطفال.
مئة الف عراقي استشهدوا وحتي الان لا يعرف العراقيون الامن والاستقرار، ولم يروا الديمقراطية، ولم يتذوقوا لقمة خبز هانئة منذ عام ونصف العام، ينامون ويصحون علي اصوات الانفجارات، وانباء الخطف والقتل، ويقضون جل اوقاتهم اما في المستشفيات بحثا عن جرحاهم، او في المقابر لتشييع من استشهد منهم.
انها جرائم حرب، بل هي حرب ابادة وتطهير عرقي تهدف الي اذلال العراق، وتخريبه، وتفريغه من كل عقوله المبدعة، وبث الرعب والهلع والمرض في نفوس اجياله المقبلة، لان هذا العراق هو بروسيا العرب.
ان الذين طالبوا العراقيين بان يكونوا مثل اليابانيين، ويستفيدوا من الاحتلال الامريكي، من خلال التعايش معه، قالوا نصف الحقيقة، لان هؤلاء الذين يتبنون النموذج الامريكي في اليابان ويروجون له، يريدون ان يواجه العراق ما واجهه اليابانيون في هيروشيما وناغازاكي، فالقنابل النووية الامريكية قتلت حوالي مئتي الف ياباني في المدينة الاولي، ونصف العدد في الثانية تقريبا، والامريكيون قتلوا في العراق، وفي اقل من عام ثلث هذا الرقم، رغم ان تعداد الشعب العراقي اقل من ربع تعداد الشعب الياباني، والاخطر من ذلك ان قتل اليابانيين جسديا توقف بعد القاء القنابل النووية، بينما قتل العــراقيين مستمر، والرقم مرشح للارتفاع.
قلناها في السابق، ونكررها مرة اخري، نحن نطالب باعتذار الرئيس بوش وحليفه توني بلير، وتقديمهما الي المحاكم الدولية كمجرمي حرب، كما نطالب ايضا بمحاكمة كل السياسيين والكتاب والمثقفين العرب الذين وقفوا في خندق العدوان، عراقيين كانوا ام عربا، لان هؤلاء يتحملون مسؤولية حرب الابادة هذه، واقلامهم ملطخة بدماء مئة الف طفل وامرأة وانسان عراقي بريء.
الدم العراقي ليس رخيصا، وشهداء العراق ليسوا مواطنين من الدرجة العاشرة، والجندي الامريكي ليس اطهر وانقي من ابن الرافدين، حتي تقتل حكومته الف عراقي مقابل كل امريكي يسقط برصاص المقاومة.
هذا الشهيد العراقي تحمل دماؤه جينات سبعة آلاف سنة من الحضارة والابداع في مختلف المجالات، بينما ماذا تحمل جينات هذا الجــندي الامريكي الذي يطـــلق عليه حمم طـــائراته علي ارتفاع آلاف الامتار غير القتل والدمار وسفك دماء الاطفال.


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024