المؤتمرنت - في خطوة اعتبرتها الأوساط المعنية ضمن تطورات قضية اغتيال المخرج الهولندي تيو فان جوخ طالبت وزيرة الثقافة في ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية أنيتا شافان، بإجبار أئمة المساجد على إلقاء الخطب باللغة الألمانية، متهمة من يخطب باللغة العربية، بأنه يجعل الآخرين يشكون في قيامه بالتحريض ضد أتباع الديانات الأخرى.وكان جوخ قد لقي مصرعه في مطلع هذا الشهر، على يد الشاب المغربي محمد بويري، بسبب قيام فان جوخ بعمل فيلم (خضوع) الذي رأى فيه مسلمون وهولنديون، أنه يحتوي على إساءات للدين الإسلامي.واعتبرت شافان التي تشغل أيضا منصب نائبة رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، والمرشحة لرئاسة وزراء الولاية، أنه "لا يمكن السماح بإلقاء الخطب في المساجد بلغات، غير مفهومة خارج العالم الإسلامي." وقالت شافان، التي كانت أول من منع ارتداء المعلمات الحجاب في المدارس الألمانية، "في المجتمع الليبرالي يجب أن يكون كل فرد مستعد، للتفاهم بلغة الدولة، وإلا ساهم ذلك في الانعزال الثقافي، والشكوك المتبادلة، بحيث تطال الشكوك كل رجل دين يخطب باللغة العربية أو باللغات الأجنبية الأخرى، في قيامه بالتحريض على أتباع الأديان الأخرى." وتوقعت الوزيرة البالغة من العمر 49 عاما، أن يؤدي القانون المقترح إلى دعم القوى الإسلامية، التي تنادي بالاندماج في المجتمع الألماني، معتبرة أن "الليبرالية وحدها لا تكفي، لضمان تحقق السلام في المجتمع." ورأت شافان أنه "لابد من العمل بشدة على تنامي التسامح، واتخاذ القرارات السياسية التي توضح ضرورة التزام الجميع بقواعد معينة." وطالبت في هذا الإطار بترحيل الخطباء الذين ينشرون الكراهية بأسرع مما يمكن من الأراضي الألمانية. واعتبرت أن من واجب الدولة أن تحول دون قيام "مجتمع مواز لمجتمع الأغلبية، بل أن توفر للشباب فرصا للمستقبل، مما يدعم جهود الاندماج في أوروبا بشدة" منبهة إلى أن "اغتيال فان جوخ وعواقبه تبين أن تلك المهمة تحتاج إلى جهد كبير."