دراسة تكشف عن فوائد مُذهلة لعصير البرتقال
الأحد, 28-ديسمبر-2025المؤتمرنت - كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثيرات بيولوجية لافتة لتناول عصير البرتقال بانتظام، حيث أظهرت النتائج أن هذا المشروب الطبيعي قادر على إحداث تغييرات في نشاط آلاف الجينات داخل خلايا الجهاز المناعي، بما ينعكس إيجاباً على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
ووفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، راقب باحثون مجموعة من البالغين التزموا بتناول 500 مل من عصير البرتقال الطبيعي المبستر يومياً لمدة شهرين. وبعد مرور 60 يوماً، لوحظ تراجع واضح في نشاط عدد من الجينات المرتبطة بالالتهابات وارتفاع ضغط الدم.
وشملت هذه الجينات NAMPT وIL6 وIL1B وNLRP3، المعروفة بتنشيطها عند تعرض الجسم للإجهاد، إلى جانب انخفاض نشاط جين SGK1 المسؤول عن تنظيم احتفاظ الكلى بالصوديوم، وهو عامل أساسي في ضبط ضغط الدم. وتتسق هذه النتائج مع دراسات سابقة أشارت إلى قدرة عصير البرتقال على خفض ضغط الدم، خاصة لدى فئة الشباب.
تفسير علمي لتحسين صحة القلب
وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة لكونها تقدم تفسيراً محتملاً للعلاقة التي رصدتها تجارب عديدة بين استهلاك عصير البرتقال وتحسن صحة القلب. إذ تشير الدراسة إلى أن العصير، رغم تأثيره على رفع سكر الدم بشكل محدود، يُحدث تعديلات دقيقة في أنظمة الجسم التنظيمية، تقلل الالتهاب وتساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء وتحسين تدفق الدم.
ويرجح الباحثون أن هذه الفوائد تعود إلى المركبات الطبيعية الموجودة في البرتقال، وعلى رأسها الهيسبيريدين، وهو فلافونويد يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، ويلعب دوراً في تنظيم ضغط الدم وتوازن الكوليسترول واستجابة الجسم للسكر.
كما أظهرت النتائج أن الاستجابة تختلف من شخص لآخر، إذ سجل المشاركون الذين يعانون من زيادة الوزن تغيرات أوضح في الجينات المرتبطة بتمثيل الدهون، بينما كانت التأثيرات المضادة للالتهاب أكثر وضوحاً لدى ذوي الوزن الأقل.
تحسين الحساسية للأنسولين والكوليسترول
وفي سياق متصل، خلصت مراجعة منهجية شملت 15 دراسة و639 مشاركاً إلى أن الاستهلاك المنتظم لعصير البرتقال يسهم في تقليل مقاومة الأنسولين وخفض مستويات الكوليسترول في الدم، وهما عاملان رئيسيان يرتبطان بخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
كما أظهرت تحليلات أخرى انخفاضاً طفيفاً في ضغط الدم الانقباضي، إلى جانب ارتفاع مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، المعروف بالكوليسترول الجيد، لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة بعد عدة أسابيع من تناول العصير يومياً. ورغم أن هذه التغيرات تبدو محدودة، إلا أن استمرارها لفترات طويلة قد يُحدث أثراً صحياً ملموساً.
دور ميكروبيوم الأمعاء
وأشارت دراسات إضافية إلى أن فوائد عصير البرتقال تمتد لتشمل التأثير على ميكروبيوم الأمعاء. فقد بينت مراجعة علمية حديثة أن العصير يؤثر في مسارات تتعلق بإنتاج الطاقة والتواصل الخلوي والالتهاب، إلى جانب تعزيز نمو بكتيريا نافعة في الأمعاء.
وأظهرت إحدى الدراسات أن تناول عصير البرتقال الأحمر لمدة شهر أدى إلى زيادة البكتيريا المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي مركبات تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على ضغط دم صحي وتقليل الالتهاب، إلى جانب تحسين مستويات السكر في الدم.
فوائد محتملة لمتلازمة التمثيل الغذائي
ويبدو أن الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الدهون في الجسم، قد يكونون من أكثر الفئات استفادة من تناول عصير البرتقال بانتظام. إذ أظهرت إحدى الدراسات تحسناً في وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى مشاركين يعانون من السمنة، وهو مؤشر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
ورغم أن بعض تحاليل الدهون في الدم أظهرت تغيرات محدودة في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الجيد، إلا أن انخفاض الكوليسترول الضار (LDL) إلى جانب تقليل الالتهاب وتحسين تدفق الدم، يشير إلى أن لعصير البرتقال دوراً داعماً لصحة القلب عند إدراجه ضمن نمط غذائي متوازن ومستدام.*وكالات