الأحد, 07-ديسمبر-2025 الساعة: 01:29 ص - آخر تحديث: 12:30 ص (30: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
سيدي الدكتور الوائلي: ماهكذا تورد الإبل



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


سيدي الدكتور الوائلي: ماهكذا تورد الإبل

الخميس, 27-يناير-2005
بقلم-عبدالفتاح الشهاري * - قرأت مقال الدكتور محمد الوائلي رعاه الله حول جامعة الإيمان في الموقع الإلكتروني (المؤتمر نت) بتاريخ 18/1/2005م، والموسوم بـ (ما الذي يسعى إليه علماؤنا من وراء جامعة الإيمان).. ومع أني أقره على جوانب منها وأؤيده فيها إلا أني أتعارض معه في جوانب أخرى، وأرى أنه يمكن معالجتها بشكلٍ آخر..
بدايةً أستنبط وأستشف مساحة بريئة في نفس كاتبنا الدكتور الوائلي من عنوانه المذكور، فكونه أقر بأن من يدير جامعة الإيمان هم (علماؤنا) فهذه بادرة حسنة وأمرٌ حسن يحسب له، وهي كلمة تنم عن احترامٍ وتقديرٍ لهم، فلو كان في نفسه غير هذا لكانت هناك من العبارات التي يستخدمها العابثون ما يسيء إلى اليمن قبل جامعة الإيمان، ومع ذلك فإن التساؤلات التي بعث بها من خلال مقاله التساؤلي تحتاج إلى وقفات، آمل أن يتسع لها صدره.
بدأ الدكتور الوائلي مقاله بسؤال مستهلك – وإن كانت معظم أسئلته للأسف هي من هذا التصنيف – وكان ينبغي بحكم مسؤوليته عن مركز للدراسات العربية أن يتجاوز مرحلة هكذا أسئلة، وأن تصقله التجارب، والوضع الدولي إلى ماهو أبعد من هذا، فهو يتساءل بدايةً عن جامعة الإيمان فيقول: (هل هي ما تنتظره الأمة منهم قياساً بحجم التحدي الذي نواجهه وهو تحدي تكنولوجي؟).
وأنا أوافق الدكتور الوائلي في جزئية من تساؤله ومن طرحه، فكان من المستحسن للجامعة أن توسع من تخصصاتها، وأن تشتمل على مساحة أكبر من العلم والمعرفة، فجيد أن تضم الجامعة بين جنباتها التخصصات العلمية كالفيزياء، والكيمياء، والحاسب الآلي، واللغات، وتتعامل معها أكاديمياً بنفس القدر الذي تتعامل به مع الجانب الشرعي من خلال إخراج كادر مؤهل في شتى مناحي الحياة، ولكن هذه الإشكالية للأسف ليست خاصة بسياسة جامعة الإيمان بقدر ماهي تقودنا إلى أساس إشكاليات التعليم في العالم العربي بشكل عام؛ والذي دائماً ما يلغي تخصصاً على حساب آخر، فنجد الجامعات الحكومية والرسمية أهملت الاهتمام بالجانب الشرعي في عمليتها التدريسية خشيةً وهرباً مما تسميه تغذية وتفريخ الإرهاب، وركنت إلى علمٍ هش لا هو الذي حصَّن المجتمع من الثغرات الفكرية الذي يواجهها اليوم من شتى الاتجاهات اليمينية واليسارية، ولا هي التي قامت بمهمتها من إيصال فهم الشريعة بشكل صحيح.
ولهذا فإن السؤال الذي يجب أن يطرح، هو: أين المشاريع الأكاديمية المبنية على تخطيط علمي، وإستراتيجية تعليمية صحيحة، والتي فعلاً تنتظرها الأمة؟ بدلاً من القوالب التعليمية الجامدة والتي أكل عليها الدهر وشرب؟
فدين الأمة وإسلامها وثقافتها مبنية على ثوابت لا يمكن أن تتغير أو تتبدل بوجود جهاز تكنولوجي أو عدمه، ودين الأمة وشريعتها ليس له علاقة بفكر إخواني أو سلفي أو خلافه، فأنا أختلف مع الدكتور الوائلي في قوله: أين فقه الأولويات؟ واستثمار مجالات ليست الأمة بحاجة إليها في الوقت الحالي؟ وما الحاجة إلى علماء الفقه والحديث؟ لا ياسيدي فليست من هنا تورد الإبل؟ إن كان قد منّ الله عليكم بفهم الفقه، وحفظ الحديث، ومعرفة أركان الإسلام؛ فإن هذا نتيجة ما تعلمتموه سيدي على هذه المناهج الشرعية التي هي أساس بقائنا في الحياة، فإن أجيالاً ستأتي هي أبنائي وأبنائك وأحفادي وأحفادك بحاجة إلى أن تتعلم وتدرس أصول دينها، فاكتفاءك بما تعلمت لا يلغي حق الآخرين في تعلمه.
أما إشفاق الدكتور الوائلي على طلاب هذه الجامعة الذين يقضون زهرة شبابهم حتى يحصلون على ما تسمى بإجازة لاتضمن لهم الانخراط في سوق العمل؟؟ فإنه يوازيه إشفاق أيضاً على من يقضي زهرة شبابه في أي جامعة عربية وهو يدرس التجارة فيتخرج ليجد نفسه مدرساً، أو يقضي زهرة شبابه يدرس الكيمياء والأحياء في كلية العلوم فيتخرج ليجد نفسه موظفاً إدارياً في وزارة العمل، أو يقضي زهرة شبابه في كلية الطب فيتخرج ليجد أن أبحاث ومناهج الكليات الطبية في الجامعات الدولية والعربية أيضاً قد فاقت وتقدمت بآلاف الخطوات عما درسه ليجد الطبيب اليمني نفسه منبوذاً من التعامل والتعاقد معه خارج إطار بلادنا، ومن أجل هذا فإن الكفاءات اليمنية المطلوبة هي الشرعية فقط وهذا دليل كاف على نجاح مثل هذه المشاريع الإسلامية وهي التي فعلاً تحتاجها (الأمة) من اليمن، هذا جهد العلماء الشرعيين في مجالهم فهل سيتجه عالم شرعي إلى البحث في مجال الفيزياء والكيمياء فأين جهد غيرهم، فحريٌّ بأخي الكريم أن يوجه سؤاله وأنا معه إلى بقية الطاقات اليمنية، ورؤوس الأموال: أين هي المشاريع العلمية الناجحة التي تعكس الصورة المشرفة والمشرقة لليمن، والتي توازي بنجاح ما حققته جامعة الإيمان من نجاح جعلها محط أنظار المسلمين، والذي كان حري أيضاً بالدكتور الوائلي أن يفاخر بها ويسعى إلى نجاحها كما يفاخر المصريون بجامعتهم الأزهر الشريف، وكما يفاخر السعوديون بجامعتهم الإسلامية في المدينة المنورة والرياض، وكما يفاخر الماليزيون بجامعتهم الإسلامية الماليزية.
ولهذا فإن عتبي على الدكتور الوائلي يأتي في وقوعه ضمن ما نعانيه نحن الشعوب والمجتمعات العربية رغم وجوده كما يبدو في أمريكا وهو أننا دائماً ننظر إلى الجانب المظلم من أي مشاريع تنموية في بلداننا، وبدلاً من السعي لتشذيبها، وصقلها، والوقوف بجانبها لمعالجة سلبياتها فإننا نأخذ المعول فوراً لهدمها حتى تكون ركاماً وأنقاضاً.
وبدون أن أتهم أخي الدكتور الوائلي بما ألصقه ثم نفاه عن نفسه من أي وصم شنيع فإني فقط أرجو أن يؤازرني الرأي في مصافحة يد الأخ رئيس الجمهورية والذي بحنكته وحكمته ورؤيته البعيدة للأمور قاد اليمن إلى مصاف الدول التي تستحق التبجيل والاحترام والتقدير من خلال احترامه للفكر، والرأي الآخر، وفتح الساحة أمام الجميع بما ليس فيه مساس بثوابت البلاد ومقدراتها وأمنها واستقرارها.. فالإرهاب لا يأتي من جامعة الإيمان، أو من حزبٍ يخالفني الرأي، ولكن الإرهاب يأتي من فكرٍ يحاول إقصاء الآخر وإلغاءه كما ذكرتم في آخر مقالكم الكريم والذي أرجو أن لا تقعوا فيما تحذرون الناس منه..
ودمتم بألف بخير ..

* كاتب صحفي
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

محمد الجوهريقراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر

10

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالشَّهِيدُ هَاشِم الغُمَارِي سَيَظَلُّ قِنْدِيلاً مُتَوَهِّجاً فِي مَسِيرَتِنَا

26

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025