الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:29 ص - آخر تحديث: 02:16 ص (16: 11) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
طريقة تفكير شمولية توحد بين الصحافي والكهنوتي



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


طريقة تفكير شمولية توحد بين الصحافي والكهنوتي

الإثنين, 07-فبراير-2005
المؤتمر نت - فيصل الصوفي - أحد شيوخ التكفير في بلد عربي أصدر العام الماضي "فتوى شرعية" تحرم على أي مسلم مشاهدة قناة الحرة او العمل فيها أو الإعلان على شاشتها، فذلك كله لا يجوز شرعا لأنها، أنشئت من قبل الصليبيين لنشر الدعارة وإفساد الأخلاق والقضاء على الإسلام!
ونهاية شهر يناير الماضي صدر مثل هذا "الصك" تقريبا، ولكن واضعه هذه المرة ليس أصولي متشدداً بل اتحاد الكتاب العرب، السوري فقد قال علي عقلة عرسان رئيس الاتحاد، معظم الأعضاء صوتوا لصالح مشروع قرار يلزم كل أعضاء الاتحاد بعدم الظهور في قناة "الحرة" وسيتعرض المخالف لهذا الحظر للمساءلة وعقوبات تصل إلى فصله من عضوية الاتحاد، وقد سبقت مبررات هي أيضا تختلف عن المبررات التي ساقها من قبل أحد شيوخ التكفير، فهي هذه المرة أن الحرة أنشئت لتحسين صورة أمريكا.. وهي موجهة للعالمين العربي والإسلامي، ثم أن هذا الخطر هو رد على منع قناة "المنار" من البث في فرنسا!
بالنسبة لي لا أهتم بالموضوع المستهدف في هذين "الصكين" أكان قناة الحرة او الجزيرة او سي إن إن أو حتى قناة اقرأ أو المجد او غيرها من القنوات، بل يعنيني هذا التعليق على "طريقة التفكير" التي تخرج مثل هذه الصكوك، وهي طريقة نجدها لدى شيخ تكفير متخلف ومقطوع الصلة بالدنيا، كما نجدها لدى مثقف قومي علماني.. لكن نتائجها تصب في اتجاه واحد رغم اختلاف المقاصد والأهداف بين التيارين.
أبرز مظاهر هذه الطريقة أنها تقوم على عدم احترام حرية الرأي وعدم الثقة بالعقل الإنساني وقدرته على الفرز والتمييز، وأن هناك "نخبة مميزة" هي التي تمتلك المعرفة وسلطة التفكير والاختيار بدلا عن الآخرين او "العامة" وتختار لهم قناة المعلومات هذه ومنعهم من تلك، وتحدد لهم ماذا يسمون أو يقرءون أو يشاهدون وحتى أن يتحدثوا، وفي كل الأحوال تكون الحجج والمبررات جاهزة، فمرة هناك الصليبيون الذين لا شغل لديهم سوى التآمر علينا وعلى ديننا وأخلاقنا، ومرة لأن أمريكا يجب أن تحرم من فرصة عرض صورتها علينا بمظهر جميل، ومرة علينا أن نفصل كذا لأن الآخرين يقصون كذا ومرة ومرة.. حتى أن عبارات عتيقة مثل "الغزو الثقافي" و "الثقافة المستوردة" لا تزال ترد في سياق القضايا التي يتناولها أصحاب طريقة التفكير هذه.
في الماضي كانت هذه الطريقة شائعة ومسيطرة في كثير من أنحاء الأرض فقد قتل فلاسفة وأحرقت كتب وأعلم الناس بأن عليهم تجنيب قراءة مؤلفات لكتاب محددين وساق القضاة والقتلة والسلاطين والجلادون مبرراتهم لارتكاب مثل تلك الممارسات وهي مبررات من قبيل أن ذلك الفيلسوف أبدا رأياً يخالف راي القضاة او يخالف السائد أو المألوف، ومن قبيل أن على الناس أن يمتنعوا عن الاستماع لهذا الشخص لأنه يجد من على الآلهة، ومن قبيل أن على العامة أن لا تقرأ كتاب فلان حتى لا تفسد أخلاقهم.. وهكذا..
لقد اختفت طريقة التفكير تلك لحساب طرق تفكير أخرى وأبرزها اليوم "الليبرالية" التي تلتقي مع الديمقراطية في مبادئ كثيرة أبرزها الحرية في التفكير وإبداء الرأي والاختيار والوصول إلى المعلومات ورفض أي سلطة تدعي النيابة عن الآخرين في الاختيار مهما كان موضوع هذا الاختيار.
لقد انهارت طريقة التفكير تلك لأن أخطاءها وضحاياها في السابق فاق الحد وهذا واضح من خلال أحداث وتجارب كثيرة، وبصفة عامة يمكن القول أن معظم الآراء والأفكار التي كانت تجرم ويعاب أصحابها بدعوى أنها خالفت الرأي الآخر والسائد وأنها عموما باطلة وضارة، ظهر لاحقاً إن خصومها وليس أصحابها كانوا على خطأ.
تذكر بعض كتب التاريخ المدينة اليونانية لوكرانيا التي أنشئت عام 680 قبل ميلاد عيسى المسيح التي ظهر فيها "تشريع" يقضي بأن أي مواطن يريد اقتراح قانون جديد في المدينة عليه أن يقدم مشروع القانون لمجلس المدينة وحبل المشنقة ملتف حول عنقه، فإذا لم يوافق المجلس على مشروع القانون يتم شد الحبل حول عنقه حتى الموت..
طريقة التفكير التي أشرنا إليها سابقاً وهي ما تزال سائدة بقوة في أوساطنا العربية تعمل بنفس الطريقة التي كان يعمل بها "تشريع لوكرانيا" قبل أكثر من الفين وست مائة عام..
صحيح أن هذه الطريقة لا تهدف دائما إلى شنق صاحب الرأي غير المقبول او المخالف أو ما نعتقد أنه خطأ، ولكنها واضحة من حيث أنها تجرم بعض الآراء وتحرم الوصول إلى بعض وسائل المعرفة والمعلومات ويدعي أصحابها اليوم أنهم أصحاب سلطة في تحديد ماذا يجب على الناس وماذا لا يجب عليهم أن يشاهدوا او يقرأوا او يستمعوا، لمجرد أن أصحاب هذا الادعاء يقدمون أنفسهم بأنهم "نخبة" و "خبراء" وهم الأعلم بما ينفع الناس وما يضرهم، وأنهم أصدق إخلاصا وانتماء للعروبة والإسلام وأشد غيرة عليهما من الآخرين.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024