الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:51 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
القضاء ينهي اخطر قضيتي إرهاب شهدتهما اليمن



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


القضاء ينهي اخطر قضيتي إرهاب شهدتهما اليمن

الأحد, 27-فبراير-2005
المؤتمرنت-تقرير - عبدالملك الفهيدي - على غير العادة التي نودع بها شهر فبراير سريعاً باعتباره "قزم" الأشهر الميلادية ، يودعنا فبراير هذا العام منهياً معه أخطر ملفات الإرهاب التي شهدتها اليمن منذ إعادة تحقيق وحدتها في العام 1990م.
وتشكل الأحكام القضائية الصادرة بحق متهمي حادثتي تفجير المدمرة الأمريكية كول وناقلة النفط الفرنسية ليمبورج،توجهاً جديداً لدى الحكومة اليمنية لتحويل مسار مكافحة الإرهاب من الجانب الامني وسياسة الحوار إلى القضاء باعتباره الحل الأخير للتعامل مع المتهمين في قضايا الإرهاب.
وجاء الحكم الصادر بحق متهمي كول أمس -وهي اكثر القضايا جدلاً في علاقة اليمن بالولايات المتحدة طيلة أربعة أعوام- بعد عشرين يوماً من إصدار المحكمة ذاتها أحكاماً مشابهة بحق المتهمين في قضية تفجير.
وتبدو القواسم المشتركة بين قضيتي (كول) و(ليمبرج) كثيرة سواء من حيث الجهة الواقفة وراء تنفيذهما ، أو من حيث الطريقة التي نُفذت بها الحادثتان أو من حيث الأضرار الناجحة عنهما بالنسبة للاقتصاد اليمني.
وبرغم أن قضية اختطاف سياح أجانب في محافظة أبين العام 98م ومقتل عدد منهم خلال عملية الإفراج التي قامت بها أجهزة الأمن، مثلت البداية لظهور العمليات الإرهابية في اليمن بمعناها المتداول اليوم إلا أن حادثة تفجير المدمرة (كول) كانت هي البداية للعمليات الإرهابية النوعية التي بدأ تنظيم القاعدة بتنفيذها في المنطقة . ففي الثاني عشر من أكتوبر 2000م أقدم شخصان ينتميان إلى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن على تفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول) التي كانت ترسو في ميناء عدن للتزود بالوقود ما أدى إلى مقتل سبعة عشر بحاراً أمريكياً، وإصابة (36) آخرين وإحداث أضرار جسيمة بالمدمرة.
وشكلت الحادثة ضربة قوية للاقتصاد اليمني وللعلاقات الدبلوماسية بين صنعاء والعالم وفي المقدمة حكومة واشنطن، وبدأت التناولات الإعلامية تعيد إلى الأذهان التذكير بحادثة السفينة البريطانية العام 1839م التي استغلها البريطانيون آنذاك لاحتلال عدن ومن ثم احتلال جنوب اليمن لأكثر من قرن ونيف من الزمن، خصوصاً وأن توقيت الحادثة صادف قبيل يومين من استعداد اليمن للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963م والتي كانت سبباً في طرد المحتل البريطاني من جنوب الجزيرة العربية والمنطقة.
وحاولت الحكومة اليمنية استغلال الحادثة لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة تقديم المساعدات لها في مجال الأمن وخصوصاً في مجال إنشاء قوات بحرية وخفر سواحل تكون مهمتها حماية السواحل اليمنية من أية حوادث إرهابية.
ورغم ذلك فقد ظلت واشنطن تمارس ضغوطاً شديدة على الحكومة اليمنية إلى أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعد أقل من عام على حادثة (كول) لتعلن اليمن بعدها أنها شريك في الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب والتي دعت إليها وتزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأت اليمن في تنفيذ سياسات رامية إلى القضاء على بؤر التطرف من خلال تنفيذ قرار توحيد التعليم وإدماج المعاهد العلمية بمؤسسات التعليم العام بعد أن ظلت قرابة ربع قرن تُدار من قبل جماعات دينية متشددة، إلى تعزيز علاقات التعاون الأمني والتوجه نحو توقيع اتفاقات أمنية بين اليمن والدول الأخرى، إلا أن عدم الاستجابة السريعة من الولايات المتحدة لمطالب اليمن في المساعدات المادية والفنية الخاصة بإنشاء قوات بحرية يمنية، وضعف الإمكانيات الاقتصادية لليمن لإنشائها دون مساعدة ساهم بشكل كبير في حادثة مماثلة لحادثة (كول) بعد أقل من عامين منها.
ففي السادس من أكتوبر 2002م تعرضت ناقلة النفط الفرنسية (ليمبورج) قبالة سواحل المكلا لهجوم إرهابي مشابه للهجوم الذي تعرضت له (كول) قبل عامين في عدن.
ومع أن الهجوم لم يسفر سوى عن مقتل بحار برتغالي فقط إلا أنه تسبب في تسرب (150) ألف متر مكعباً من النفط إلى مياه البحر ما أدى إلى تلوث (500) كم مربع ، وفي الوقت نفسه الحق أضراراً اقتصادية باليمن ؛ حيث لجأت شركات التأمين العالمية إلى رفع نسب التأمين على السفن الداخلة إلى الموانئ اليمنية بحدود 3.0%.
وتشير الإحصائيات الرسمية اليمنية إلى أن حادثة (ليمبورج) ألحقت أضراراً بالاقتصاد اليمني، حيث انخفض عدد الحاويات من (34) ألف حاوية إلى أقل من (3000) حاوية بعد الهجوم ، وبلغ إجمالي خسائر اليمن من الإرهاب البحري أكثر من (8) مليارات دولار.
وما تزال هذه الأضرار مستمرة حتى اليوم رغم الجهود اليمنية التي بذلت لخفض نسب التأمين على السفن الداخلة إلى اليمن.
وبعد مرور أقل من أربعة أشهر على الحادثة أنشأت الحكومة اليمنية قوات لخفر السواحل بقرار جمهوري في يناير من العام 2003م وبمساندة أمريكية.
وعززت اليمن سياستها في مكافحة الإرهاب بخطة انتشار أمني تشمل عموم المناطق اليمنية وتنفذ على مراحل وترافق ذلك مع حملات أمنية مكثفة للأجهزة الأمنية لمنع مظاهر التسلح في المدن الرئيسية ومصادرة الأسلحة غير المرخصة كما لجأت الحكومة إلى شراء الأسلحة من المواطنين . وبحسب مصادر رسمية فقد اشترت الحكومة ما قيمته مليارات الريالات من الأسلحة من مواطنيها.
وفي المقابل انتهجت اليمن سياسة الحوار مع المتطرفين والشباب العائدين من أفغانستان وهو الأمر الذي ساهم في إقناعهم بالعدول عن الأفكار المتطرفة ، والامتناع عن مواصلة تنفيذ عمليات إرهابية.
وحققت اليمن خلال العام 2003م نجاحات أمنية مثلت خطوة هامة نحو إعادة ثقة المجتمع الدولي باليمن ومحو الصورة القاتمة التي ظلت تروّج في وسائل الإعلام بأن اليمن سيكون بؤرة للإرهاب في المنطقة.
النجاحات الأمنية في اليمن وتعزيز التجربة الديمقراطية من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية الثالثة دون حدوث أية مشاكل أمنية، والتوجه نحو تعزيز حقوق الإنسان واستحداث وزارة خاصة بها في الحكومة الجديدة ؛ ساهمت كلها في حدوث تحول كبير في الاهتمام الأمريكي الأوروبي باليمن ، حيث احتضنت صنعاء مع مطلع العام 2004م المؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما اعتبر اعترافاً دولياً ليس بنجاح اليمن في الجانب الأمني فحسب ، بل ونجاحها في تعزيز التجربة الديمقراطية والسير بها نحو بر الأمان.
وبرغم أن الضغوط الأمريكية على اليمن بشأن ملف (كول) بدأت تتلاشى إلا أن الخلاف ظل بسبب بقاء أبرز العناصر المتهمة في الحادثة بعيدة عن السيطرة الأمنية ورفض واشنطن تقديم المتهمين إلى العدالة.
وفي 19 مارس من العام الماضي تمكنت أجهزة الأمن اليمني من إلقاء القبض على جمال البدوي وفهد القصع وهما المتهمين الرئيسين إلى جانب عبدالرحيم الناشري في حادثة (كول) وبعد شهرين فقط من القبض عليهما أعلنت الحكومة اليمنية البدء بتقديم المتهمين في قضايا الإرهاب إلى القضاء.
ويبلغ عدد المتهمين الذين قدموا للمحاكمة في قضايا الإرهاب حتى الآن (32) متهماً، منهم (21) متهماً في قضيتي (كول، ليمبورج).
وبدأت أولى جلسات محاكمة (15) متهماً في قضية تفجير الناقلة الفرنسية " ليمبورج" وقضايا إرهابية أخرى شهدتها اليمن في الـ(29) من مايو من العام المنصرم،وبعد شهر ونيف وتحديداً في الـ(7) من يوليو قدم (6) متهمين في قضية تفجير المدمرة "كول" إلى المحكمة نفسها.
وشكّل حضور ممثلين عن وزارة العدل الأمريكية والسفارة الأمريكية بصنعاء الجلسات دليلاً على قبول واشنطن بمحاكمة المتهمين بعد أن ظلت ترفض ذلك لفترة طويلة.
وبينما دانت المحكمة الابتدائية في قضية "ليمبورج" المتهمين الخمسة عشر وقضت على أحدهم بالإعدام والسجن للبقية مدداً تتراوح بين (3-10) سنوات دانت المحكمة ذاتها المتهمين الـ(6) في قضية "كول" وحكمت على اثنين منهم بالإعدام والسجن للأربعة البقية مدةً تتراوح (5-10) سنوات.
وبرغم الجدل الذي دار حول الأحكام التي أصدرتها المحكمة الابتدائية والاتهامات بعدم استقلالية القضاء إلا أن محكمة الاستئناف كان لها رأي آخر، فقد شددت الأحكام الصادرة بحق متهمي "ليمبورج" حيث قضت بتشديد العقوبة على المتهم فواز الربيعي من الحبس عشر سنوات إلى الإعدام، بالإضافة إلى تأييد حكم الإعدام على المتهم حزام مجلي وتشديد العقوبة على المتهمين فوزي الحبابي وعمر جار الله من السجن عشر سنوات إلى السجن خمسة عشر سنة لكل منهما وتأييد الأحكام الابتدائية الصادرة بحق بقية المتهمين.
وفي المقابل أيدت المحكمة ذاتها حكم الإعدام بحق المتهم عبدالرحيم الناشري المتهم الرئيسي في قضية "كول"، وألغت حكم الإعدام بحق المتهم جمال البدوي، مستبدلة إياه بالحبس خمسة عشر سنة، وتخفيف الحكم بالسجن ثمان سنوات للمتهم مأمون أمصوه إلى خمس سنوات، مع وضعه تحت المراقبة الأمنية لمدة سنتين بعد الإفراج عنه ، وتأييد الأحكام بحق بقية المتهمين ، وجاءت الأحكام الاستئنافية بمثابة دليل على استقلالية ونزاهة القضاء اليمني ، وعدم خضوعه لأية ضغوطات سياسية متعلقة بالقضيتين .
وتأتي الأحكام القضائية بحق متهمي "كول" و"ليمبورج" مترافقة مع الاستمرار في تقديم المزيد من المتهمين على ذمة قضايا الإرهاب، والانتماء إلى تنظيم القاعدة، وتشكيل عصابات مسلحة كانت تخطط لتنفيذ عمليات تخريبية في البلد، حيث تواصل المحكمة الابتدائية المتخصصة عقد جلساتها للنظر في قضية (11) شاباً تتهمهم السلطات اليمنية بتلقي تدريبات في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان والتخطيط لتنفيذ عمليات تخريبية داخل البلد، بعد غدٍ الاثنين.
ومن المقرر أن يمثل أواخر الأسبوع الجاري (13) متهماً في عمليات إرهابية أمام القضاء، وهو الأمر الذي يدعو إلى طرح تساؤل مفاده هل ستكون هذه الأحكام بداية لتقديم المزيد من المتهمين بالإرهاب إلى القضاء وهو ما بدأت بوادره تظهر خلال الآونة الأخيرة ، وهل يمكن الإشارة الى أن النجاح الأمني ، ونجاح عملية الحوار مع المتطرفين قد أتت أوكلها وأن الوسيلة اليمنية الجديدة للتعامل مع الإرهاب ستكون هي القضاء باعتباره الفيصل لردع المجرمين ، وتحقيق العدالة للجميع .
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024