الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:49 ص - آخر تحديث: 04:47 ص (47: 01) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
المرأة وإشكالية صُنّاع القرار



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


المرأة وإشكالية صُنّاع القرار

الثلاثاء, 15-مارس-2005
بقلم-د. ابتهاج الكمال - ماانفك المجادلون في حقوق المرأة السياسية يعتبرون أن غاية ما يمكن أن يفضي عليه أفق الحوار القائم بين صانعي القرار السياسي هو التوافق على صيغة نسبية لحجم التواجد النسوي في مواقع السلطة وقوة العمل؛ طبقاً لما يعدونه تحولاً باتجاه رصيد تنموي جديد من نتاج بشري نسائي، طالما كانوا يدرجونه ضمن أضيق هوامش برامجه السياسية.
وفي ظل جدلٍ كهذا، أو أفق كذلك الذي يرسمونه لمستقبل المرأة، فإن أقصى ما يمكن التكهن به في الوقت الحاضر هو اندفاع مُحرج قد تضطر بعض القوى السياسية الوطنية إلى ركوب موجته بمنأى عن النشوز عن الاتجاه العام، وهو الأمر الذي ينبغي توخي محاذيره قبل الإعلان عن أي وثيقة عمل وطني تتوصل إليها الأحزاب والتنظيمات اليمنية.
أعتقد أن مسئولية صانعي القرار بهذا الخصوص تقتضي قناعات أكيدة بأمرين: أولهما أن النسبة التي ستخصص للمرأة هي رقم حقيقي، له ما يمثله من شخوص على أرض الواقع اليمني، وليس مجرد محاكاة لتجارب خارجية تحظى بخصوصياتها التي قد تتقاطع مع الظرف اليمني، وثانيهما هو مدى الاستعداد القائم لدى القوى السياسية على تلبية الحاجة النوعية "للكوتا"، ومواءمتها مع معايير الاتجاهات التنموية للبلد، لتفادي أن تتحول المشاركة الواسعة للمرأة إلى عبء على مسيرة التنمية، وخطوة ارتجاعية بعكس الغايات التي تنشدها قيادة اليمن السياسية، والتي شدد عليها الأخ رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة ومحفل.
إن ضرورات الطور الحديث للدولة اليمنية تستدعي فرصة تجديد واسعة ليس على نطاق السياسات التنظيمية للأحزاب التي مازالت مترددة -بقدر كبير- عن استيعاب المرأة ضمن مواقع أماناتها العامة، بل تستدعي أيضاً تجديد دماء دوائر تمثيل المرأة بقيادات شبابية مؤهلة لإضفاء صبغة العصر-بكل تجلياته- على هوية الحركة النسوية اليمنية، التي لم تزل بمنأى عن قواسم التفاعل الإيجابي اللائق بمستوى النمو الديمقراطي، والسياسي الذي آلت إليه اليمن، واستحال عنوانها في المحافل الدولية.
ومن تلك المنطلقات نخلص إلى أن مسألة رسم خارطة تحول واضحة نحو برنامج مشاركة نسوية واسعة ليست مسألة رقمية مرهونة بنسب "الكوتا"، بقدر ما هي خارطة تنموية دقيقة لا تحتمل التأويل إلى حساسيات سياسية بحتة، يخشى البعض أن يضيف فضل المبادرة إليها رصيداً جديداً لحساب المؤتمر الشعبي العام..!
ولاشك أن الخطوات التنفيذية لهذه الخارطة ستكشف عن الكثير من التفاصيل والمعادلات الصعبة التي تستدعي جهداً مضنياً لتحقيق توازناتها، لأننا في الوقت الذي سنحاول فيه استقطاب المرشحات للمجالس المحلية، أو المقاعد النيابية قد نصطدم بتباينات التوزيع "الديموغرافي" الذي يجعل من المنافسة في عدد من المدن في أوج سعيرها بخلاف مدن أخرى يتعذر فيها العثور على مرشحة واحدة بالمواصفات النوعية التي نأمل دعم التنمية بها.. والحالة ذاتها قد تحدث على صعيد الوعي الشعبي بقبول مشاركة المرأة السياسية والمهنية.
بجانب ذلك، هناك إشكالية لدى بعض القوى السياسية في المفاضلة بين النوع السياسي (الحزبي) وبين النوع الأكاديمي (المهني) وهو أمر غالباً ما تترتب عن سوء حسمه حالة انفصام في برامج حراك القاعدة النسوية المُعّول عليها إحداث تفاعل تحولي في الأطر التنموية للمجتمع، مما يجعل إسهامها، وأثرها ضعيفاً لا يلبي الغايات المرسومة.
وفي الحقيقة هناك الكثير جداً من الحسابات المتعلقة بالمرحلة القادمة، التي تطرح نفسها على طاولة صانعي القرار الخاص بالتمكين السياسي للمرأة، والتي لابد من النظر إلى اعتباراتها قبل تقرير أي خطوة، لئلا يكون تجاهلها والقفز على أبجديتها أمراً ينقل المرأة اليمنية إلى حلبة أرقام تعوزها الكفاءة، وموازنات غير مدروسة تضع مستقبل الحركة النسوية بأيدٍ لاتجيد غير توقيع الإملاءات الضيقة الأفق.
إن ما نأمله هو قراءة منطقية مستفيضة للواقع اليمني، تنبثق من آفاقها رؤى سياسية واضحة، تتحدد بموجبها أفضل آليات التمكين السياسي للمرأة، بما يجعلها عند حسن ظن قيادة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، الذي أولاها ثقته الكبيرة بدورها التنموي والإنساني.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024