الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:40 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
ما حال الانترنت العربية؟



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


ما حال الانترنت العربية؟

الخميس, 17-مارس-2005
د. فايز بن عبد الله الشهري - إذا تحدثنا عن (السلبيّات) يمكننا القول إن الانترنت العربية ليست في أحسن أحوالها ... وإذا نظرنا (بغير) عين الرضا فسنقول بأن كثيرا من المواقع الالكترونية التي تتحدث (بلساننا العربي) ما هي إلا شاهد خجول على مشهدنا الفكري الالكتروني الذي لا يسر الناظرين. ومما يزيد الروح ألما تنافسنا في إشاعة نتائج استخداماتنا السلبية لهذه التقنية لتتراكم (العورات على العورات) أمام العالم وكأننا قررنا تشييد نصب تاريخي لنقائصنا بوضع كل هذه البشاعة صورة عنا ولنا، والتي هي في نهاية الأمر وديعتنا للأجيال القادمة، فليتنا قدّرنا أي ذكرى تركناها لهم. نعم لقد استكثرنا وشجعنا على تشييد ورواج مواقع انترنت تخصصت بكل أسف في عرض كل بضاعة هي اليوم سمة حضورنا الثقافي والفكري بين وأمام الأمم في هذا المنتدى العالمي. ومن هنا قد يحق لنا بعد الدهشة أن نطرح الأسئلة ونقول..، هل ولماذا غرف الدردشة الشعوبية، ومنتديات ومواقع الجنس العربية هي أكثر مواقعنا زوارا ومشاركين؟ لماذا وهل مواقع بث الإشاعات والتحريض والتكفير هي صورة ديننا وقيمنا وحضارتنا؟ ولماذا وهل المنتديات الحوارية التي خصصها بعضنا للنيل من أصول الدين، والتشكيك في الثوابت هي تعريف عرب آخر الزمان لمفهوم الحرية الفكرية؟
نعم تصيبك الحيرة حين تتجول - باحثا ومدققا - في دهاليز الشبكة العنكبوتية حين تجد عربا ومسلمين (لا عمل لهم) إلا (التسكع) ليل نهار في ممرات الانترنت المظلمة يعرضون كل ما يدغدغ الغرائز بكل فنون الصوت والصورة، ويروّجون (الغلوّ) باسم النصح والإرشاد، أو (التطرّف) باسم الحرية والتنوير. لقد حيّر بعض (عرب هذا الزمان) فلاسفة التربية وعلماء الاجتماع والنفس حين انغمسوا باسم الدين أو الدنيا في ممارسات وسلوكيات لا تفسير منضبطا لها. وبعض هذه السلوكيات ستظل اليوم - وكل يوم - موضوع النقاش والجدل خاصة فيما يتعلق بسلوك الإنسان الذي (يبدو سويا) في مجتمعه ثم ينقلب في بعض تصرفاته بشكل عكسي حينما (يخلو) بنفسه وهواه مع جهاز الانترنت . وسؤال ملح في هذه القضية يتمحور حول ماهية و(كيمياء) الدوافع والمبررات (الأخلاقية!!) التي يستلهمها بعض مستخدمي الانترنت ممن يخالف قيماً إنسانية عليا متفقاً عليها في جميع الأديان والثقافات.

ومن جهة السلوك الجنائي للفرد الذي يوظف هذه التقنية سلبيا يبدو أن لا مجال أمام الباحثين اليوم سوى تطوير وتطويع بعض الفرضيات التي حاولت فهم وتفسير السلوك الشخصي (غير السوي) للفرد، وكنه دوافعه حين يغيب (الرقيب الاجتماعي) ليتعمّد ممارسة نشاطات يعدّها ضميره (الإنساني) شاذة. وربما يُفضل أن لا تقتصر الجهود العلمّية على قطاع الشباب (المتهم أبدا)، فمازالت أسئلة كثيرة وكبيرة تتردد عن (سر انجذاب) بعض المستخدمين من (الكبار) نحو مواقع انترنت لا تعرض إلا الأفكار والقيم التي (تتصادم كليا) مع أصول ثقافتهم، ومراجعهم الفكرية. والمشكلة الأبرز هنا لعلها تتعلق بمحددات البيئة الاتصالية الإلكترونية للفرد خاصة مع وضوح صعوبة (تفكيك) عناصر علاقات إنسانية هدفها اجتماعيّ وميدانها الكتروني وفضاؤها مفتوح تنشأ عبر لوحة المفاتيح والشاشة بين كيانات(لمجهولين) يتبنون ويروجون أفكارهم عبر الشبكة دون أن ترى العيون العيون.

وربما يجدر بنا إن أردنا البدء بفحص بعض جوانب هذه العلاقات المتشابكة أن نعي أن عمر الانترنت في العالم العربي لا يكاد يتعدى العقد من الزمان إلا قليلا، هذا إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض الدول العربية التي بكّرت في استقدام واستخدام الانترنت لم تشترك في الخدمة إلا في نهاية عام 1994 م وبشكل محدود، ثم تدرّج الاستخدام بشكل متواضع حتى كان عام 1999م حين باتت معظم الدول العربية خلا العراق والصومال وجيبوتي قريبة أو قادرة على توصيل الشبكة العالمية إلى مواطنيها عن طريق مؤسسات تجارية.

و يبقى الإشكال الكبير أمام (المخطط العربي) حقيقة أن كل (تحديات الانترنت) السياسية والثقافية والاجتماعية (ظهرت جلية ومدوية) على الرغم من تواضع نسب استخدامات العرب للشبكة قياسا بالمستويات العالميّة، فمن بين سكان العالم العربي الذين يكادون يصلون إلى 300 مليون إنسان لا يتجاوز عدد مستخدميها العرب 14 مليون شخص في أكثر الإحصائيات التقديرية تفاؤلا. إذا ...

ووفقا لما تقدم كيف سيكون حال الانترنت العربية في قادم الأيام؟

عن جريدة الرياض
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024