أهمية التقارب اليمني – التركي
الأربعاء, 26-أكتوبر-2005بقلم د.محمد المنصـــوب** - نشهد هذه الأيام قفزه نوعيه في العلاقات اليمنية التركية وذلك يتجسد في الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان وبمعيته أكثر من 150 من الشخصيات الاقتصادية وكبار رجال الأعمال الأتراك ووفد رفيع المستوى من شخصيات ورجالات الجمهورية التركية مما يدل على أن الزيارة ليست شكليه بقدر ما تعبر عن توجه حقيقي من كلا الجانبين لتسريع عجلة التقارب اليمني التركي في شتى المجالات خاصة وكلا البلدين يتمتع بامتيازات تؤهله ليتبوء المكانة الحقيقية له في المنطقة الشرق أوسطية .
هذه الزيارة الهامة لرئيس الوزراء التركي لا نصفها إلا بالوصلة أو الحلقة التي من خلالها وعبرها يتم إعادة لم شمل التقارب بين الشعبين الشقيقين اليمني والتركي لأن التقارب بين الشعبين ليس بالشيء الجديد عليمها وما إعادة بناء سد مأرب إلا خير شاهد على ذلك إذ تم إعادة تشييد هذا الصرح العملاق على أياد وخبره تركية .
وإذا ما دققنا النظر في بعض الكلمات في اللهجات اليمنية المختلفة وخاصة الصنعانية لوجدنا الآثار التركية فيها . أيضا العديد من الأسر اليمنية والقبائل ما زالت تحتفظ بأسماءها التركية وبمجرد جولة قصيرة في أحياء صنعاء القديمة سوف ترتسم صوره واضحة عن لمسات الوجود العثماني أو التركي في اليمن .
لكل من البلدين مميزاتهما العملاقة فكلاهما يتربع على موقع جغرافي إستراتيجي هام فاليمن تتربع على موقع جغرافي يمثل همزة الوصل بين القارة الأسيوية والأفريقية بينما تركيا تمثل همزة وصل بين آسيا وأوروبا ويتميز البلدان أيضاً باحتوائهما على التعداد السكاني الهائل والإنسان بذاته يعد ثروة وكنز إذا ما حسن استثماره ، إضافة إلى ذلك الخلفية الحضارية والتاريخية للبلدين التي لا يجحدها إلا من لم يتمتع بالإطلاع على صفحات التأريخ .
نرحب بالأشقاء الأتراك في بلدهم الثاني اليمن ونأمل أن تستغل الزيارة لأعلى وفد حكومي تركي لليمن في فتح مجالات التعاون والتقارب الفعال بين البلدين ، فالأشقاء الأتراك لهم خبره وباع طويل في تشييد وبناء البنية التحتية لقطاع السياحة التي أصبحت تمثل بالنسبة لهم أحد أهم روافد الخزينة العامة ، ولا نستغرب أن يزور تركيا في العام الواحد 5مليون سائح من الصين فقط . ولا نستغرب أيضا أن تكون عربات وباصات النقل العام في الصين أصبحت إحدى طرق الترويج للسياحة والترحال إلى تركيا ، هذه الخبره وهذه الحنكة الإستراتيجية نتمنى أن تستفيد منها بلادنا القابعة على كنز سياحي عملاق إذا ما تم إدارته بالطريق الأمثل .
وكما نأمل أن تكون هذه الزيارة بارقة أمل في استثمار كلا البلدين لمقوماتهما ومواقعهما الإستراتيجية الهامة في الخارطة الجغرافية العالمية .
وكذا نأمل أن تجلب هذه الزيارة رؤوس الأموال التركية والخبرات التركية في الصناعات المختلفة للاستثمار في بلادنا.
ونشيد بتوجهات السياسة الخارجية لبلادنا في مثل هذه الخطوات الباحثة عن حلفاء وشركاء إستراتيجيين ومرحبا بالأشقاء مرة أخرى في بلدهم الثاني اليمن .
** كاتب وباحث يمني مقيم في الصين