الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 05:23 ص - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
ثقافة التبرير ومكافأة العقاد



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


ثقافة التبرير ومكافأة العقاد

الأحد, 13-نوفمبر-2005
المؤتمرنت- عبد الرحمن الراشد - كنت على موعد مع المخرج مصطفى العقاد ان يزورنا في دبي نهاية الأسبوع الحالي، لكن قدر له أن يكون موعده مع الموت، ضحية لتفجيرات عمان الأخيرة. جاءت وفاته لتضعنا امام نفس الحقائق المؤلمة المتكررة، أن بطولات المتطرفين وشجاعتهم غالبا ضد الابرياء. والعقاد ضحية أخرى من ضحاياهم العزل. العقاد الرجل الذي اعطى اروع صورة عن الاسلام، قتلته القاعدة، التي تعتبر وبجدارة اكثر فئة اساءت للاسلام.
جريمة الاربعاء في العاصمة الأردنية تعلن بوضوح عن نفسها، ان هذه عاصمة عربية أخرى تضاف الى بقية المدن الدامية، وهؤلاء قتلى جدد من المدنيين الابرياء من جنسيات عربية أخرى.

مع هذا يخرج علينا حتى هذا اليوم من يردد بلا خجل مقولات تبريرية، او كما وصفها نائب رئيس الوزراء الاردني مروان معشر بثقافة تبرير دوافع قتل الابرياء.

هؤلاء الذين يبررون قتل العقاد وابنته والمحتفلين، وخطف عمال مغاربة، وقتل طلاب في مدارسهم، ومصلين في مساجدهم، هم طرف في الجريمة. وجريمة المبررين كبيرة حتى بمقاييس تنظيم القاعدة نفسه، الذي اعلن مركزه عن رفضه لما يرتكب. فقد وبخ ايمن الظواهري، قائد القاعدة العملي، وكيله في العراق ابو مصعب الزرقاوي باستهدافه المدنيين محذرا من ان ذلك سينفر الناس من افعال القاعدة، الا ان الزرقاوي، وهو خريج سجون سابق، يعتقد ان قتل المدنيين ثمن رخيص لتحقيق مآرب التنظيم.

فإذا كان استهداف المدنيين بات يقلق القاعدة فكيف يجوز لكتاب ومعلقين عرب ان يفرحوا به او يبرروه كعمل كفاحي، في وقت نرى ان هؤلاء القتلة يهربون من وجه رجال الأمن ليستهدفوا المدنيين. التبريريون افلحوا في المجتمعات البعيدة عن الارهاب، حيث كان سهلا على المتفجرين اقناعهم بمسوغات عاطفية، لكن غالبا ما يفقد مبررو الإرهاب احقيتهم عندما يرى الناس الجريمة امام اعينهم، وان الضحايا حقيقة ابرياء وان كل التبريرات مجرد اكاذيب للتغطية على فعل المجرمين.

بعد هذه الجرائم من يحتاج الى المزيد من الأدلة، والمزيد من الضحايا الأبرياء خطفا او قتلا؟ بعد سنوات من استهلاك المبررات سقطت رايات الارهابيين الذين رفعوا ويرفعون طروحات اسلامية وعروبية. فجريمة الاربعاء الماضي سجلت باسم الصحابي الجليل «البراء بن مالك» استعطافا وتكسبا لمشاعر المسلمين. فأي كتيبة هذه تتسمى باسم البراء، الذي عرف في التاريخ انه يقاتل الجيوش وجها لوجه؟ القتلة هاجموا المدنيين العزل متجنبين مقاتلة الاجهزة الأمنية او العسكرية فأية شجاعة هذه التي تستهدف فنادق او اناسا في ملابس الزفاف؟

العقاد، وستون قتيلا بريئا في تفجيرات عمان، والعاملان المغربيان ارقام أضيفت الى قائمة طويلة. عمان مدينة جديدة تضاف الى اهداف الارهاب، الذي لم يوفر مكانا الا ودنسه من مكة المكرمة الى الدار البيضاء. فهل تكفي دماء هؤلاء الأقربين للاعتراف بالحقيقة وتوحيد الموقف؟

لقد كافأ الارهابيون العقاد على اعماله الجليلة بهذه النهاية البشعة، العقاد الذي خدم الاسلام اكثر مما فعله آلاف من المتطرفين الذين يدعون زورا انهم يذودون عنه.

[email protected]
عن: الشرق الأوسط
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024