حماس تفاوض إسرائيل..!
الأربعاء, 08-فبراير-2006المؤتمرنت-أحمد الربعي - نريد أن نسمع لغة واحدة من حركة حماس، ليطمئن الناس إلى صدق النوايا، فحركة حماس خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، والمشكلة في هذه الحركة، هي أن الغاية تبرر الوسيلة، وأنه لا مانع من الحديث عن ثلاثة مواقف متناقضة تجاه قضية واحدة واضحة وضوح الشمس، إذا كان ذلك يخدم الأهداف السياسية، بعيدا عن المبادئ وحتى عن المواقف الشرعية.
الأسئلة أمام حماس أكبر وأوضح من أن تتم المراوغة فيها. هناك شوط تم انجازه في العملية السياسية، وهناك استحقاقات إسرائيلية، كما أن هناك استحقاقات فلسطينية، ونريد أن نعرف بلغة واضحة صريحة موقف حماس من العملية السلمية، بدلا من توزيع الأدوار في تصريحات متناقضة من أكثر من عاصمة، موجهة إلى أكثر من طرف. فمع الأميركيين يصرح أحدهم بانه ليست هناك مشكلة لحماس مع أميركا، وللداخل يقول آخر، إن حماس متمسكة بالثوابت من دون أن يحدد المقصود من ذلك، وأحد النواب، الذين نجحوا من حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، أطلق تصريحا غريبا عجيبا يقول فيه، إن إسرائيل ستوافق على استمرار تدفق الأموال على السلطة، تحت قيادة حماس، لأن إسرائيل تعلم أن إيران مستعدة لدفع هذه الأموال..!
شخصيا أتمنى دعم أية حكومة فلسطينية يتم تشكيلها، بغض النظر عن تركيبتها، وعلينا احترام نتائج الانتخابات وعدم الالتفاف عليها، لكن هناك قضايا ملحة ستواجهها حركة حماس عندما تشكل الحكومة، فهناك طرف آخر في المعادلة اسمه إسرائيل، وهذه «الإسرائيل» لا بد من الجلوس والتفاوض مع زعمائها، وحماس لا تستطيع أن تشكل حكومة فلسطينية، ثم تقول إن هذه الحكومة لن تفاوض أميركا ولا إسرائيل. وحماس تدرك أن حسم الصراع بالقوة هو أمر مستحيل في ظل موازين القوى على الأرض، وحماس تدرك ان شعار التحرير من البحر إلى النهر يمكن أن يقال في منشور سياسي وتصريحات في الفضائيات، ولكن لا تستطيع أن تقوله حكومة فلسطينية تمسك زمام السلطة.
وعلى أية حال يبدو المشهد مدهشا، ومتابعته ستكون عنصر إثارة وتشويق، وسيرى الناس بأنفسهم أن من يده في النار ليس كمن يده في الماء.
نقلا عن الشرق الأوسط