سي إ ن إن -
باستثناء السعوديين والتونسيين الذي ضمنوا مشاهدة مباريات منتخبيهما، على الأقل، في نهائيات كأس العالم، صبّ الشارع العربي جام غضبه على "عصابة بلاتر" في الاتحاد الدولي لكرة القدم، و"جشع ملياردير سعودي" وفق ما وصفه به جزائريون ومغاربة.

وأعلنت وكالة تونس أفريقيا للأنباء الاثنين أنّ الرئيس التونسي أمر باقتناء حقوق بثّ مباريات منتخب بلاده في نهائيات ألمانيا ومباراتي نصف النهائي والمباراة النهائية وحفل الافتتاح.

وقبل ذلك بأيام، قالت وكالة الأنباء السعودية إنّ العاهل السعودي أمر بدوره باقتناء تلك الحقوق، في الوقت الذي قالت فيه تقارير إنّ مالك الحقوق، صاحب شبكة راديو وتلفزيون العرب، الملياردير السعودي صالح كامل هو الذي سمح بتوفير البثّ للسعوديين تشجيعا لمنتخب بلاده.

وباستثناء، السعوديين والتونسيين، سيتعين على بقية العرب الاشتراك في بطاقات شبكة راديو وتلفزيون العرب أو الاضطرار إلى متابعتها في المحلات والمقاهي المشتركة في هذه الشبكة.

ولا حديث في الشارع الرياضي العربي هذه الأيام سوى عن القنوات التي يمكن كسر إحداثيات إرسالها وفكّ شفرتها.

غير أنّ الأمر يبدو مختلفا عن المرات السابقة، حيث حصّنت كلّ القنوات مالكة الحقوق من إمكانياتها التقنية بالنظر للمبالغ الضخمة التي دفعتها نظير تلك الحقوق.

وقال صالح كامل، ونجله محيي الدين الذي يدير القنوات الرياضية التي يملكها والده إنّ الأمر يتعلق بمصداقية الشبكة تجاه المشتركين، حيث ليس معقولا أن يدفع البعض اشتراكاته فيما يشاهد البقية المباريات إما مجانا أو بأسعار زهيدة.

وفضّل الاتحاد الدولي عرضا تقدمت به شبكة راديو وتلفزيون العرب ومقداره 110 مليون دولار لشراء الحقوق حتى 2014، عن عرض قدّمه اتحاد إذاعات الدول العربية التابع لجامعة الدول العربية ومقداره 95 مليونا، وفقا لمدير تلفزيون الجزائر، الوزير السابق حمراوي حبيب شوقي.

وقال محلل إنّه كان من الأفضل أن تقبل بعرض اتحاد إذاعات الدول العربية لأنّ الفرق ليس كبيرا، ولأنّ الأهمّ هو أن تنتشر كرة القدم لا أن يتمّ حصرها في الفئة التي تملك المال.

وأضاف "الفيفا مؤسسة غير ربحية وهي ليست مؤسسة تجارية ولكن يبدو أن رنين المال أقوى من كلّ شيئ."

وقال شوقي إنّ راديو وتلفزيون العرب رفض حتى مجرد التفاوض على بيع الحقوق الأرضية.

وستكتفي أغلب التلفزيونات الحكومية، باستثناء قناتي تونس والسعودية، في أفضل الأحوال ببثّ ملخصات من 20 دقيقة للمباريات بعد نهايتها.

ونقلت صحيفة لموند الفرنسية عن جزائري قوله إنّه يفضل أن لا يشاهد المباريات على أن يخضع "لجشع ملياردير سعودي."

وقال مواطن مغربي آخر، بعد أن أعلنت كلّ من القناتين الحكوميتين عجزهما عن بثّ المباريات إنّ الفيفا "ارتهنت كرة القدم وأصبحت مؤسسة لصنع المال."

فيما قال آخر " يكفي أن تضع شبكة راديو وتلفزيون العرب شرط الاشتراك السنوي في قنواتها لمشاهدة المباريات لتعرف أنّك أمام شركة جشعة."