الأحد, 14-ديسمبر-2025 الساعة: 09:28 م - آخر تحديث: 08:46 م (46: 05) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الحريات في مؤتمر صنعاء



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الحريات في مؤتمر صنعاء

الخميس, 29-يونيو-2006
بقلم / عبد الرحمن الراشد - نقلاً عن الشرق الاوسط - حضرت في صنعاء الاسبوع الماضي مع مئات المشاركين مؤتمرا آخر عن حرية التعبير والإصلاح السياسي، وكان السؤال الذي يتبادر الى ذهني لماذا التكرار بلا نتائج؟ ما دفع أحدهم لتفسير المسألة أنها عملية تنفيس كلامية متعمدة هدفها إسكات اصحاب القضايا الحقيقية بمسرحيات كلامية. وقبل ان يبدأ المسرح السياسي هذا كان الرئيس علي عبد الله صالح قد اعلن انه تراجع وقبل ترشيح الناس له لدخول انتخابات الرئاسة اليمنية. طبعا لم يفاجأ أحد بالخبر، كما انني لم أخسر رهاني يوم كتبت بأنه سيدخل الانتخابات وسيكسبها أيضا. ورغم هذا لا بد ان أقر بحجم الحرية الصحفية الكبيرة في الإعلام اليمني المكتظ بنقد كل شيء وبلا حدود.

وما كان يهمني في الحفل الكلامي الكبير في المؤتمر هو زاوية حرية التعبير، لأنني اعتقد أنها فعلا اساس الدواء، ولا يمكن ان يتحقق اصلاح سياسي بلا مساحة جيدة من النقد والتعبير. فالإصلاح السياسي حتى بعد احداثه غالبا ما يعاني من انتكاسة سريعة إن غاب النقد الحر لممارساته، حتى النظام السياسي الجيد يتراجع في التزاماته وأدائه بغياب النقد، كما أن المصلح السياسي الصادق النزيه يحتاج اكثر من الديكتاتور الى ان يعان بالنقد.

ومع ايماني العميق بأهمية حرية التعبير وأنها الخطوة الاولى الأهم في طريق الإصلاح الذي تحتاجه منطقتنا بشدة، فإنها حرية تستحق الكثير من الدرس والمراجعة، وليست كما تبدو للسامع مسألة هينة. وهنا يجب ان اثمن الجهد الذي بذله منظمو مؤتمر صنعاء، لأنهم وضعوا مسألة التشريعات على رأس قائمة النقاش، ودعوا اليه اهل الاختصاص حتى تكون الصورة علمية لا كلامية.

وتزداد المسؤولية أكثر على كاهل قادة الإعلام، من صحافيين ونقابيين ومنظمات متخصصة، في تقديم تصور لمعنى الحرية وحدودها. ولعل ابسط وسيلة لصياغة مفهوم الحرية التعرف على الانظمة الموجودة في المجتمعات ذات التجربة الطويلة وتقييمها، ونسخها ان لم يوجد بديل محلي افضل. وهنا ستواجه حرية التعبير العقبات المعهودة من جانب المجتمع او من جانب اهل المهنة الصحفية انفسهم. فقوى المجتمع المختلفة لا تريد حرية تمس امتيازاتها ورموزها ومقدساتها حتى لا يبقى شيء ينقد. وأهل المهنة، من جانب آخر، يريدون ممارسة حرية لا سقف لها فيتهمون ويشهرون ويقذفون ايضا، ولا يريدون ان يحاسبوا على عدم صدق اتهاماتهم ان وجدت.

الأكيد في صراع التعبير الحر هو الحاجة الى حمايته، فأصغر مسدس قادر على إسكات اكبر مطبعة. وبدون ان تقتنع الانظمة وتقبل بالحريات وحمايتها وانها في صالحها على المدى الطويل فلن يولد اصلاح، وسيبقى المجتمع يعاني من امراضه المسكوت عليها، كما سيخسر النظام السياسي نفسه. والحق انني وجدت في مؤتمر صنعاء اصحاب تجارب مختلفة في منطقتنا معظمها لم اتعرف عليها من قبل وتستحق التقدير، بعضها في مجالات قانونية وأخرى تعنى بالترويج للشفافية.


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025