الإثنين, 15-ديسمبر-2025 الساعة: 06:02 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
اللعبة مكشوفة يا سيد هويدي



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


اللعبة مكشوفة يا سيد هويدي

الخميس, 29-يونيو-2006
قينان الغامدي - أتفق مع السيد فهمي هويدي في أن صحيفة الشرق الأوسط التي تستضيف قلمه "الملون" لم تكن دقيقة في عنوانها الذي نشرته يوم 9/5/2006م حين نقلت خبر مقتل الإرهابي المجرم الزرقاوي فقالت: "نهاية رأس الشر". والحقيقة أن الإرهابي المجرم الزرقاوي ليس رأس الشر، وإنما هو واحد من أدوات وأطراف الشر، والسيد هويدي بدهاء مفضوح ومتوقع من مثله يحاول نفي صفة الإرهاب عن الزرقاوي وأتباعه وأشياخه - فيقول في مقال نشر في 14/6/2006م: "إننا حين نعتبر الزرقاوي رأس الشر فكأننا نحاسب بطل الفيلم ونعفي المنتج والمخرج من المسؤولية، لذلك فلعلي أزعم أن الزرقاوي هو من إنتاج الاحتلال الأمريكي، وحين نجعله رمزاً للشر فإننا ندين النتيجة ونغض الطرف عن السبب". هذا هو سبب تخطئة السيد هويدي لصحيفة الشرق الأوسط أو اختلافه معها، والسيد هويدي صاحب منهج تبريري معروف فهو كما هو واضح هنا وبحرفية تحليلية هائلة "لا أظن عاقلاً يحسده عليها" أراد أن يجعل من الزرقاوي رمزاً للمقاومة ويجعل الاحتلال الأمريكي هو سبب وجوده وبالتالي فهذا الاحتلال هو "رأس الشر". وهويدي بهذا المنطق المبرر للإرهاب لا يكتفي بهذا القدر الذي يرفع من أسهمه لدى المتطرفين والتكفيريين والزرقاويين المنتشرين في العراق وفي الوطن العربي كله بل وفي العالم، وإنما يذهب أبعد من ذلك بكثير في مقاله الثاني الذي نشر في 21/6/2006م إذ يؤكد فيه أن الزرقاوي مجاهد وشهيد وأن الحكومة الأردنية أخطأت عندما اعتقلت النواب الأربعة الذين ذهبوا للتعزية فيه، وأحدهم أعلن أن الزرقاوي شهيد وأن ضحايا عملياته الإجرامية في الأردن - وليس في العراق - ليسوا شهداء. والسيد هويدي لم يقل لجمهوره والمعجبين بتنظيراته للإرهاب وتبريراته لجرائمه، لم يقل إن كانت جرائم الزرقاوي في الأردن وقتل المسلمين الأبرياء هناك هي لمقاومة "رأس الشر" الذي هو الاحتلال الأمريكي في العراق، أم هي جرائم تنسجم مع أجندة البيئة الحقيقية التي أنتجته وستنتج غيره وهي بيئة "الإسلام السياسي" التي يناضل وينظر لها السيد هويدي وأمثاله من المتاجرين بعواطف المسلمين وتوظيفها لتحقيق أهدافهم السياسية المتمثلة في إقامة "الخلافة الإسلامية" على أنقاض كل من لا يقتنع أو يقبل بولاية "الملالي" أو "الفقيه" أو "مدير المكتب السياسي".

يا سيد هويدي لا أحد يختلف معك أن الاحتلال الأمريكي في العراق "رأس شر" لكن إشارتك إلى "رأس الشر" هذا هي مما ينطبق عليه تماماً أنها كلمة حق أريد بها باطل فالاحتلال شر، لكنه شر معلن وواضح ولهذا فهو ليس أكثر خطراً علينا من "رأس الشر" الذي أنتج الزرقاوي وأمثاله تحت مظلة تبريراتك ومراوغاتك وأمثالك ممن اختطفوا الإسلام الحق ووظفوه لأهدافهم السياسية، وخدعوا واستغفلوا الأمة حتى حولوا فلذات أكبادها إلى متطرفين تكفيريين قتلة مجرمين أساؤوا إلى أمتهم وإلى دينهم، ومع أنه انكشف عملياً وضوح ظلامية ما حقنوا به من أفكار ضالة منحرفة، ومع بشاعة جرائمهم فإنهم لا يعدمون أن يجدوا أمثال السيد هويدي ممن يؤيد أفكارهم وجرائمهم ويبررها ويجيزها مرة للأعداء في الغرب أو الشرق ومرة لـ"غياب صوت العقل والحكمة عن الحكومات" وهذا هو وصف السيد هويدي لحكومة الأردن التي اتهمها بأنها "طبخت" المظاهرات التي خرجت للتنديد بالنواب الأربعة المتعاطفين مع الإرهاب والمؤيدين له.

مشكلة السيد هويدي وأمثاله من منظري تيار "الإسلام السياسي" أنهم يظنون أن الناس ما زالوا في غفلتهم وأنهم يجهلون أهدافهم، وما تخفيه طروحاتهم "الملونة" ولو أن السيد هويدي نفسه اطلع على التعليقات التي أعقبت مقاليه اللذين أشرت إليهما على موقع "الشرق الأوسط" الإلكتروني لوجد أن مؤيديه لم يتجاوزوا 30% وأن هؤلاء المؤيدين كلهم من فئة "جزاك الله خيراً، ونفع بك الأمة" من دون نقاش لأن التيار رباهم على التسليم بآراء منظريه وعدم مناقشتها، أما بقية النسبة وهم الغالبية فقد اعتبروا السيد هويدي "محامي الشيطان"، وشكروا الصحيفة وهي تستحق الشكر على إتاحتها لمثل هذا الفكر "الساذج" أن يظهر بوضوح فمع أنه كان ظاهراً ومعروفاً من السيد هويدي بالذات من قبل، إلا أن ظهوره بهذا الوضوح الآن بعد أن استيقظت الأمة من استغفال تيار "الإسلام السياسي"، ظهوره الآن مختلف فهو سيتيح عن قناعة عملية فرصة كشف عوراته وأهدافه السياسية التي ما زال تحقيقها من الأحلام التي يراها هويدي وأمثاله ظهيرة كل عملية إرهابية يحققها من غرروا بهم وحولوهم إلى حطب يحترق في أتون التبرير الهويدي ونظائره.

إنني أظن أن السيد هويدي ليس من قرائي، لذلك آمل أن يتبرع أحد تلاميذه - النجباء - بأن يبلغه أنني أتفق معه في خطأ "الشرق الأوسط" عندما وصفت المجرم الزرقاوي بأنه "رأس الشر" فالصحيفة نفسها أول من يدرك أن "رأس الشر" الحقيقي هو "البيئة" التي أنتجت الزرقاوي وهي بيئة تيار "الإسلام السياسي" التي ينطلق منها السيد هويدي وينظر لها، ويبرر جرائمها أينما وقعت. بيئة إنتاج الإرهاب أصبحت أوضح من الشمس واللعبة أصبحت مكشوفة يا سيد هويدي.

* نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025