الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:34 م - آخر تحديث: 01:27 م (27: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الأطفال المجندون في أوغندا .. جيل ضائع



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من عربي ودولي


عناوين أخرى متفرقة


الأطفال المجندون في أوغندا .. جيل ضائع

الجمعة, 08-سبتمبر-2006
بيترنيل غروبل/إذاعة هولندا العالمية - ارتكبوا جرائم قتل، أحرقوا القرى، ونهبوا واغتصبوا ويبقون مع ذلك أطفالا... إنهم الأطفال المجندون في جيش الرب الأوغندي الذين أجبروا على اقتراف هذه الأعمال البشعة لسنوات طويلة. والآن بعد توقيع اتفاق بين الحكومة الأوغندية ومقاتلي جيش الرب بدأ هؤلاء الأطفال في الخروج من الأحراش.

رُصدت المجموعات الأولي من الذين تخلوا عن جيش الرب وغادرت الأحراش في عدد من المسارات التي تتجه من شمالي أوغندا إلي منطقتين في جنوب السودان، وفقا للهولندي نيكو بلوير الذي حضر مباحثات السلام في جنوب السودان ممثلا لمنظمة باكسا كريستي الذي يقول: "جهزت بعض المراكز لاستقبالهم وتوفير المأوى والغذاء والأدوية لهم حتى لا يهاجموا السكان المدنيين في المنطقة."

تواصل منظمات الإغاثة توفير مئات الأطنان من الحبوب والبقوليات، إضافة للأطباء والأدوية الصحية للعائدين من معسكرات جيش الرب الذين قضى بعضهم سنوات طويلة في الأحراش.

اختُطف معظمهم كأطفال خلال العقدين الماضيين وجندوا للقتال في جيش الرب الذي يقوده زعيم المتمردين المهووس جوزيف كوني. أجبر الأطفال على القتال في ظروف بالغة القسوة وارتكاب أعمال وحشية، علاوة على إجبارهم على العمل بالسخرة، واستخدامهم كحمالين للأسلحة والذخائر لمئات الكيلومترات.

كثيرون من الذين جندوا كأطفال أصبحوا الآن رجالا راشدين، ومن الصعب أن نخمن كم منهم سيتمكن من الخروج من الأدغال. تشير التقديرات إلي أن جيش الرب جند ما بين 15 إلي 30 ألف مقاتل، تمكن خمسة آلاف طفل ـ فقط ـ منهم من الهروب.
يعتقد نيكو بلوير أنه ليس من الواضح حتى الآن ماذا سيحدث للأطفال المجندين الخارجين من جش الرب:
" من الضروري بمكان أن ينزع سلاحهم فورا؛ لأن ذلك منصوص عليه في اتفاقية السلام، كما أن الحكومة الأوغندية تبحث إمكانية استيعابهم في الجيش الوطني الأوغندي أو إرسالهم للمدارس ومساعدتهم في الاندماج في المجتمع من جديد."

لكن العودة للاندماج الطبيعي في المجتمع أمر عسير جدا على الأطفال المجندين نتيجة للمعاناة النفسية والجسدية المريرة التي تعرضوا لها، إضافة للعلاج الجسدي يحتاج غالبيتهم العظمي علاجا نفسيا لا تتوفر له الموارد حاليا.

يعرب فاوت فيسر من منظمة "أطفال الحرب" عن أسفه؛ لأنه لن يكن هنالك علاج نفسي فردي لكل الخارجين من أتون حرب الأحراش ويضيف: "ليس هنالك أي منظمة دولية يمكنها أن ترسل خمسين طبيبا نفسيا لأوغندا، سنساعد الأطفال المحاربين على العودة إلي الحياة الطبيعية بالغناء والموسيقى والرسم الجماعي."

سيبدأ البحث عن عائلاتهم بعد تهيئتهم للعودة للحياة السلمية العادية، حسب ممثل منظمة اليونسيف في أوغندا الذي يوضح قائلا :
" يكتشف العديد من الأطفال الذين ينجحون في العودة إلي قراهم أن أهلهم قد هربوا من تلك القرى خوفا من العنف المستشري، ويجد العديد من هؤلاء الأطفال أنفسهم في معسكرات الأطفال المتشردين."

يضاف إلي ذلك : أن الكثيرين من سكان القرى لا يرحبون بهؤلاء الأطفال العائدين من الحرب والذين سببوا كل ذلك الشقاء والتعاسة، ويرفض القرويون بشكل خاص قبول الفتيات اللواتي أجبرن على معاشرة قادة جيش الرب جنسيا كمحظيات، يقول شولهو هيون من اليونيسيف:
" إنهن يعدن دائما حاملات أو مصحوبات بأطفال يعتبرهم المجتمع المحلي أبناء زن،ا ويمارس التمييز ضدهم وأمهاتهم."





ويشدد ممثل اليونسيف على ضرورة مراقبة الأطفال العائدين من القتال ومتابعتهم متابعة دقيقة؛ لأن هنالك احتمالا خطيرا وهو ألا يتمكن الكثير منهم من التأقلم مع الحياة اليومية العادية ويستهويهم التشرد في الطرقات، ويعملون على التماس العزاء والعون من بعضهم البعض؛ مما يقود إلي عودتهم لتشكيل عصابات خطرة، لكل ذلك يبقى قبولهم بواسطة المجتمع الأوغندي عاملا حاسما في تحديد مستقبلهم وفقا لقول فاوت فيسر.

تحاول منظمة "أطفال الحرب" التحدث إلي قادة وزعماء القرى حول ضرورة مساعدة الأطفال العائدين، وقبولهم في المجتمع وستستعين المنظمة بالأطباء الروحانيين المحليين لمساعدة هؤلاء الأطفال في مراحل المساعدة الأولي. سيؤدي الأطفال العائدون فور وصولهم لمعسكرات الاستقبال طقوسا روحية لدعم المصالحة والسلام في بلادهم، تشكل الخطوة الصغيرة الأولي لعودتهم لمجتمعهم.

تمثل رحلة العودة من الأدغال الخطوة الأولي في طريق شاق وطويل على جنود جيش الرب السابقين، لكنهم لم يضيعوا بعد كما يعتقد نيكو بولير "بالرغم من المصاعب والتعقيدات الكثيرة التي تحف بالأمر، فإنهم سيتمكنون بمرور الوقت من العودة للحياة الطبيعية."

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024