الأحد, 14-ديسمبر-2025 الساعة: 04:43 م - آخر تحديث: 03:53 م (53: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
من موسم الديمقراطية تصفُد الأقلام الأدبية



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


من موسم الديمقراطية تصفُد الأقلام الأدبية

الثلاثاء, 26-سبتمبر-2006
المؤتمرنت / باريس /عبد الغني الحاجبي* - فعلت الديمقراطية في اليمن ما لم تفعله السياسة وجعلت الناس يولون للديمقراطية اهتماماً أكبر من أي شيء آخر. لقد استحوذت العملية الديمقراطية على عقول وقلوب الناس الكبار والصغار، الرجال والنساء، المثقفين وغيرهم. ومن يطَّلِع على المسار الثقافي في الساحة اليمنية في فترة الانتخابات سيكتشف إلى إي مدى أعطى هذا الشعب أولوياته للعملية الديمقراطية وأهمل ما دونها. وهذا إن دل إنما يدل على تطلعه إلى مستقبل أفضل قبل كل شيء.

إن المتتبع للحراك الثقافي والسياسي في اليمن سيلاحظ تغير كبير قد طفا على الحياة الثقافية في هذا البلد في الفترة الأخيرة وهي فترة الحملات الانتخابية. فالكتابات السياسية والثقافية والأدبية والفنية يشكلان الأربعة الأعمدة التي ترتكز عليها أغلب الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية. في الفترة إلى ما قبل بداية حمى الحملات الانتخابية كان القارئ يتمتع بحرية ثقافية واسعة تمكنه من قراءة الأبواب التي يرغب فيها سواءً كان ذلك في الصحف أو في مواقع الانترنيت. لكن ما أن بدأت الحملات الانتخابية حتى أصبحت حرية القراءة تتقلص لتحصر القارئ على المقالات السياسية التي غطت على معظم صفحات الصحف والصفحات الرئيسية على الانترنيت. ما من شك بأن ذلك التوجه ليس فقط توجه الصحف وحدها لتحصر دورها في الأخبار السياسية والمقالات الداعمة لهذا المرشح أو ذاك أو المدافعة عنه أو مقالات المساجلات بين مناصري الأحزاب بل المثقفين هم أنفسهم من اختاروا هذا التوجه. وهذا يدل على اهتماماتهم السياسية قبل الثقافية وعلى الأقل في هذه الفترة من الزمن التي غابت فيها لمدة شهر تقريباً تلك المقالات الأدبية والثقافية والفنية ومقالات الرأي إلا ما ندر منها. وكأن الحياة الأدبية والثقافية أمام السياسة قد توقفت وأغلقت أبوابها لفترة من الزمن. وهذا يبرز مسئولية الطبقة المثقفة في التعبير عن هموم الشعب اليمني وتطلعاته إلى الحرية والديمقراطية والتنمية والتقدم.

لا تقتصر هذه الظاهرة على صحيفة معينة أو موقع بحد ذاته بل معظم الصحف منها الرسمية والحزبية والأهلية ومواقع الانترنت التي تحولت أقلام كتابها في هذه الفترة إلى جنود لمرشحي الرئاسة والمحليات. وإن تباينت آراءهم بين مؤيدين ومعارضين لهذا المرشح أو ذاك إلا أنهم قد أجمعوا بقلب واحد وصوت واحد تأييدهم الكامل للمسيرة الديمقراطية وأثروها بالمداخلات والمقالات والنقد الذي عمل على ترسيخ الديمقراطية في عقول اليمنيين الصغير منهم والكبير. لكن الصفحات أو الأبواب الثقافية والأدبية اختفت مضمونها وتضامنت مع الحدث الرئيسي دون استئذان من القراء والمهتمين. حتى أن القراء قد أعطوا لاهتماماتهم الأدبية والثقافية إجازة مفتوحة إلى ما بعد الموسم الانتخابي، وكأن ميولهم الأدبي عاش نهاراً رمضانياً طويلاً فرضته عليه الديمقراطية التي أعطوها الأولوية القصوى. لم يرد خلال الحملات الانتخابية اليمنية نشر قصيدة شعر أو قصة قصيرة أو مقال نقد أدبي أو فعاليات ثقافية وكأن الأقلام الأدبية قد صفدت كما تصفد الشياطين في رمضان، وهذا كله من أجل الديمقراطية.
Abdulghani Alhajibi

* الحاجبي أستاذ في جامعة صنعاء ومبتعث للدراسات العليا - فرنسا
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025