الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 05:38 ص - آخر تحديث: 11:23 م (23: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
مدرسة الشعب ومنهل الحكمة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


مدرسة الشعب ومنهل الحكمة

السبت, 21-أكتوبر-2006
بقلم/ محمد حسين العيدروس - بعمق توغل اليمن في التاريخ هي التجارب التي تراكمت في ثقافة وتراث شعبنا اليمني لذلك كانت اليمن على مدار التاريخ هي منهل لكل الحضارات الإنسانية، لكن في تاريخنا الحديث الذي مازال عائقاً في ذاكرة البعض كتب شعبنا دروساً عظيمة للبشرية في الإرادة الصلبة التي تصنع الحياة الكريمة.

فرغم الحقب المريرة التي عاشها أبناء شعبنا في كنف الإمامة تارة، والاستعمار تارة أخرى كانت طموحه في التغيير والتحول أكبر وأشد من كل ظروفه الصعبة لذلك كانت الثورة نبضاً حياً في ضميره، وقراراً مصيرياً ارتبط بخيارات البقاء والتضحية والفداء.. فكان أن فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وهو لا يملك من الإمكانيات المادية للثورة غير إرادته، واستعداده للتضحية، والآمال الكبيرة التي يحملها لمستقبل الأجيال؛ لذلك انتصرن وبعد أن كان الثوار يلوذون إلى عدن وغيرها، من مناطق الشطر الجنوبي التي كانت تحت سيطرة الاحتلال انتقلت الأدوار إلى صنعاء ومدن الشطر الشمالي الأخرى لتصبح هي القاعدة للثوار الذين يقارعون الاستعمار.

ومن خلال هذا التناغم الجميل في تنسيق الانطلاقات الثورية نجح أبناء شعبنا في تفجير ثورتهم المباركة بردفان في الرابع عشر من أكتوبر 1963م فكان انتصار ثورتهم على الانجليز هو الباعث لمواصلة المسيرة النضالية، والكفاح ضد الاستعمار بغير قلق من النتائج المرتقبة رغم أنهم يواجهون جيش بإمكانيات إمبراطورية كبيرة كبريطانيا فيما كانت إمكانية الثوار بسيطة ولا تتعدى السلاح الآلي، لكن صمودهم، وتفانيهم وتضحياتهم، وإرادتهم الصلبة كانت كفيلة بإلحاق الهزيمة بالمستعمر وإجباره على الرحيل من اليمن (30) نوفمبر 1967م.

وعندما نستذكر تلك الأيام الخالدة نقف مبهورين أمام الوعي الذي ترجمه شعبنا برهانه على واحدية النضال كأسلوب وحيد لضمان النصر سواءً على النظام الملكي أو الاحتلال البريطاني – فقد أنطلق شعبنا في ذلك من إيمانه بواحدية الوجود، والوطن، والمصير، ومن وثوقه بأهمية حشد الصفوف جميعها في خندق واحد بمواجهة الإمامة في صنعاء تحرير الإرادة الوطنية. ثم الانتقال إلى الجبهة الثانية بمواجهة الإنجليز – وهو تسلسل منطقي من حيث الأولويات في ضوء خصوصيات الظرف اليمني آنذاك.

وفي الحقيقة أن شعبنا لم يكن ينتظر أن تتغير الأوضاع الوطنية، وتتحقق أهداف الثورة في غضون أيام أو أشهر، لأنه كان يعرف مدى ثقل التركة الإمامية التي خلفها عهد التخلف والجوع والمرض والظلم، لذلك لم تظهر في أوساط قوه الوطنية أصوات شاذة تزجه في صدامات وفتن – على غرار ما تتعرض له بعض الثورات – ولعل هذا الإدراك بمراحل التحول والتطور التي يجب عدم القفز عليها هو من قاد اليمن إلى الحال التي هي عليه اليوم من ديمقراطية، ونهضة تنموية، وسيادة وطنية آمنة ومستقرة تمثل في مجملها فحوى الأهداف الستة التي وضعها ثوار سبتمبر عام 1962م وأسترخصوا الروح لأجلها.

ورغم أن اليمن تنعم بالوحدة، والديمقراطية، والأمن، والاستقرار، والتنمية التي كان البعض يتصورها حلماً يصعب تحقيقه لكن القيادة السياسية اليمنية اليوم لا تقف عند حدود ما تحقق وتعتبر نفسها قد أنجزت كل الأهداف التي رسمتها الجماهير، بل أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مازال مؤمناً بأن مسيرة نضال الثورة يجب تستمر ويجب أن يواصل المخلصون التضحيات في سبيل الوطن من أجل ترسيخ الوحدة بمزيد من التلاحم الجماهيري، وبمزيد من الإنجازات والبناء المؤسسي الحديث للدولة باعتبار ذلك كله هو الضمانات التي تحمي الوحدة اليمنية، وتصونها من التصدع.

والأخ الرئيس مؤمن أيضاً أن ترسيخ الوحدة اليمنية لن يقتصر على النهضة التنموية في الجانب الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي، وما شابه، بل إن الهدف الرابع من أهداف الثورة الذي يدعو لتحقيق الديمقراطية يجب أن يكون المظلة الحقيقية للعمل الوطني لمختلف القوى السياسية اليمنية، لأن الديمقراطية تمثل سلوك حضاري سلمي لتداول السلطة، وإرساء ثقافة الحوار، وتعزيز الحريات والحقوق الإنسانية للمواطن، وبالتالي فإنها الطريق الشرعي الوحيد لأي قوة تسعى لحكم اليمن.

وهو ما يقطع الأمل في خيارات العنف، والسلاح، والانقلابات الدموية فإنه ليس من حق أي قوة أن تفرض نفسها على الشعب بدبابة أو مدفع، أو طائرة حربية، بل إن إرادة الشعب الحرة هي التي تختارا لشخص أو القوة التي تثق بإخلاصها، وبوفائها للجماهير، وبقدرتها على البذل والعطاء للوطن والمواطن.

وهكذا فإن كل محطة انتخابية تتوقف عندها اليمن هي بمثابة لبنة جديدة لترسيخ متانة البناء الوحدوي للدولة، ولترسيخ السيادة الوطنية، والاستقرار، وبما يجعل من اليمن بلداً يحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي – كما هو الحال الذي آلت إليه اليمن اليوم وأصبح العالم بأسره يقف مذهولاً أمام الطريقة التي يتطور بها هذا البلد، ويكبر حتى أصبح قدوة منطقة الشرق الأوسط في وعيه بالممارسة الديمقراطية، وباحتياجاته للتغلب على كل التحديات التي تواجهه، والتي في مقدمتها شحة الموارد الطبيعية، والكثافة السكانية، والفقر، وهذا كله لم يكن ممكناً لو لا حكمة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي قاد هذه المسيرة الرائدة بكل اقتدار ليؤكد للعالم أجمع أن الحكمة يمانية فعلاً، وأن على الآخرين أن يتعلموا من اليمنيين كيف يصنعوا التاريخ بالإرادة الحرة، والعزيمة، والتفاؤل بالغد والثقة بقدرات الشعب الجبارة..!

فكل عام وأنتم بخير، والوطن ينتقل خطوة أخرى واثقة إلى الأمام بمزيد من الإنجازات، والمشاريع التنموية، والمكاسب الحقيقية التي يعيشها المواطن اليمني على أرض الواقع، وليس في الشعارات الحزبية واللافتات، والبيانات والتصريحات الحزبية.

كل عام وأنتم بخير – وشعبنا يمارس المزيد من الحريات، ويتمتع بالمزيد من الحقوق الديمقراطية، ويمارس المزيد من التجارب الانتخابية التي يصنع من خلالها قراراته الحازمة لضمان مستقبل أجياله، وإيلاء الثقة للشرفاء والمخلصين ممن يستحقون تمثيل شعبهم بأمانة ونزاهة على مختلف المستويات، ويمنع ثقته عن كل الطامعين به وبخيرات بلده من أجل أن يزدادوا ثراءً ويزداد الشعب فقراً.

كل عام وأنتم بخير – وقد صار العالم يتحدث عن وعيكم، وتلاحمكم، والتفافكم النبيل حول قيادتكم الحكيمة الشجاعة لتترسخ الوحدة الوطنية اليمنية، وتتضافر الجهود الشريفة معاً في مواجهة الفساد، وفي تنفيذ الإصلاحات، وفي إعلاء أسم اليمن واليمنيين بكل فخر واعتزاز كصناع لتاريخ الأمة المشرق بإذن الله تعالى.. وكل عام وقائد مسيرة اليمن الحديث الرئيس علي عبدالله صالح بألف خير.. ولتنعم اليمن بالأعياد بفضل من الله تعالى يعزها به أبد الدهر.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024