ايلاف - ناشد الشيخ حارث الضاري الحكومات العربية سحب اعترافها بالحكومة العراقية ووصفها بحكومة الشر. وحمّل الضاري في مؤتمر صحافي عقده هذا اليوم في العاصمة المصرية القاهرة التي يزورها منذ ايام الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، مسؤولية تردي الأوضاع الامنية في العراق بمعونة قوات الاحتلال. واضاف الضاري ان الحكومة العراقية تستعين وتعين الميليشيات لتقتل المعارضين لها. وقال ان" الاحتلال والقوى المتحالفة معه تريد تصعيد الفتنة وإشعال حرب أهلية من اجل تقسيم العراق". واتهم حكومة المالكي بالعمل على اثارة الطائفية وتهميش بقية مكونات الشعب العراقي. وحذر الضاري الدول العربية ومن وصفها بالدول الصديقة التي دعمت العملية السياسية العراقية ان لم تسحب اعترافها بالحكومة العراقية فإن الشعب العراقي سوف يحاسبها. وان الفتنة سوف تعم الجميع.

وحول مطالبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في خطبة الجمعة له في الكوفة يوم امس بأن يصدر الضاري فتوى لتحريم قتل الشيعة باعتبارهم مسلمين وأن يحرم الانضمام إلى تنظيم القاعدة الذي يكفر الشيعة كشرط لإدانة الصدر مذكرة استدعاء الضاري التي أصدرتها الحكومة العراقية مؤخرا على خلفية اتهامات له بالتحريض على العنف والتورط بدعم مسلحين ضد الحكومة العراقية وإشادته بتنظيم القاعدة في العراق في مقابلة تلفزيونية الاسبوع الماضي، قال الضاري إن تلك المذكرة لاتعني له شيئا وانه يعتبرها من الله له وإن من استنكر إصدارها مشكور ومن امتنع معذور. واضاف ان هيئة علماء المسلمين التي يتزعمها أصدرت وتصدر بيانات تدين أي اعتداء على الابرياء العراقيين واشار الى مؤتمر القاهرة في العام الماضي الذي ضم جميع القوى العراقية وعقد برعاية جامعة الدول العريبة وتم الاتفاق في بيانه الختامي على تحريم الدم العراقي كما الامر ذاته في وثيقة مكة قبل نحو شهر. وقال اننا نطلب من الغير ما يطلبونه منا.

وحول زيارته إلى القاهرة وان كان التقى مسؤولين مصريين قال الضاري انه التقى مسؤولا مصريًا تباحث معه سبل الخروج من الفتنة في العراق.

لكن دبلوماسيًا عربيًا يقيم في القاهرة رجح أن تكون زيارة الضاري التي لم تبرزها وسائل الإعلام المحلية جزءا من جهود تبذلها القاهرة لضمان عدم ملاحقته اذا عاد الى العراق، وأضاف قائلاً "يبدو أن مصر دعت الضاري إلى زيارتها في محاولة لوقف التصعيد الاعلامي بين السنة والشيعة العراقيين حول أمر اعتقاله تمهيدا لإيجاد حل لهذه الإشكالية"، وأشار إلى أن مسؤولين مصريين طلبوا من الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، تجنب توجيه الانتقادات بالاسم، سواء للرئيس العراقي جلال طالباني أو رئيس الوزراء نوري المالكي، وأن يكون التعبير عن رأيه في صيغ عامة.

وقال مصدر مصري إن الضاري طلب من مصر أن تلعب دورا بالاشتراك مع السعودية ودول عربية أخرى، من أجل حماية السنة في العراق مما يتعرضون له مما وصفه بأعمال القتل والتهجير على أيدي جماعات شيعية"، على حد تعبيره.

وأعلن السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية ومندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع للجنة العراق المنبثقة من الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم 5 كانون الول / ديسمبر المقبل .
وقال خلاف - في تصريحات للصحافيين اليوم السبت عقب اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين في دورته غير العادية المستأنفة - إنه ستكون هناك مطالبة عربية لكل الفصائل والأطياف العربية بضرورة العمل على وقف نزيف الدماء في العراق .

وتطرق الضاري الى الشكوى التي رفعها رئيس مجلس إنقاذ الانبار عبد الستار ابو ريشة ضد الضاري وكان تقدم بها الاسبوع الماضي قائلا (اذا لم تستح فافعل ما شئت) واضاف ان عشائر الانبار تقف معه. وكان الضاري وصف قادة مجلس انقاذ الانبار الذي يحارب تنظيم القاعدة في العراق والمتحالفين معه في محافظة الانبار غربا بانهم قطاع طرق ورد عليه رئيس المجلس الاسبوع الماضي خلال مؤتمر صحافي واصفا الضاري بحفيد قطاع الطرق. في اشارة منه الى الاتفاق الذي كان بين الشيخ ضاري والمندوب السامي البريطاني في العراق ابان الاحتلال البريطاني مطلع القرن الماضي الذي كان يحمي بموجبه الشيخ ضاري الطريق الصحرواي الذي تمر به القوافل البريطانية من الهجمات والتسليب. وحين قطع البريطانيون الاجور التي كانوا يسددونها للشيخ ضاري هوجم مقر القوات اليرطانية من قبل عشيرة الشيخ ضاري عام 1920. وحدثت اعمال مسلحة وقتئذ اطلق عليها عراقيا ثورة العشرين.