الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:28 م - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
حقائق مغيبة تتكشف بسرعة مهولة .....حسن الصحاف



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


حقائق مغيبة تتكشف بسرعة مهولة .....حسن الصحاف

الجمعة, 15-ديسمبر-2006
بقلم: حسن الصحاف - «كنا بلداً عظيماً محبوباً عندما كنا جمهورية. منذ أن تحولنا إلى إمبراطورية، يكاد يندر وجود من يحبنا، وفي الواقع، فإن كثيراً من الشعوب تكرهنا في العالم. ما لم نجد طريقة للعودة إلى جذورنا الجمهورية، فإننا سوف نسير في طريق جميع الإمبراطوريات، نقوم بتجميع الأعداء وفي الوقت نفسه نسبب إفلاس أنفسنا في محاولة فاشلة لهزيمة هؤلاء الأعداء.«*

بالأمس القريب (أعني خلال هذا الأسبوع) شاهدت ثلاثة أفلام غربية أمريكية تحديداً تكشف عن حقائق مغيبة بسرعة عجيبة ومهولة، الفيلم الأول هو لمعارك طاحنة تخوضها القوات الأمريكية في «الأنبار« العراق، حيث مئات الضحايا من الجانبين تتساقط بشكل عشوائي فقد أحصيت وحدي ما قدره مائتا جندي أمريكي بين قتيل وجريح ينتشلهم رجال مدججون بالسلاح وهم مرعوبون يتلفظون بألفاظ غير مصرح لي بإعادة لفظها ها هنا لخجلي من معانيها ومن نبراتها. أما الأفراد المصابون والجثث التي هي للعراقيين الذين لهم دخل في هذه الحرب الدائرة والذين لا دخل لهم البتة فحدث ولا حرج، فالمصابون لا يسعفهم أحد وتظل الدماء تنزف من أجسادهم حتى يقوى المصاب نفسه ويمزق ما ستر به عورته من خرق بالية ويلف جرحه راجياً أن يقف نزيف الدم هذا إذا لم تكن بعض أوصاله قد طارت إلى غير رجعة، أما جثث القتلى فإنها تبقى في العراء لا ينتشلها أحد والدماء تسيل في بعض منها تماماً كما تسيل دماء الثيران والبقر في مجازر الجزارين وباعة اللحوم العربية الطازجة أما تلك التي تجمد الدم عليها فإن جيش الذباب يغطي الظاهر منها ويخفيه ليصبح بقعة سوداء. مناظر مؤذية وهي بالطبع ليست إنسانية. جميع هذه المشاهد التي رأيتها حية ولا علم لي من كان يصور هذه المشاهد الفظيعة وأجزم بأنها صادرة عن إعلام الجيش الأمريكي قد بثتها بعض تلفازات العالم التي لا تخفي الحقائق على قسوتها. لا أعلم إلى متى ستبقى تلك المؤسسات الإعلامية في أمريكا دافنة رأسها بالتراب تماماً كما النعامة تبث عبر شاشاتها إلى الأمريكان صورا غير صور الحقيقة المرة. القتل في كل زاوية وكل ركن. الفيلم الثاني هو لمجموعة من المطربين اليهود من أصل «يمني« يتغنون حباً وعشقاً في اليمن وبأيامهم الخوالي قبل أن يغرر بهم ويضحك على عقولهم وعلى عقول ابائهم بأن الصهاينة قد أعدوا لهم دولة تحميهم وتمدهم بالمن والسلوى خيراً من بلادهم الأصلية التي رعتهم عبر آلاف السنين، هم يذكرون في أغانيهم: «بلادي سعيدة« و«الحبيبة« و«الجميلة« ويتحدثون العربية أحسن مني بكثير، ليس المغنون وحدهم الهائمون عشقاً في بلادهم الأصلية بل جميع الحضور فتراهم منتشين أيما نشوة كلما ذكرت «صنعاء« أو «اليمن« أو بيوتها، أحسست في هذا الفيلم بأنهم يشتاقون للعودة إلى ديارهم وانهم قد ملوا من أكذوبة الدولة المصطنعة الدولة العنصرية بجميع المقاييس فإذا كانت تلك نياتهم وهي نيات صادقة فلنرحب بالأبناء الذين ضلوا الطريق ولنفتح لهم أذرعنا وليعلم جميعهم بأن قرآننا الكريم يشدد على أن «لا إكراه في الدين«. افتحوا أذرعكم لهم وليمتثل جميعهم لقانون الوطن وليعمل جميعهم للوطن بإخلاص. ولنهزم تلك الدولة المدللة شر هزيمة بقبولنا بعودة تلك الثلة من المغرر بهم والضالين. لنهزم شياطين الفكر شر هزيمة. بالأمس يوم غرر بهؤلاء الناس كانت الحقائق من الأشياء التي يمكن بكل سهولة طمسها أما اليوم فليعلم الجميع ان الحقائق لا يمكن طمسها وهذه الجماعات اليهودية هي إحدى الحقائق التي لا يمكن لأي دولة عنصرية كانت أن تخفيها فما بالك بدولة عفى عليها الزمان؟ الفيلم الثالث هو لمحاضرة مجزأة إلى ثلاثة أفلام لأحد الاقتصاديين الأمريكان صاحب كتاب: اعترافات رجل مافيا اقتصادي أو اعترافات سفاح اقتصادي أو اعترافات محترف اقتصادي وهو كتاب يعد أكبر فضيحة يمكن أن تصيب نظام الحكم الأمريكي. المؤلف جون بيركينزصحا ضميره فجأة بعد أن كان: وريث أولئك المتاجرين في الرقيق الذين كانوا يتوغلون في أدغال افريقيا ويجرون النساء والرجال إلى السفن الراسية في الانتظار وكان أسلوبي (يقول جون بيركينز) أكثر حداثة وأشد مكرا، فلم اضطر أبدا إلى رؤية الناس وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة أو شم رائحة اللحم البشري المتعفن أو سماع صرخات العذاب. في هذه الافلام الثلاثة أشياء كثيرة لا يمكننا أن نذكر ما جاء في حق أشخاص أحياء من ملوك ورؤساء عرب أما فيما قيل في أشخاص أزيحوا من السلطة بقوة السلاح أو أعدموا بعد انقلاب دموي فإننا سوف نذكرهم هنا. ما يجدر ذكره هنا هو دور رجل مافيا الاقتصاد الذي يأتي على هذا الشكل: باختصار شديد، يتم أداء اللعبة على الشكل التالي: أشخاص مثل بيركينز يعملون لدى مؤسسة استشارية، وعملهم هو تقديم إغراءات لرئيس دولة أجنبية، حتى يقع في فخ الديون العميقة. وهم يفعلون هذا بالمبالغة الكبيرة في حجم الفوائد الاقتصادية على المشاريع الكبيرة مثل السدود وأنظمة الكهرباء، الفوائد تأتي على شكلين، البلد الأجنبي يستأجر متعاقدين أمريكيين لبناء الأنظمة، وهم يحققون أرباحاً ضخمة. بعد ذلك، بعد أن يغرق في الديون، سيفعل رئيس الدولة الأجنبية كل ما تطلبه منه الولايات المتحدة. وإذا ظن أنه مستقل أو نزيه لدرجة لا يقبل معها الرشى، فستتم إزاحته عن السلطة، إما عن طريق انقلاب وإما حادث. موضوعنا ليس كتاب الرجل فالكتاب يتمحور حول خطط أمريكا للاستيلاء على العالم والأفلام الثلاثة تقدم حلولاً جذرية كي لا يتحقق حلم الإمبراطورية بالاستيلاء على العالم وحدها أو بمساعدة من ركب ركبها المصاب حتى النخاع بالتضخم المبني على الأوهام وعلى أفكار المحافظين الجدد الذين على ما يبدو لم يعد في مقدورهم إمساك أو إيقاف انهيار صرحهم المحصور في زاوية حادة قائمة على النتائج غير المؤسسة على أسس بنيان واقعي لا سريالي منذ الحادي عشر. في بدء محاضرته يذكر الرجل بأن أمريكا «امبراطورية من غير امبراطور« وهي «امبراطورية« حقيقية «ليس لها من منافس« وتعتمد هذه الامبراطورية كلية على «الاقتصاد« وفلسفتها الاقتصادية «لا يستفيد منها الفقراء« وحراكها «النفط« قروض إلى الدول مشاريع تنفذها الشركات الأمريكية الكبيرة وعلى هذا الأساس تبقى الدول مديونة وغير قادرة على الدفع وهنا تضغط أمريكا على هذه الدول وتجبرها على بيع النفط لها بالسعر الذي تريد. في حال إذا ما رفضت هذه الدول يأتي دور الذئاب لتهدد رؤساء الدول الذين عرض عليهم الملايين أو طلقة المسدس الذي كتب عليه اسمه لتهدد بالمسدس وإذا ما فشلت الذئاب في إعادة الرؤساء إلى سابق عهدهم يتدخل الجيش ليسقطهم ويحل محلهم رؤساء جددا يلتزمون بتعهدات أهمها بيع النفط بالدولار ومنح الشركات الأمريكية الكبرى جل المشاريع الاقتصادية. يذكر المحاضر ان جميع رؤساء الدول النفطية وقعوا ضمن هذه الفلسفة عدا صدام حسين الذي هو ابنهم المدلل ورجلهم الذي أسقط الزعيم عبدالكريم قاسم فقط لأنه قال أو أتى بفكرة مفادها: إن النفط العراقي للعراقيين، يقول «لقد بنينا امبراطورية صدام، بعناه كل شيء، صدام حسين رفض أن يخضع لنا، لو قبل لكان قد بقي حتى يومنا هذا. لقد بعثنا له الذئاب ولكنهم أخفقوا. لقد عرف كيف يحمي نفسه. إن القناصة لم يجرؤوا على قتله لكون بدلائه كثرا ولو قتل أحد القناصة بديلا لصدام لذهبت حياته وحياة عائلته كلها ثمناً لمحاولته الفاشلة تلك. ولكونهم قد فشلوا حينها بعثنا له جيشنا«. يقول المحاضر نحن الآن قد وصلنا إلى الحقيقة العظيمة القائلة: «إننا كبشر نعيش على حبة رمل لا غير. ونعرف أننا عرضة لأن نجرح ونعرف أن أكبر الجيوش قوة يمكن أن تركع لمن يحمل قنبلة تقتل قتلا عشوائياً ونعرف اننا نحن خلقنا عالماً من الفقراء والخائفين. هناك أربعة وعشرون ألفاً من البشر يموتون من الجوع كل يوم ويجب علينا ألا نترك هذا ليحدث غير اننا نستطيع تغيير ذلك«. في الجزء الثاني، المحاضرة تدور حول أمريكا الجنوبية أكثر الناس تنظيماً للمسيرات التي بها ما يقارب ثلاثمائة مليون إنسان سبع دول منها أوصلوا سبعة رؤساء إلى السلطة بخطاب ضد المؤسسات الاقتصادية الكبيرة. المحاضر في الجزء الثالث يأتي بحلول لحل هذه المعضلة التي تواجهها الإمبراطورية في البدء ومن ثم بحلول للمشاكل التي تواجه العالم، فهو في شأن الامبراطورية يقول يجب أن نقف خلف مبادئنا لكونها هي وهي وحدها التي تجعل أمريكا عظيمة ونعرف كأمريكان أننا نمتلك الأدوات لجعل العالم أكثر أمناً وأكثر حباً. يقول نحن كأمريكان نعادل خمسة في المائة من سكان العالم ولكننا نستهلك خمسة وعشرين في المائة من مواده الخام ونرمي من المخلفات ما مقداره ثلاثون في المائة. إن نظامنا بهذه الصورة هو نظام فاشل. ولكي نحمي هذه الامبراطورية لكي لا تنهار لكون التاريخ يعلمنا أن الامبراطوريات حين تفشل تنهار ومع انهيارها تخلق فراغا ومن الفراغ تحدث حروب كثيرة. وتخرج من تحت عباءاتها امبراطوريات جديدة. وقد تكون إمبراطوريات خطرة. فيذكر على سبيل المثال إنه لا يريد أن يرى ابنته مجبرة على لبس الحجاب أو الأكل بالعصي الصينية. المحاضر يطلب إلى الأمريكان أن يتعاونوا على تحويل هذه الامبراطورية إلى شيء آخر جديد كل الجدة ويدعو إلى «حماية ما بناه الأجداد لنا وجعلونا شعبا مميزا« وطريقته التي يراها المثلى لتحقيق ذلك تتمثل في مهاجمة القوى الأساسية للشركات الكبرى وعلى الشعب الأمريكي أن يواجه ليس فقط الامبراطور في البيت الأبيض ولكن أيضا الامبراطوريات في الشركات التي تتحكم في المال. ويدعو هذه الشركات إلى أن تكون مواطنين صالحين ويجب أن تذهب ثروتهم إلى مواطني الدول التي توفر المواد الخام، إلى العمال. ويدعو كل شركة لأن تكون ديمقراطية وشفافة لتحقيق ذلك. يختتم المحاضر أفلامه الثلاثة بهذه العبارة: ماذا عن العالم؟ هذا العالم اليوم هو قريتنا الصغيرة. وهذه القرية الصغيرة هي التي يجب علينا أن نحمي. في مقابلة أجراها معه «مايك بيفرز« يقول المحاضر إن مصير كل رؤساء العالم الذين يتعاونون مع رجال من أمثاله «مافيا الاقتصاد« ومع رجال من الشركات الكبرى هو مصير صدام حسين نفسه، سيختبئون في جحر صغير تماماً كالفئران، صدام حسين كَان دكتاتوراً وحشاً دمويا، لكن في حقيقة الأمر اننا دعمناه خلال الثمانينيات بكميات كبيرة من المال والتجهيزات والأسلحة ونحن ساعدنَاه ليَبْني مصانع كيميائية. هذه المصانع بنتها شركاتنا الصناعية الكبيرة، من ضمنها بكتل ويُمْكِنُ أَنْ تستَعمل لصنع الأسلحة الكيميائية. مع ذلك تركناه يبحث عن ملجأ ولم نوفر له الملجأ المناسب. ويا له من ملجأ لجأ إليه! ويا له من ملجأ هيأناه له في السجن. بقي أن أقول إن الكاتب يذكر في مقابلته تلك ان سبب عناد صدام حسين ليس وحده الذي جعل أمريكا تغزو العراق، فأمريكا تعرف انه عنيد ورأسه يابس، لكنه يذكر أسبابا أخرى منها ان كثيرا من أنظمة الحكم في المنطقة مهزوزة وضعيفة والنفط في خطر تماماً كما الدولار التي تشير الدراسات حوله إلى ان السعودية تتجه إلى استخدام اليورو بدلا منه في الاستثمار وفي بيع النفط للعالم وهذا قد يسرع في انهيار الامبراطورية وانهيار الشركات الكبرى.

* تشارلي ريس: كاتب أمريكي من مقال له بعنوان «اعترافات محترف« نشرته جريدة الوطن السعودية.

*الخليج الاماراتية
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024