المؤتمرنت - لا حديث هذه الأيام بين سكان محافظتي سوهاج في أقصى صعيد مصر والمنوفية في قلب الدلتا يطغى على حديث الطائرات.

ففي سوهاج تعرضت طائرة جمال مبارك نجل الرئيس مبارك ورئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم لحادث عارض صباح الخميس 22-2-2007 أدى إلى عودة طائرته بعد إقلاعها بدقائق لإصلاحها، وقبلها بأيام في المنوفية تعرضت مروحية "إسعاف طائر" لاصطدام مفاجئ بشجرة أثناء إقلاعها قبيل انتهاء زيارة الرئيس لمدينة شبين الكوم بالمنوفية لافتتاح أسبوع شباب الجامعات.
وإذا كانت بعض تعليقات الأهالي البسطاء في كلتا المحافظتين تقول: إن الطائرات أصبحت "نذير شؤم" على كبار مسئولي الدولة، فإنه لم يصدر أي تعليق رسمي على هاتين الحادثتين، مما ساعد على تنامي موجة من الشائعات تتحدث عن تعرض الرئيس ونجله لمحاولتي اغتيال.

مصادر صحفية سألت أحد مسئولي الحزب الوطني الحاكم عن الأمر فنفى بشكل قاطع ارتباط الحادثتين بأي محاولة أو حتى مخطط للاغتيال.

وأكدت مصادر أمنية في محافظة سوهاج أن حادث طائرة جمال مبارك كان "عابرًا"، حيث انفجر إطار الطائرة الخاصة التي أقلته مع وفد ضم عددًا من الوزراء ورجال البنوك والأعمال.

وسمع قائد الطائرة والركاب صوت انفجار مفاجئ بعد دقائق من إقلاع الطائرة، مما أحدث نوعًا من الارتباك والقلق لدى الوفد المرافق لنجل الرئيس، وبعد ثوانٍ تمكن قائد الطائرة من السيطرة عليها والتعرف على العطل، فعاد مرة أخرى إلى مطار القاهرة، وتم إصلاح الإطار، ثم استأنف الرحلة مرة أخرى إلى مطار أسيوط، ومنها إلى سوهاج المجاورة بالسيارات.

صحيفة "صوت الأمة" ذكرت في عددها الأسبوعي الأخير أن انفجار إطار الطائرة قبل ارتفاعها في الجو "كاد يتحول إلى كارثة بعد اختلال التوازن".

حادث آخر وشائعات

على صعيد مقابل، فإن حادثًا ثانيًا تعرضت له مروحية الإسعاف الطائر التي رافقت الرئيس مبارك في زيارته لمحافظة المنوفية يوم 10-2-2007 رافقته شائعات كبيرة عن ارتباطه بمحاولة اغتيال أو بمخطط لاغتيال الرئيس.

وفي الوقت الذي لم يصدر أي تعليق رسمي على الواقعة، شهدت الأيام الماضية إشاعات متنامية ذهب بعضها للتأكيد على أن الطائرة أُسقطت "بصاروخ" ظنًّا ممن أطلقوه أنها كانت تقل الرئيس مبارك، بحسب ما يتداوله نشطاء مجموعة "المصريون" البريدية الإلكترونية.

وفي وقت سابق، أكد شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" رؤيتهم مروحية تهوي بسرعة، عقب اصطدامها بشجرة -بسبب سوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم وتدني مستوى الرؤية- على منطقة زراعية في محافظة المنوفية، مما أدى لإصابة عدد من طاقمها ووفاة واحد منهم على الأقل.

ورافق هذا الحادث حالة استنفار أمني شديدة في محافظة المنوفية أدت لشل حركة المرور تقريبًا لعدة ساعات طوال فترة زيارة الرئيس.

وذكرت عدة صحف ومنتديات إلكترونية مصرية أن الحادث تسبب في إرباك برنامج زيارة الرئيس للمنوفية، وأدى لعدم نقل وقائع لقاء كان معدًّا مع شباب الجامعات في مدينة شبين الكوم بالمحافظة على الهواء بالتلفزيون الرسمي، كما تسبب في تغيير خط سير رحلة عودة الرئيس للقاهرة والتي زار خلالها بشكل مفاجئ مدرسة "المساعي المشكورة" التي سبق وتلقى فيها تعليمه الابتدائي، فوجدها مغلقة للترميم.

عزز هذا الارتباك في الزيارة من تنامي الشائعات عن محاولة اغتيال الرئيس في محافظة المنوفية، غير أن مصدرًا مسئولاً بالحزب الحاكم، رفض ذكر اسمه، أوضح في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" "أن ما تردد مؤخرًا من تلميحات في بعض وسائل الإعلام تقول إنه كان هناك مخطط لاغتيال الرئيس خلال زيارته الأخيرة لمحافظة المنوفية لا يوجد أي أساس لها من الصحة".

وفي تصريح أبدى عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة "الكرامة" المعارضة التي رصدت حادثة المنوفية اندهاشه لعدم صدور أي تعليق رسمي على الواقعة.

وقال: "توقعنا بعد نشر تقرير عن سقوط الطائرة في المنوفية أن يرد إلينا تعليق رسمي من أي جهة رسمية، لكن لم يحدث ذلك حتى الآن".