الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:49 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
حرب الجواسيس.. الصراع الخفي بين مصر واسرائيل



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


حرب الجواسيس.. الصراع الخفي بين مصر واسرائيل

الجمعة, 20-أبريل-2007
محيط ـ نرمين صبري -








    مهندس في فخ الموساد

   يبدو أن عام 2007 سينال بامتياز لقب العام الاسوء لفضائح التجسس الإسرائيلي على مصر ، فللمرة الثانية منذ مطلع السنة، أعلنت السلطات المصرية يوم الثلاثاء 17-3-2007 القبض على شبكة تجسس تعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ويتزعمها مهندس مصري يعمل في هيئة الطاقة الذرية يدعى محمد سيد صابر بالاشتراك مع اثنين من الاجانب هما الإيرلندي براين بيتر والياباني شيرو أيزو، وكانت تستهدف جمع معلومات عن مشاريع الطاقة الذرية ومنشآتها.

   فقد أعلن المستشار هشام بدوري المحامي الأول لنيابة امن الدولة المصرية ان محمد سيد صابر علي ،35 عاما، استولى على معلومات من هيئة الطاقة الذرية في مدينة أنشاص شمال شرقي القاهرة لتقديمها لشريكيه الاجنبيين مقابل الاف الدولارات .

   ونقلت جريدة "الأهرام " المصرية في عددها الصادر يوم 18-4-2007 عن المتهم صابر اعترافاته أمام النيابة بأنه في عام 1999 تقدم بطلب هجرة إلى اسرائيل بسبب خلاف في مجال عمله ، ثم سافر للعمل بأحد المعاهد التعليمية بالمملكة العربية السعودية ، ثم عاد لعمله في هيئة الطاقة الذرية وحصل على أجازة بعدها وعاد إلى السعودية .

   وكان سيرة المهندس الذاتية التي وضعها على شبكة الانترنت والمتضمنة خبراته الفنية عام 2005 الفخ الذي استطاعت الدولة العبرية ان تصيده من خلالها ، حيث قال المتهم :" في شهر ديسمبر من عام‏2005‏ تلقيت اتصالا هاتفيا من الايرلندي براين بيتر‏,‏ الذي تحدث إلي بصفته مسئولا بإحدي الشركات متعددة الجنسية العاملة في مجال بحوث الفضاء وعلوم البرمجيات ، وأن المختصين بشركته طالعوا سيرتي الذاتية وأبدوا قبولهم لمنحي فرصة استكمال دراستي العليا وتوفير عمل لائق بخبراتي الفنية‏".

   واضاف صابر أن الايرلندي براين بيتر طلب مقابلته في اليابان‏,‏ غير أنه وإزاء تعذر حصوله على تأشيرة دخول إلى طوكيو من السعودية توجه‏,‏ بتكليف منه‏ إلى هونج كونج خلال شهر فبراير عام‏2006 .

   وكشفت اعترافات صابر أن إقامته بهونج كونج استغرقت أربعة أيام‏,‏ وتم مناقشته في بعض التفاصيل الخاصة بخبراته العلمية والوظائف التي شغلها في مصر‏,‏ وتسلم بيتر منه أوراق السيرة الذاتية وشهادات الخبرة‏,‏ ووعده بسرعة إنهاء إجراءات تعيينه في الشركة المذكورة‏.‏

   وفي غضون شهر أغسطس من عام‏2006‏ سافر للمرة الثالثة إلي مقاطعة هونج كونج وتعرف على المتهم الثالث‏ الياباني شيرو أيزو‏ بصفته مسئولا عن تنمية الموارد البشرية بالشركة نفسها‏,‏ وأفهمه أن الشركة في سبيلها إلى فتح مكتب تمثيل لها في مصر‏,‏ وهناك سيتولى صابر مسئولية الإشراف عليه وتجنيد آخرين للعمل به ‏,‏ وكلفه بأن يترك عمله بالسعودية ويعود إلى العمل بهيئة الطاقة الذرية‏,‏ وبأن يسعي للالتحاق بهيئة المواد النووية ليكون رجل الشركة في الهيئة,

   وحاول عملاء اسرائيل اقناع المهندس المصري بالاتصال بزملائه العاملين بالمفاعل النووي بمدينة أنشاص بغرض إعداد تقرير عن المفاعل المذكور يشتمل على معلومات عن قدرات هذا المفاعل‏,‏ وعدد ساعات تشغيله‏,‏ وطبيعة التجارب المجراة عليه‏,‏ والمشكلات الفنية التي تعتريه وأسبابها‏,‏ كما كلفه بأن يضمن هذا التقرير معلومات عن مدي خضوع المفاعل للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ ومعدلات التردد عليه من قبل مفتشي الوكالة‏.‏

   صابر في قبضة الأمن


   وألقت نيابة أمن الدولة العليا القبض على المهندس صابر في مطار القاهرة اثناء عودته من هونج كونج ,‏ ثم جري تفتيش الأماكن التي يتردد عليها في القاهرة وضبطت أجهزة الأمن جهاز الحاسب المحمول الخاص به (لاب توب) الذي يفترض انه تسلمه من المخابرات الإسرائيلية‏,‏ كذلك أدوات "إخفاء" خاصة بحفظ الاسطوانات المدمجة التي تستخدم في نقل الاسطوانات المدمجة سرا‏,‏ إلى جانب بعض التقارير السرية الخاصة بهيئة الطاقة الذرية‏.‏

              إسرائيل تنفي 

   كعادتها ، نفت الخارجية الاسرائيلية الاتهامات المصرية ، وقال المتحدث باسمها مارك ريجيف :" إن معلومات مماثلة غالباً ما تبرز في العاصمة المصرية، ثم يتبين دائماً أن لا أساس لها".

   ويرى مراقبون أن سر الاهتمام الإسرائيلي بالمفاعل النووي المصري الخاضع لاشراف الوكالة الذرية للطاقة الذرية ، يرجع إلى رغبة الدولة العبرية في الحصول على أي معلومة تكشف أن الحكومة المصرية تجاوزت المسموح والمعلن لتستخدمها ورقة في مواجهة اية ضغوط قد تتعرض اليها مستقبلا للكشف أسلحتها النووية.
العطار ينتظر الحكم

   لم تكن قضية مهندس الطاقة الذرية الحدث الفريد من نوعه هذا العام ، فمن المرتقب أن تصدر محكمة أمن الدولة العليا المصرية خلال شهر أبريل الجاري حكما في قضية طالب الأزهر محمد عصام غنيمي العطار ،31 عاماً ، والمتهم بالتخابر لإسرائيل وتجنيد مصريين وعرب في تركيا وكندا للعمل لحساب "الموساد".

 


  وكانت تحقيقات أمن الدولة قد أشارت إلى أن المتهمين العطار وثلاثة ضباط مخابرات إسرائيلية (هاربين) قد قاموا فى الفترة من أغسطس 2001 وحتى أول يناير 2007 بالعمل مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الاضرار بالمصالح القومية للبلاد .

   وأظهرت التحقيقات تخابر المتهم محمد العطار حيث اتفق مع ضباط المخابرات الإسرائيلية الثلاثة فى الخارج على التعاون معهم لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهم بتقارير ومعلومات عن بعض المصريين ورعايا الدول العربية المقيمين فى دولتى تركيا وكندا لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.

   وقد بدأت التحقيقات فى هذه القضية عام 2002 بناء على تحريات هيئة الأمن القومى التى بدأت فى 26 يناير من ذلك العام . واعترف العطار أنه كان يدرس بالسنة الثالثة بكلية العلوم جامعة الأزهر ، وأنه كان يشعر بعدم اندماجه بالمجتمع المصرى فقرر السفر إلى الخارج وعدم العودة نهائيا ، واختار دولة تركيا ، وتقدم لمفوضية شئون اللاجئين بأنقرة بطلب اللجوء الإنسانى والهجرة إلى أى دولة غربية .

   وقال العطار انه تعرف خلال تلك الفترة على ضابط المخابرات الإسرائيلى دانيال ليفى وتحدث مع عن ظروفه الاجتماعية ، فساعده فى الحصول على حق اللجوء الإنسانى ، ولكن سرعان مع قام الضابط الاسرائيلي بتجنيده وطلب منه الحصول على المعلومات من المصريين وأبناء الدول العربية المتواجدين بأنقرة والتقرب منهم وتصويرهم وإعداد تقارير عن ظروفهم الاجتماعية وظروف تركهم لبلادهم وإبراز النقاط السلبية والإيجابية فى شخصية كل منهم لانتقاء من يصلح للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

   وحسب تحقيقات أمن الدولة المصري ، سقط العطار في "مصيدة " الجاسوسية ، وقدم تقارير عن بعض العرب والمصريين المقيمين هناك مقابل مبالغ مالية ، ثم سافر إلى كندا ، حيث استقبله هناك ضابط المخابرات الإسرائيلى كمال توشبا ، والذي كلفه ايضا بإعداد تقارير عن المصريين والعرب المقيمين بكندا لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

   وكانت المحطة الثالثة في رحلة العطار مدينة "تورنتو " الكندية، حيث استقبله هناك الضابط الاسرائيلي الثالث تونجاى جوماى ، وكلفه هو الأخر بإعداد تقارير عن المصريين والعرب هناك لإنتقاء من يصلح منهم للعمل مع المخابرات .

   واضاف العطار فى التحقيقات إنه عقب حصوله على الجنسية الكندية فى نوفمبر 2006 استأذن ضباط المخابرات الاسرائيلى تونجاى جوماى فى العودة إلى مصر فى إجازة لمدة شهر لزيارة أهله ، وطلب منه تونجاى التوجه إلى إسرائيل عقب قضاء الإجازة والإتصال به لإبلاغه بالتعليمات الجديدة .

   واستخرج ضابط المخابرات الاسرائيلى للعطار من شبكة الانترنت شرحا يوضح له كيفية السفر إلى اسرائيل من مصر عن طريق الأردن ، وأماكن تجمع حافلات الركاب بالقاهرة ، ومواقيتها ، وأسعارها ، وعثرت النيابة لدى تفتيش متعلقات المتهم على تلك الورقة.

           حرب الجواسيس

   على الرغم من توقيع اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل ، وما اعقب ذلك من التطبيع بين البلدين وتبادل السفراء واقامة علاقات اقتصادية وسياسية بين النظامين المصري والعبري ، إلا أن إسرائيل لا تزال تتجسس على مصر وتحاول اختراقها .

   ومن أشهر هذه القضايا الجاسوس عزام عزام أخطر جاسوس إسرائيلي عرفته مصر ، وقد تم القاء القبض على الشبكة التي يتزعمها عام 1996 ، حيث كانت مهمته جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مثل مدينة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية ، وكانت وسيلة عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد إسماعيل الذي جنده عزام.

 


  وقد تدخل للافراج عنه ثلاثة رؤساء وزراء في اسرائيل هم بنيامين نيتنياهو وإيهود باراك وارييل شارون وحتي الادارة الامريكية توسطت عند مصر للافراج عنه ، مما أدى فى النهاية إلى استجابة مصر وتم الإفراج عنه مع بدايات عام 2005 بدعوى متهافتة وهو أنه قضى نصف المدة وهذا النظام يعمل به فى القضاء المصرى فى حالة المسجونين الجنائيين وليس فى الجرائم السياسية كالتجسس أو الخيانة العظمى.

   كما ألقت أجهزة الأمن المصري عام 1997 القبض على سمير عثمان أثناء قيامه بالتجسس مرتدياً بدلة غوص، وذلك أثناء محاولته التسلل من المياه الاقليمية إلى المياه الاسرائيلية ، معترفًا انه كان يتنقل بين اليونان والسودان وليبيا وتل أبيب ، بواسطة أربعة جوازات سفر، كان يستخدمها في تنقلاته.

   وفي عام 2001 تم القبض على جاسوس آخر اسمه شريف الفيلالي بتهمة جمع معلومات خطيرة حول الاوضاع الاقتصادية ومدي الاستقرار السياسي في مصر والتطورات التي تمر بها القوات المسلحة المصرية وبخاصة علي زوارق الصواريخ البحرية 205 و 206 مستغلاً علاقته بابن عمه سيف الدين الفيلالي الضابط السابق بالقوات البحرية المصرية ولايزال مسجوناً علي ذمة القضية .

   والغريب أن لعبة التجسس الإسرائيلية لم تتوقف يومًا ، منذ عام 1977 وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد ، يقول الخبراء العسكريون :" إن معاهدة السلام المبرمة بين مصر واسرائيل لا تعني ان حجم الكراهية بين الشعبين قد انتهي ، فاتفاقية السلام غير قادرة علي مسح الكراهية او ابطال مفعول الجواسيس".

   ويضيف الخبراء إن الأصل في الكيان الصهيوني هو التجسس ، فاليهود لا يثقون فى الآخرين، حتى وإن كان هذا الآخر هو أصدق أصدقائهم، فواشنطن تكشف كل فترة عن شبكة إسرائيلية للتجسس عليها.

   ويرى الخبير زكريا حسين المدير الاسبق لاكاديمية ناصر العسكرية :" أن إسرائيل تستعد للخطر دائماً والسلام مع مصر غير مجدٍ لها لذا فهي تسعي الي جمع كل المعلومات وبكل الطرق عن مصر ، وتأكيداً لهذا التوجه العدائي فقد عقد مؤتمر باسرائيل عام 2002 يبحث التهديدات الوشيكة بدولة اسرائيل ولم يستثن مصر".

   وأضاف زكريا إن اسرائيل تجهز عدتها العسكرية للاستعداد لضربة مفاجئة او رد فعل سريع والجواسيس سواء كانوا اسرائيليين او مصريين او من جنسيات اخري مهمتهم بذل اقصي الجهد في تقديم كل ما يمكن معرفته عن الاحوال العامة في البلاد والقواعد العسكرية والاستعدادات التنموية والاستراتيجية وهي جميعها مهمات لا يفعلها الا جواسيس.

   وقال د . علي حسن مدير مركز دراسات الشرق الاوسط ان الكشف عن شبكة التخابر والتجسس لصالح اسرائيل للاضرار بالمصالح المصرية مؤشر علي ان ابرام اتفاق سلام مع اسرائيل لا يعني انها لا تنظر الي مصر بوصفها عدواً ومن ثم فهي معنية بجمع معلومات دقيقة ليس علي احوال مصر والمصريين بالداخل بل عن احوال المصريين بالخارج .

   وقال"ربما هناك جواسيس لم يكتشفوا بعد وتدل علي ان اسرائيل تتعامل مع السلام كحالة مؤقتة وفترة يراد بها عزل مصر عن محيطها العربي او تقليص دورها في الصراع العربي الاسرائيلي دون ان يؤمن الاسرائيليون بسلام حقيقي في مصر.



   قبل سنوات أحبطت أجهزة الأمن واحدة من أغرب قضايا التجسس قبل أن تبدأ عملياً، عندما أوقفت مجدي أنور توفيق الذي قضت محكمة مصرية بحقه بالسجن عشر سنوات، بتهمة السعي للتخابر مع “الموساد” فضلاً عن تهمة التزوير في أوراق رسمية.

   وكان توفيق قد لجأ إلى حيلة ماكرة لرفع سعره لدى أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، عندما قام بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا، وهو صندوق تابع لوزارة الخارجية المصرية، وكانت الشهادة المزورة تشير إلى عمله كوزير مفوض على غير الحقيقة.

   واعترف الجاسوس اثناء التحقيق بأنه اتصل بالقنصلية الاسرائيلية في الاسكندرية عن طريق الفاكس، مبرراً ذلك التصرف بأنه كان يريد عناوين أجهزة دولية




 

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024