المؤتمرنت - CNN - أقر مجلس النواب في وقت متأخر من مساء الأربعاء، مشروع القانون الخاص بتمويل عمليات الجيش الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان، وهو القانون الذي يرفضه الرئيس جورج بوش، نظراً لأنه يربط هذا التمويل بإعلان جدول زمني لبدء انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مع حلول الخريف المقبل.

وقد جاء إقرار مشروع القانون، الذي يتيح تمويلاً إضافياً للجيش الأمريكي، قدره 124 مليار دولار، موافقة 218 عضواً من أعضاء مجلس النواب، مقابل 208 أعضاء فقط، فيما امتنع عضوان عن التصويت.

ومن الغريب أن مشروع القانون، الذي طرحه الديمقراطيون الذين يسيطرون على غالبية مجلسي الكونغرس، حظي بموافقة اثنين فقط من النواب الجمهوريين، فيما عارضه 13 عضواً من الديمقراطيين.

ومن المتوقع أن يجري مجلس الشيوخ تصويتاً صباح الخميس، على مشروع قانون مماثل للمشروع الذي أقره مجلس النواب، حيث يتوقع أن يرسل المجلسان نسخة واحدة من مشروع القانون إلى الرئيس بوش، والذي كان قد هدد مراراً بأنه سيستخدم حق "الفيتو" الرئاسي، الذي يخوله له الدستور الأمريكي، لنقض مشروع القانون الجديد.

وفور إقرار مشروع القانون من مجلس النواب، أصدر البيت الأبيض بياناً أعرب فيه عن رفض الرئيس بوش لهذا القانون، واصفاً القرار بأنه يتضمن "روحاً انهزامية"، حيث يتضمن جدولاً زمنياً لسحب القوات الأمريكية من العراق على مدى ستة أشهر، تبدأ في موعد أقصاه بداية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

ووصفت المتحدثة ياسم البيت الأبيض، دانا بيترينو، مشروع القانون بأنه "مخيب للآمال"، قائلة إنه "يصر على محاصرة قواتنا بموعد الانسحاب، وتقييد أيدي جنرالاتنا، كما أنه يتضمن تخصيص مليارات الدولارات لإنفاقها في أغراض أخرى غير الحرب."

وأضافت قولها في البيان: "الليلة، لقد صوت مجلس النواب على الفشل في العراق، والرئيس سوف يستخدم الفيتو لإجهاض هذا القانون."

وكان بوش قد جدد الثلاثاء، موقفه من مسألة إقرار الصيغة الأخيرة لمشروع موازنة الحرب الداعي إلى الانسحاب من العراق، بتلويحه مجدداً باللجوء لحق النقض "الفيتو" لرد المشروع إلى الكونغرس، معرباً عن "خيبته" إزاء قادة الديمقراطيين، لرفضهم فصل موعد سحب القوات الأمريكية من العراق، عن مشروع قرار الموازنة.

وقال بوش، الذي كان يتحدث في حديقة البيت الأبيض: "أعلن قادة الحزب الديمقراطي أنهم سيبعثوا لي مشروع قرار لتمويل جنودنا، بشرط موافقتنا على تقييد أيدي جنرالاتنا، وإضافة مليارات الدولارات لإنفاقها في مسائل أخرى، وبدء الانسحاب من العراق، بتحديد تاريخ اعتباطي."

جاءت تصريحات بوش، رداً على اتهامات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد، للرئيس الأمريكي بأنه يعيش "حالة إنكار للواقع، إزاء الحرب في العراق، في وقت يجب عليه الإنصات إلى أغلبية الأمريكيين الذين يريدون عودة القوات الأمريكية إلى الوطن".(التفاصيل)

وفي حالة استخدام بوش حق الفيتو الرئاسي، فسيتم إعادة القانون مرة أخرى إلى الكونغرس الذي يحتاج عندها إلى ثلثي الأصوات لتمريره، وهو ما يستبعده المراقبون في ظل التوازنات الحالية.

وكان الكونغرس قد شهد جلسة مثيرة الأربعاء، أدلت خلالها جيسيكا لينش المجندة السابقة التي أُسرت خلال خدمتها في العراق، وكيفن تيلمان، شقيق الجندي بات تيلمان، الذي خدم وقتل في أفغانستان بنيران صديقة، ورفاق له من الجنود الأمريكيين، بشهاداتهم حول حقيقة ما جرى في أرض المعركة، مناقضين بذلك معلومات البنتاغون إزاء هذا الشأن.