الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:02 ص - آخر تحديث: 03:33 ص (33: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
بعد 17 عاماً.. ماذا نتذكر؟



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


بعد 17 عاماً.. ماذا نتذكر؟

الجمعة, 25-مايو-2007
- محمد حسين العيدروس - بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، كيف صار بوسع الفرد منا تصفّح أوراق هذا المنجز العظيم؟ وكيف نطالع جدواه حتى وإن كنا واثقين أن الوحدة هي مصير وقدر شعبنا وكيف نقيس أعمار أجيالنا إلى عمر الوحدة رغم أنها تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م؟ وهل لنا أن نسأل أين موقع الوحدة من حياتنا التي نعيشها اليوم؟ فتلك تساؤلات لابد أن نضعها نصب أعيننا ونحن نستذكر الوحدة ونقف لها إجلالاً وإكراماً ليعرف أبناؤنا لماذا نفعل ذلك!

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. لا أحد من الذين عاصروها حين تمر به المناسبة إلا وتستوقفه تلك الأوراق السوداء من أعوام التشطير، بحروبها الدامية، وخرابها الهائل الذي لم يسلم منه بيت أو زرع أو طريق، وتستوقفه أعوام الخوف المليئة بالاغتيالات، والمجازر الوحشية التي فقدت فيها اليمن خيرة شبابها ورجالها، وخسرت آلاف الأطفال والنساء في حقول الألغام، وتستوقفه أوجاع كثيرة حين يفكر أن ذلك كله لم يحدث على أيدي محتل، أو مافيا خارجية بل على أيدي أبناء نفس الوطن الذين كان العالم يسميهم جميعاً (يمنيين) إلاّ أن صفة «شمالي» أو «جنوبي» كانت هي الذنب الوحيد الذي يلحق بهم كل هذا الأذى والخوف والخراب..!

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. مازلنا نتذكر أن الثوار الذين فجروا ثورة سبتمبر وأكتوبر والذين سقط الكثير منهم شهداء كانوا يضعون الوحدة في صدارة أحلامهم وأمانيهم، وأن ما من زعيم وطني أو رمز ثوري إلا وكانت الوحدة همه الأول، وشغله الشاغل، وكل يجتهد على طريقته الخاصة، لنيل هذا الأمل.. حتى إذا ما تحقق في 22 مايو 1990م جاء متوجاً لكل تلك النضالات، والتضحيات.. ومعبراً عن وفاء عظيم لها، لأنه حدث أعاد التاريخ إلى مساره الطبيعي بعد حقب مريرة من التشطير.

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. أصبح الثاني والعشرون من مايو 1990م، فاصلاً تاريخياً بين زمن النكوص والتشرذم والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبين زمن البناء والنهوض والتقدم فصارت أعمار أجيالنا لا تقاس بما عاشت من سنوات، بل بما تمتعت به خلال هذه السنوات من حريات، وحقوق ديمقراطية وإنسانية، وبما تشعر به من إحساس بالكرامة حين أسقطت سطوة الشمولية، وبدأت تمارس حقها في صنع القرار السياسي، وحين أوصدت أبواب السجون السرية لتوجد المنظمات الحقوقية التي تدافع عن كل مواطن يمني يتعرض لاعتقال، وتتظاهر لأجله، وتفضح أي تعسف قد يطاله في الصحف والفضائيات، ومن داخل قاعة البرلمان.

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. صرنا نرى اليمن ملك كل فرد منا وليس ملكاً عضوا لحاكم أو سلطان فلا قانون يشرع بغير إرادة وموافقة ممثلي الشعب، ولا اتفاقية تبرم بغير مصادقة نواب الشعب عليها، ولا صوت يعلو على صوت القضاء إلا حكم الخالق وقضاؤه عز وجل.. بعد أن كانت التعددية الحزبية محرمة، والانتخاب ممارسة غائبة، وصوت الحزب فوق كل الأصوات..!

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. لم تعد مقدرات وثروات الوطن مجزأة، ولم تعد مشاريعنا صغيرة بل تحول الوطن كله إلى أرض تدر بالخير على كل أبنائها، ولا فضل فيها لغير العمل والسعي والإخلاص.. وبعد أن كانت أجزاء كبيرة من موازنات الشطرين تذهب للسلاح، وتربص الدوائر بالآخر صارت تنفق على بناء المدارس وشق الطرقات وحفر الآبار وبناء المستشفيات، ودور الرعاية، والارتقاء بالبنى التحتية التي تكفل للإنسان اليمني حياة أفضل وخدمة أكبر.

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. صارت الوحدة في اليمن هي الحقيقة التي نعيشها، فيما معاناة التشطير هي الصفحات السوداء التي طويناها إلى الأبد بكل ويلاتها لأنها لم تكن سوى عارض طارئ في حياة شعبنا ما كنا لننجح في دفعه لولا أن وفقنا الله إلى قيادة حكيمة وشجاعة أخذت بأيدي جماهيرها إلى آمالها وأحلام أبنائها..

بعد 17 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة.. لابد أن نعترف جميعاً بفضل ابن اليمن البار الرئيس علي عبدالله صالح الذي جعل من الوحدة اليمنية واقعاً ترتفع به رؤوس اليمنيين بين جميع شعوب العالم، ليس فقط لأنهم حققوا الوحدة، بل لأنهم حققوها رغم كل التحديات الجسام، وفي زمن انهيار أساطير الدول العظمى
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024