الرئيس.. شيء من الإنصاف..!!
عبدالله الصعفاني - • سألت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يتمتع بقدر من سرعة البديهة والحكمة اليمانية المشهورة.. هل أنت خليفة أم أمير.. سلطان أم إمام أم شيخ قبيلة.. ولي أم رئيس الجمهورية.
- وكان جوابه الفوري الذي أطلقه وهو يضحك أنا كل ذلك معا.. وهذا شرط ضروري لكل من يريد أن يحكم اليمن.
- ما سبق كان استهلال مقالة كتبها ذات يوم انتخابي الصحفي المخضرم طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية.
• ورافق الزميل الصحفي الشاب خالد الحمادي رئيس الجمهورية في زيارات داخلية للمحافظات فلم يجد ما يستهل به أحد تقاريره لصحيفة القدس العربي الصادرة في لندن أفضل من القول " رافقت الرئيس علي عبد الله صالح بضعة أيام خلال حملته الانتخابية.. وكنت في كل مرة أضطر للفرار لعدم قدرتي على ملاحقة زياراته التي تبدأ في الغالب من الخامسة صباحا ولا تنتهي في كثير من الأحيان سوى عند نهاية اليوم.. وكان الحمادي يشير إلى حيوية الرئيس وصعوبة مجاراة حماسه وهو يتفقد اليمن المدينة والقرية.. الجبل والصحراء.. البدو والحضر.
• إعلاميون يمنيون وعرب وأجانب لا مسوا بعض الأسرار في حيوية الرئيس.. قوته.. ديناميكيته.. علاقته بالداخل والخارج وهو يدير شئون ومصالح هذه البلاد بما فيها من تعقيدات موروثة وجديدة لا يتعاطي معها إلا زعيم بكفاءته.
• وفي ذكرى تسلم الرئيس علي عبد الله صالح مقاليد أمور هذه البلاد التي تصادف غدا الثلاثاء تفرض وقفة الإنصاف نفسها ليس بالحديث عن إنجازات تنموية مادية آراؤها من صميم مهام أي دولة وإنما التذكير ببعض الأبعاد الشخصية والوحدوية والديمقراطية والسياسية والاجتماعية للرئيس.
• هذا الرجل وحدوي بالفطرة.. يحب اليمن بالتخصص.. الزعماء في العالم يبدأون حملاتهم الانتخابية من مسقط رأسهم لكنه يستهل حملاته من أبعد نقطة.. من صعدة أو المهرة وليس من سنحان أو إحدى مناطق محافظة صنعاء.. روح الوحدة تسكنه.. تحتل قلبه.. تتحكم في ضميره. وذاكرته.
• الصبر عند علي عبد الله صالح سمة جوهرية لكنه لا يفرط بالثابت ولا يتهاون في أمر يحدد مصير الأمة اليمنية.. ليس في قاموسه الكراهية. وليس في مواقفه شهوة الانتقام.
- حرية التعبير عنده مكفولة حتى وبعض الآراء تتجاوز العام إلى الخاص وتخلو في مضامينها من اللياقة حتى لا أقول تخلو من الأدب.
- حقق لليمن تقدما مشهوداً في مسار الديمقراطية وجعلها تاجا على رأس الوحدة اليمنية.. بذل جهده على مضمار محاربة تركة التخلف.. ولاغرابة فهو أول من قاد الحوار الوطني قبل الوحدة.. وقرن الوحدة برعاية التعدد والتنوع في الاحزاب والصحف.. فأصبحنا في اليمن الموحد نتكلم بوضوح ..لا نهمس على طريقة الشمولية" لا يجمع الله بين عسرين.
• لا يستفز علي عبدالله صالح أكثر من الدعوة إلى رده.. أو التفرقة على من الدعوة إلى رده.. أو التفرقة على أساس العنصرية أو المنطقة أو المذهب أو رفع بيارق إصلاح مسار الوحدة بهدف تخريبها.
• وحدوي هو والوحدة عنده تمتد إلى ما هو أبعد من اليمن.. يحتضن الشقيق وينادي إلى احترام دمه وماله وعرضه.. الفلسطيني والعراقي والصومالي وجدوا لهم في اليمن المكان الآمن والحضن الاخوى المخلص والاستعداد الاقتسام رغيف الخبز في بلد محدود الموارد.
• والآن هل أدركتم لماذا تتوحد المعارضة اليمنية خلف مرشح فيفوز الرئيس المحنك..؟ هل فطنتم السر في قبول علي عبد الله صالح الحكم بعد مقتل قائمة من رؤساء الشمال والجنوب أيام التشطير.. هو قوى ولا شك وإلا لما تعامل مع المعادلة الصعبة الحكم على رؤوس الثعابين لكن أكثر اليمنيين قوة هو نفسه أكثرهم بساطة وأقدرهم على تغليب لغة التسامح..
• ولا يقلل من نجاح على عبد الله صالح أن المؤسسات الدستورية ما تزال بحاجة للعمق والتأثير المطلوبين فالرجل في إدارته للأمور ينطلق من الظروف الموضوعية التي لا يغفلها الا جاهل بحقائق وشروط الرصد التاريخي.
• وثمة مهام تحتاج للتعاون بالعمل الدءوب والشاق ضد موروث التخلف.. منها إخماد تصرفات جذب البلاد إلى أمراض الماضي. تتمرس الفاسدين خلف مواقع النفوذ والتحصن بقوى التخلف التي تجعل أي صانع قرار في موقف يكرر فيه العمليات الحسابية سيرا على القول " فضل الرجل في تجنب الخطر لا يقل عن فضله في التغلب عليه.
• على أن من المهم مع كل مناسبة أن نسأل ماذا يفعل البقية أن كان مطلوبا من الرئيس ان يتصدى لكل شيء وهو من كرر دعوة المسئولين والمتخصصين ليقوموا بدورهم فاحتكموا للأطماع والعواطف الشخصية والميل مع الهوى.
• على أن من الأمور التي تطمئن أن الحق هو الصحيح وأن في عيون الرئيس وذاكرته وتفكيره ما سينتصر للرؤى والمصلح الوطنية.. ولا غرابة أو كأبة.. أو يأس.. فالذي يجيد تهدئة الخواطر وإزالة أسباب التوتر ومحاورة مشعلي الحرائق والدعوة إلى الارتداد هو نفسه القادرة على تعزيز أجندته واقتحام الكثير من الاتجاهات المطلوبة وهو ما نتمنى أن يتوج به عنق العقد الثالث.
• الاخ الرئيس/ كل عام وانت إلى الصواب أقرب.
كل عام وانت والوطن بألف خير
[email protected]