هذا هو الفرق.. فلا غرابة!!
السبت, 21-يوليو-2007محمد القيداني - • لا تستغربون.. أو تصيبكم الصدمة.. فالمنتخب اليمني لكرة القدم أصبح قاب قوسين أو أدنى لضرب موعد مع تذيل التصنيف الدولي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".. والفاصل بينه وبين المركز الأول على مستوى لعالم من جهة الذيل سوى منتخب فلسطين وجيبوتي " اللهم لا شماتة".
• وحتى لا تتعرضوا في يوم من الأيام للصدمة النفسية الشديدة عندما تعلن إمبراطورية "الفيفا" في ليلة حالكة السواد.. رياحها ربما لن تكون هادئة علينا بأن منتخب جزر واق الواق قد أصبح يسبقنا بأمتار من النقاط، وأن كرتنا المنفوخة بخوائها الإداري والتنظيمي الفاسد والغير صالح حتى للاستهلاك الآدمي.. من أجل ذلك.. ها نحن نوجه لكم دعوة للتسلح بالبقية الباقية من معنويات عشاق المستديرة.. وبرباطة جأش وبعزم الرجال.. حتى لا تتساقط من مقلكم قطرات مياه مالحة.. بمرارة الموقف وسخونة الإعصار والحدث.. فالسكتة الكروية .. إذا ما سرنا على نفس النهج قادمة.. ولا عزاء لكرتنا في مأتم يتلاطمها القائمين بأعمال سفارة "الفيفا" بمدينة الثورة الرياضية بصنعاء.
• ولإيضاح الصورة أكثر نضع بعضاً من نقاط الفوضى الإدارية والتنظيمية فوق حروف كرتنا المغلوبة على أمرها وها نحن نزيد كم من الشعر بيتاً.. ففي السابق كنا رقماً صعباً أمام منتخبات أسيوية مغمورة.. وعلى سبيل الذكر لا الحصر.. منتخب فيتنام.. لم يكن يوماً نأبه به أو نعمل له في حسابنا وزناً.. ها هو اليوم وإن لاقيناه.. لأخرجنا بالأربعة أو أكثر.. بل أصبح في أمم آسيا بعبعاً للمنتخبات الخليجية الشقيقة ممن لها في القارة الصفراء صولة وجولة.. فالأبيض الإماراتي المونديالي وبطل الخليج غرق في بحر محاربي فيتنام.. والعنابي القطري حامل ذهبية الأسياد رفع الراية أمام الأداء الفيتنامي.. بل كان أي المنتخب الفيتنامي سبباً رئيسياً في إقصائهم من أمم آسيا.. قبل أن يجهز كلا الشقيقين على الآخر.. ليحزما حقائب العودة مع أول رحلة طيران نحو خليجنا العربي.
• ولعل السبب ليس ببعيد .. بل إني كنت في حديث جانبي مع أستاذي عبدالملك الفهيدي رئيس التحرير والذي يختلس من وقته المضغوط بالشحن السياسي فاصلاً للراحة مع مباريات القدم في كوبا أمريكا أو أمم أسيا.. وإذا به وأثناء النقاش يذكرنا بمقولة لاعب السامبا ومدفعجي البرازيلي الظهير الأعسر روبرتوكار لوس عندما فقدوا كأس العالم بفرنسا 1998م، لحساب الديكة نعم منتخبنا الأكثر ترشيحاً كان للقب.. لكن لا تنسوا أن كرة القدم عند الآخرين تتطور أيضاً.. هذا هو الفرق.. ولا غرابة. ومبارك فوز السامبا بكوب أمريكا.
• الآخرون.. يعملون في خطط منتظمة ولسنوات متوالية منها على المدى القصير.. والمتوسط.. ويصل الحال بها لعقود متوالية.. فإذا بهم يجنون ثمار عملهم.. وما اليابان الخافضة لجناح الذل حتى بداية تسعينيات القرن المنصرم من الألفية الثانية.. فإذا بها مارد يعصف بمنتخبات القارة الصفراء متربعاً على عرش الكرة الأسيوية.. إلا مثالاً في سطر لمجلد كروي نراه ونشاهده عند غيرنا.
• ولا مجال لطلب الأعذار أو السماح من اتحاد القدم.. قد أكون قاسياً لكن قمصان منتخبنا الحاملة لألوان علم اليمن هي الأغلى ولا يمكن لأقلامنا أن تفضل حالة السكون.. أو الخمول أمام بعض أقلام ما زالت تكتب لسيد الكرة بمداد مدفوع ثمنه.. ولا عزاء لهم.. ولكم أنتم جمهور الأحمر القاني الحكم في نهاية المطاف.
• ما الذي نتوقع أن يقدمه اتحاد الكرة لمنتخبنا.. ودورينا يسير بسرعة "السلحفاة" لننتهي من حيث يبدأ الآخرون فدوريات الأرض قاطبة تستعد للتحليق وانطلاق صافرات التنافس ونحن ما زلنا نضع لمسات المشهد الختامي لدور هو الأطول على العالم أجمع بل أصبحنا حالة فريدة ولا غرابة أن ندخل موسوعة "غنيس" للأرقام القياسية لدوري وموسم كروي ما زال مرفأه مع نهاية العام، وربما يبتعد ميناء الختام حتى منتصف العام المقبل.. ولا عزاء!!
• ما الذي قدمه اتحاد الكرة حتى اللحظة.. خرجنا من خليجي أبو ظبي بنقطة الدوحة، والكويت ولا جديد على من سبقهم في حمل حقيبة البيت الكروي، " فالديمة الديمة.. والحج علي.. علي الحج".. أين ذهب لاعبوا الأمل.. في طفرة وحيدة لكرتنا التي ذابت في تخبط إداري أرعن.
• نحن مقبلون على استحقاقات خارجية أهمها في الترتيب تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا والمقر انطلاقها في فبراير المقبل.. لم نشهد حتى اللحظة أي جديد على مستوى تأهيل وإعداد إستاد المريسي بصنعاء.. ومنتخبنا بات مهدد بالطرد من أرضه.. في حكم جبري يفرض عليه اللعب في أرض غريبة.. بل زادت طين اتحاد القدم بللاً .. ففجأة ودون سابق إنذار.. وإذا بنا في "المؤتمر نت" نعلن خبر تغييرات طارئة على أهم لجان الكرة.. متى.. على بعد خطوات من معمعة المونديال للقارة الأكبر في العالم.
• رئيس لجنة المنتخبات شد إزاره التقليدي بزيه الشعبي.. ليرحل على رأس لجنة التسويق .. ببساطة.. وتحول الشاب الخلوق حسام السنباني رئيساً للجنة المنتخبات بدلاً عن التسويق التي شهدت له نجاحاً محسوباً.. المالية غردت هي الأخرى في سرب النقلات الشطرنجية للجان الاتحاد وإذا برئيسها نائباً للتسويق.. من أجل عيون التنافس بين الوزارة والاتحاد على مغانم خليجي (20) ونسو جميعاً التنافس في إيصال الاستضافة والمنتخب إلى مشاريف التشريف.. وعجبي يا زمن!!
• وأيام تمضي ومدربنا الفرعوني "الكوتش" محسن طائر رحال ما بين صنعاء وقاهرة المعز أو التحليق عبر شاشة الجزيرة الرياضية محللاً لمباريات السند والهند.. ونحن عشاق الأحمر علينا أن نرقب جولاته المكوكية.. لننتظر إطلالته من أي قناة رياضية وربما نجده يوماً محللاً لأحوال الطقس ونتائج إعصار "غونو" على البنية التحتية لملاعب السلطنة.
• ألم يكن حرياً به التنقيب في قرى وقبائل اليمن عن خامة بها موهبة فطرية لهز الشباك.. بدلاً من اسطوانته التي أصابتنا بوجع الرأس.. وهو يطالعنا بها كل صباح مساء وعقب كل خسارة كان يتعرض لها المنتخب الأولمبي على أرضه قبل أن يسقط في أرض المنافسين.. و"يا جماعة مين يجبلي هداف" إلا إذا سيعود لنا بهداف من سواحل الدوحة "معلب" بالطرق الحديثة للتصدير.
• إنها رواية الواقع.. رغم مرارتها.. ولاتحاد القدم إذا ما أراد السير بالكرة تماشياً مع عقارب الساعة لدى الآخرين فعليه أن يعيد قراءة الواقع الكروي لنا.. ولا ضير إن استنجد باستراتيجية وطنية على غرار استراتيجية الطفولة والشباب.. والسير في اتجاهات مختلفة لفترات زمنية متباينة .. فما بين ترقيع صفوف منتخب يحافظ على البقية الباقية من ماء الوجه . وإعلان ثورة كروية في الداخل من ثبات وتعدد للبطولات المحلية.. وصناعة الواعدين بطرق منهجية تنظر إلى أبعد ممن لا يتجاوز نظره مقدمة أنفه.
عليه أن يعيد جدولة السير في طريق إشراك القطاع الخاص ورجال المال والأعمال كشريك حقيقي للنهوض بكرتنا.
بل عليه أيضاً أن يدخل مع الأندية في شراكه متكاملة تهدف لمد يد العون إليها وخصوصاً صغيرة الحجم,, " فلا منتخب بدون أندية قادرة على ولادة الأبطال" والعمل على إعطاء اللاعبين فرصة امتلاك الإرادة من خلال دخل كروي يعود عليه بما يسد رمق احتياجاته الحياتية.. فأين اتحادنا من ترجمة أحلامنا الكروية البسيطة المتطلعة لمشاهدة لاعبين قادرين على الوقوف بأقدام ثابتة لا تخونها رعشة عطار الأمس واليوم والذي أفسد علينا الوصفة.. لنجدها في المستطيل الأخضر لبن.. سمك.. تمر هندي.
• لمنتخبنا الدعوات بالوقوف على قدميه، ولنا معكم جمهور القدم الحلم أولى خطوات الأمل.. لنجد أيادينا تلتهب من حرارة التصفيق ولاعبونا يرسمون لنا ولو مشهداً من الرواية الأسطورية لكتيبة الأمل.. يوماً ما ولاتحاد الكرة الرشاد .. ولقرائنا فنجان بن يمني قد يذهب عنهم غمة الحقيقة " وأنا لمنتظرون".