الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 05:04 م - آخر تحديث: 03:49 م (49: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
هكذا تنتهي الإمبراطوريات



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


هكذا تنتهي الإمبراطوريات

الأربعاء, 08-أغسطس-2007
المؤتمرنت - استجابةً لدعوة البابا أوربان الثاني في كليرمون عام 1095، انطلق المحاربون المسيحيون المشاركون في الحملة الصليبية الأولى إلى الأرض المقدسة. وفي عام 1099 تم الاستيلاء على القدس. واستقر الصليبيون في عكا المطلة على البحر المتوسط باعتبارها مرفأهم في فلسطين.


وقد شيدوا هناك القلعة الكبيرة التي اجتاحها الناصر صلاح الدين عام 1187، ولكن استردها ريتشارد قلب الأسد عام 1191. وأصبحت عكا عاصمة مملكة القدس ومعقل الدولة الصليبية، التي وقعت في يد المملوكيين في حصار دموي عام 1291. وقد أضحت أطلال عكا الآن منطقة للجذب السياحي.


ولا يملك أي شخص زار آخر المعاقل المسيحية في الأرض المقدسة قبل أن يزحف الجنرال اللنبي على القدس عام 1917، في ضوء القراءة عن مقر السفارة الأميركية الهائلة التي تشيد الآن في بغداد، إلا أن يفكر في عكا. وبتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار، وبجدران قادرة على مقاومة قذائف الهاون ونيران الصواريخ، ومساحة تتسع لـ 1000 أميركي، فإن هذه السفارة الهائلة، وهي الأكبر في العالم، ستقبع على ضفاف دجلة في داخل المنطقة الخضراء.


ولكن، بعد عقد من الآن، هل سيشغل السفير الأميركي في هذا المجمع الإمبراطوري؟ أم أنه سيصبح مثل أطلال عكا؟


إن ما يثير هذا السؤال هو إحساسٌ بأن الولايات المتحدة، في هذا الوقت، توشك حقاً على أن تشطب العراق من اهتمامها باعتباره قضية خاسرة.


إن الخطوط الجمهورية في الكابيتول هيل تتقوض. وبدءاً من ريتشارد لوغار، فإن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين نهضوا واحداً تلو الآخر ليدعوا إلى تقليص القوات الأميركية وإلى حل دبلوماسي للحرب.


ولكن هذا الأمر ليس معقولاً. فكيف يمكن أن يفوز الدبلوماسيون الأميركيون على طاولة مؤتمر ما لم تستطع القوات الأميركية التي يبلغ قوامها 150 ألفاً ضمانه في ساحة القتال؟


على الرغم من أن هنري كيسنجر كان داعية لهذه الحرب غير الضرورية، فإنه ليس مخطئاً بالضرورة عندما يحذر من «كارثة جيوسياسية». كما أن ريان كروكر، السفير الأميركي لدى العراق، ليس مخطئاً بالضرورة عندما يقول إن الانسحاب الأميركي ربما يكون نهاية الحرب الأميركية، ولكنه سيصبح بداية لحروب أكثر دموية في العراق وعلى امتداد المنطقة.


ويحذر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي كذلك من مخاطر الانسحاب السريع، حيث يقول: «تتراوح المخاطر بين الحرب الأهلية إلى انقسام البلد إلى الحروب الإقليمية.. إن الخطر كبير. وإلى أن تنهي القوات والمؤسسات العراقية استعدادها، فإن هناك مسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة والبلدان الأخرى بالوقوف إلى جانب الحكومة العراقية والشعب العراقي للمساعدة في بناء قدراتهما».


وفي إطار الدعوة إلى إعادة انتشار القوات الأميركية، وإلى تركيز جديد على الدبلوماسية، وضع لوغار قائمة تضم أربعة أهداف استراتيجية. وهي الحيلولة دون إيجاد ملاذ آمن للإرهابيين. والحيلولة دون انتشار حرب طائفية في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقاً. والحيلولة دون هيمنة إيران على المنطقة. والحد من فقدان المصداقية الأميركية على امتداد المنطقة والعالم نتيجة لمهمة فاشلة في العراق.


ولكن كيف يؤدي تقليص القوة العسكرية والوجود الأميركيين في العراق إلى تحقيق أي من هذه الأهداف؟


يذهب منتقدو الحرب القدامى مثل الجنرال وليام أودوم إلى القول إنها خاسرة بالفعل، وإن القتال سيزيد من إراقة دماء البلد وجعل الثمن المطلق أكثر فداحة. قد يكون الجنرال محقاً في قوله إنه آن الأوان للتقليل من خسائرنا. ولكن يتعين علينا أن ننظر ملياً إلى ما قد تكون عليه هذه الخسائر.


ومن شبه المؤكد أن الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة ستسقط وأن من سنتركهم وراءنا سيعانون المصير نفسه الذي كابده أصدقاؤنا الفيتناميون والكمبوديون عام 1975. ومع خروج الألوية الأميركية المقاتلة فإن المتعاقدين وموظفي الإغاثة والدبلوماسيين الذين سيبقون سيصبحون أكثر تعرضاً للاغتيال والاختطاف. ويمكن أن يكون هناك تدافع على الخروج ونهاية كنهاية سايغون في المنطقة الخضراء.


ومن المؤكد أن الحرب الأهلية والطائفية ستتصاعد عندما نخرج، حيث سيقوم كل طرف خارجي بدعم الفريق الداخلي الذي يتعاون معه، ويبدو انقسام البلاد شيئاً مؤكداً، وستزعم القاعدة أنها طردت القوة الأميركية الفائقة من العراق. وستمضي بالدرس الذي تعلمته في هذا الصدد إلى دول عربية أخرى.


وسيبادر الأتراك الذين لديهم بالفعل جيش على الحدود إلى دخول العراق لتأمين مصالحهم فيه، بحيث لا يدعون لحزب العمال الكردستاني فرصة لعمل انطلاقة من العراق وليضمنوا عدم وجود كردستان مستقلة هناك، ما الذي ستفعله أميركا عندئذ؟


وفيما يتعلق بالولايات المتحدة فإن الجدل حول من هو المسؤول عن أسوأ كارثة استراتيجية في التاريخ الأميركي سيكون جدلاً ساماً.


ومع هزيمة الولايات المتحدة في العراق فإن مكانة أميركا ستتردى في المنطقة. من الذي سيعتمد على التزام أميركا في الحفاظ على أمنه؟ وشأن بريطانيا وفرنسا قبلنا، فإننا سنحمل عصانا ونرحل عن الشرق الأوسط.


إن ما يوشك أن نشاهده هو الكيفية التي تنتهي بها الإمبراطوريات.
البيان


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024