السفير / محمد علي محسن الاحول - تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني لإنشاء الدولة الحديثة الموحدة الذي أسس بنيانها وقواعدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- ومما لا شك فيه أن مسيرة هذه الدولة ومنذ تأسيسها قد اتسمت بالبناء والتطور والعمل على رفع راية الإسلام والحفاظ على مبادئ وقيم الدين الحنيف واستطاع أولاد الملك عبد العزيز بعده أن يحافظوا على هذا البنيان وأن يطوروه خدمةً للأهداف العظيمة التي قامت لتحقيق ذلك.
.إن هذه الدولة هي كما أشرنا تهدف للحفاظ على انتشار الدعوة الإسلامية ومبادئ الدين الحنيف جنباً إلى جنب مع بقية المسلمين، والعمل على تسهيل أداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث يوجد قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. ونجد أن المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية أدت دوراً رئيساً ومهماً لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وكان للمملكة مساهمات كبيرة في دعم قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين جميعاً ومساعدة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وتطهير المسجد الأقصى من رجس المحتلين، وكانت المملكة سباقة في تقديم أكثر من مبادرة تندرج في هذه المهام، ولعل مبادرة الملك فهد رحمه الله يوم كان ولياً للعهد دليل قاطع على هذا الدور كما أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تأتي في نفس السياق التي أقرت في عام 2000م بقمة بيروت وترتكز على توحيد الموقف العربي وتبني كافة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف، ولا يمكن إغفال هذا الدور في عملية المصالحة الفلسطينية في مكة المكرمة وأيضاً مساندة وحدة اللبنانيين والخروج مما يعانيه لبنان حالياً.. ولعل إصرار المملكة على أهمية وحدة العراقيين ووحدة أراضيه واستقلاله كصمام أمان للوحدة الوطنية لكل فئات الشعب العراقي وهو ما يحظى بتقدير كل المهتمين بالشأن العراقي.

ونحن بصدد الاحتفال لهذه الذكرى الطيبة لا يفوتني أن أشير إلى العلاقات اليمنية السعودية التي استندت إلى ثوابت راسخة وقوية من القربى والتاريخ والجغرافيا والعقيدة والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين.. وجاءت معاهدة جدة الحدودية عام 2000م التي وقعها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظهما الله- تأكيداً لهذه الروابط وفتحت آفاقاً جديدة ورحبة للعمل المشترك والتعاون البناء.. والمملكة العربية السعودية تؤدي دوراً مهماً في السعي وبحيوية لمساعدة اليمن من خلال تبني برنامج اقتصادي شامل لتأهيل اقتصاد اليمن واندماجه في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي ومن ثم الدخول في عضوية المجلس إن شاء الله، وذلك من خلال ما أقر في مؤتمر المانحين العام الماضي في مدينة لندن أو من خلال القطاع الخاص السعودي للإسهام في عملية التنمية والاستثمار داخل اليمن. ويأتي مجلس التنسيق اليمني السعودي الذي يرأسه من الجانب اليمني دولة رئيس مجلس الوزراء ومن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد لبنة بارزة في مداميك علاقات البلدين الشقيقين.

إن المتتبع لتطور المملكة في كافة مناحي الحياة يلمس بأن هذا البلد قد حقق أهدافاً كبيرة في البناء الاقتصادي والتنموي وتحقيق الرفاهية والاستقرار للمواطن ولعل هذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت وخصوصاً في السنوات الأخيرة وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- لهي مكسب كبير لكل العرب والمسلمين وبفضل السياسات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وحكومته أضحت الرياض مركز نشاط دولي وإقليمي كبير.

ندعو الله أن يأخذ بأيدي المخلصين من أبناء أمتنا الإسلامية إلى العمل بما يرفع من مستقبل أمتنا العربية والإسلامية، وننتهز هذه المناسبة الكريمة لنرفع باسمي واسم أبناء الجالية اليمنية المقيمين في بلدهم الثاني خالص التحية والتقدير والامتنان لشعب وحكومة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وإلى مزيدٍ من النجاح والبناء إن شاء الله.

* سفير الجمهوريه اليمنيه في السعوديه