الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 07:13 ص - آخر تحديث: 07:12 ص (12: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
خرائط للطريق الجديد



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


خرائط للطريق الجديد

السبت, 27-أكتوبر-2007
د/ رؤوفة حسن * - الخريطة لا يمكن فهمها دون استيعاب الأبعاد والاتجاهات. وخرائط الطريق الجديدة هي تلك التي أحلم بها كي تنبثق من حوارات الناس واهتماماتهم من أجل مستقبل اليمن.
والمتأمل في عناوين المقالات الصحفية أو تعليقات القراء على المقالات المختلفة، سواء عبر الانترنت أو عبر صفحات القراء في الصحف اليومية أو عبر الرسائل البريدية التي يرسلونها إلى الكتاب، يجد أن الناس في اليمن مهمومون بالبحث عن طريقة لحلول المشاكل التي يعانونها أو يعانيها من يهتمون لأمرهم في البلاد.
وبالنظر إلى التكرار في وضع الأمل على ممثلي الأحزاب الكبرى الحاصلة على أصوات الناس في الانتخابات، كي تتحاور مع بعضها وتتوصل إلى قناعات مشتركة فإن انقطاعهم عن الحوار وعودتهم إلى طاولة الحوار أمر يحتاج إلى خريطة تسبق قيامهم بوضع خريطة ناتجة عما يتوصلون إليه.
والفكرة ببساطة تعود إلى نظرية في علوم الإعلام ضمن مجموعة نظريات تتعلق بالتواصل بين المجموعات الصغيرة. النظرية تسمى نظرية "خريطة اتخاذ القرار". فالمجموعات الصغيرة هي تلك التي تتشكل من ثلاثة أشخاص أو أكثر في محاولة لتحقيق أهداف معترف بها على نحو مشترك ويتم النقاش بشأنها مواجهة أو عبر وسيلة اتصالية مشتركة. هذه المجموعات لها آلية في التفكير والتعامل ثم التنظير لها بعدد من النظريات تصب في ما يسمى "تفاعل الجماعات"، منها نظرية انبثاق القرار، والنماذج المتنامية، وتوترات الجدال، والدرامية، ونظرية تحليل الفانتازي للقضية، ونظريات التقييم الجماعي، ونظرية التفكير داخل المجموعة، ونظرية السرد، ونظرية انبثاق الدور، ونظرية الأنظمة.
وهذه النظريات عادة هي جزء من عدد كبير من النظريات التي يدرسها طلاب الإعلام في الجامعات المختلفة ومنها الجامعات العربية حيث قليل منهم يطبقها على واقع الحياة من حولهم وبالتالي فإن معظم هذه النظريات يصدر من بلدان تطبق العلم على الحياة، ولا يوجد فيها نظرية واحدة من جامعة أو كلية إعلام عربية.
اختلاف فكر المتحاورين ..مشكلة أم حل؟
يرى الباحث الأمريكي كارترايت ستيفانز في جامعة كنتاكي، أن هناك عدداً من الأسئلة لا بد من طرحها قبل التفكير في الكيفية التي تصل بها مجموعة إلى اتخاذ قرار ووضع خريطة لطريق ذلك القرار. وأنا في مقال اليوم أستخدم نفس الأسئلة وأنا أفكر في مجموعة الحوار سواء تم عمل المجموعة برئاسة رئيس الدولة أو تمت تحت إدارة الأمين العام للحزب الداعي إلى ذلك الحوار.
الأسئلة علمية وليست حكماً على بداية. فنحن من الناحية النظرية والعملية لا بد أن نبدأ بالتفكير في إجابة لأسئلة من نوع: لماذا تصنع مجموعة صغيرة من الناس قرارات جيدة أو سيئة؟ ولماذا يحدث أن تتوصل مجموعات صغيرة إلى نتائج خاطئة رغم أن ما يجب أن تتوصل إليه هو أمر بديهي أفضل؟
وهل الأفراد ضمن مجموعة صغيرة تتحاور بهدف الوصول إلى نتيجة مشتركة، قادرون على نحو متساو للتعبير عن أفكارهم، أم أن بعضهم يخشى النطق بما يخالج نفسه والتعبير عن رأيه؟
هل يشعر الأفراد في المجموعة بأن عليهم أن يتبنوا وجهة نظر من يدير حوارهم أو قائد المجموعة الصغيرة الداخلة ضمن المجموعة المتحاورة؟
ولماذا يشعر بعض أفراد المجموعة الصغيرة المتحاورة أنهم غير مسئولين عما توصلت إليه المجموعة ككل فيخرجون بأقوال فردية مناقضة لما يعلن عنه كنتيجة جماعية؟ ولماذا يسمح قادة المجموعات الصغيرة المتحاورة أن تتخذ المجموعة قرارات غير صائبة؟
هذه الأسئلة لا تنطبق على مجموعة الأفراد الذين يمثلون أحزابهم ويدخلون في حوار من أجل خريطة قرارات جديدة يتشارك في مسؤليتها في ما بعد كل الناس، بل تنطبق أيضا على المجموعات المختلفة التي ننخرط فيها كبشر في حياتنا اليومية.
فالناس يعملون في جماعات كل يوم، سواء في موقع العمل أو في فصول الدراسة، أو في مجالس القات، أو في الأندية أو في الأسرة أو في المسجد. وطالما نحن أعضاء في هذه المجموعات فإن من المهم أن نفهم كيف يتم عملها، وكيف يمكن الاستفادة من خبراتها.
حوار النية المبيتة
أثبتت الأبحاث أن نتائج ما يتم في مجموعات أكثر انتاجية مما يقوم به الأفراد لوحدهم، عندما تحتاج المهمة أو الموضوع إلى تعدد في الخبرات والخلفيات والمهارات.
ومع ذلك فمن السذاجة الظن أن نتائج الحوارات والقرارات التي تصدر عن مجموعة هي نتائج ايجابية دائما، ويصدر عنها دوما شيء له قيمة. وفي حقيقة الأمر أن تعقيدات الحياة الراهنة تؤدي كثيراً إلى صدور قرارات غير صائبة ونتائج سلبية من بعض حوارات المجموعات تحتاج إلى الدراسة والتمعن والتأمل. فالفهم المسبق لهذه الاحتمالات يقلل من المراهنة على فائدة كبرى للقاء ما لمجموعة صغيرة من الأفراد. ويمكن أخذ مجالس القات للمجموعات المختلفة كنموذج لعدد مهول من الإجتماعات، وعدد قليل من الجدوى أو القرارات المجدية. فليس كل اجتماع مجدياً ولا كل لقاء خلاقاً.
وقد حاول المنظرون الإعلاميون أن يشرحوا النتائج السلبية باعتبارها مرتبطة بالمكونات الشخصية للأفراد في المجموعة، وكذلك الهويات التي يمثلها أو ينتمي اليها هؤلاء الأفراد حزبيا أو مناطقيا أو اجتماعيا أو طبقيا. بل يؤثر نوع الحوار في ما اذا كان الأفراد من المتحاورين ذكوراً فقط أو إناثاً فقط، أو ذكوراً وإناثاً معا.
وتلعب عوامل القوة والسيطرة التي يتمتع بها بعض أفراد المجموعة دورا كبيرا في التأثير على بقية أفراد المجموعة. كما يؤثر عنصر المهارات الحوارية الفردية في التأثير على تفكير الجماعة بشكل كبير. وتلعب نظرية تفكير المجموعة، ونظرية التعدد في التفكير بين أفراد المجموعة أو التناغم بين هؤلاء الأفراد دورا هاما.
وحتى مع وجود قيادة من المجموعة تتمتع بالقدرة على إدارة التفاوض والسير طبقا لأجندة واضحة لأفراد المجموعة، وحتى أيضاً مع وجود نظام منهجي لسير النقاش داخل المجموعة يتبع الخطوات الست الشهيرة للاجتماعات الناجحة المتمثلة في:
1) موضوع أو مشكلة محددة 2) تحليل للمشكلة أو الموضوع. 3) معيار للحلول. 4) حل مقترح. 5) تقييم للحل 6) إمكانية التطبيق للحل.
فإن التجارب والخبرة تقول إن نتيجة حوار ونقاشات المجموعة ليس مضمونا أن تنتهي إلى نتيجة إيجابية.
ففي الحقيقة أن التنافر أو التناغم بين أفراد المجموعة هو من الناحية النظرية عامل بالغ الأهمية في تحديد النتيجة. فالتنافر ليس بالضرورة أداة لنتيجة سلبية بل قد يؤدي إلى حلول وسطى ليست هي الحلول الأفضل ولكنها الحلول القابلة للتطبيق.
ومن خلال التحديق في شاشة التلفزيون والتأمل مع الكاميرا في وجوه المتحاورين من الرجال في شأن القضايا المستقبلية المختلفة لليمن (من رجال ونساء)، فإن الخريطة التي يتم رسمها ليست واضحة في ثنايا الوجوه رغم التجاعيد التى خدها الزمان والخبرة على وجوه المتحاورين.
ومن خلال التصفح في المقالات الممثلة لكل أطراف الحوار فإن معالم خريطة الطريق غائمة في ثنايا الكلمات ذات المعاني المتهمة مسبقا للآخر قبل أن يجلس على الطاولة. رفض الحوار أو القبول بالحوار هو فقط نقطة بداية. أما نتائج الحوار فهو الذي يحتاج منا للضغط على المتحاورين كي يدركوا أننا يقظون ونطرح الأسئلة عنهم لأنهم يحملون مسؤولية التفكير بالنيابة عن جماعات أكبر من مجرد أنفسهم.
[email protected]
*عن الثورة
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024