المؤتمرنت - أحيت الفنانة أصالة نصري مع الفنان عصام كاريكا مساء أمس الاول مهرجان عدن الفني الأول بعددٍ من روائعهما أشعلت بهجة الجمهور الكبير ليحقق بذلك مهرجان عدن الفني الأول نجاحاً فاق كل التوقعات حيث شهد إستاد 22مايو ليلة خالدة امتزجت فيها أنغام الموسيقى بنسمات البحر ونجوم السماء والأضواء الملونة والورود الحمراء ومشاعر الفرح الإنساني التي عمت الحاضرين من الرجال والنساء والشباب والطلاب الذين اكتظت بهم صالات الدرجة الأولى والمدرجات

وقال منظمو الحفل الذي رعته عدة شركات تجارية واستثمارية إن عدد الحاضرين زاد على 15 ألف متفرج. وبيعت التذاكر بأسعار بين 100 دولار للدرجة الأولى و50 دولارا للدرجة الثانية و25 دولارا للدرجة الثالثة وهي أسعار تعتبر مرتفعة جدا بالنسبة لدخول اليمنيين.

وقالت المطربة أصالة للصحفيين قبل الحفل ان التهديدات والتصريحات الداعية لمقاطعة حفلها والتي سبقت زيارتها لعدن أثارت اندهاشها لان من أطلقها اعتبرها "احتفالا بعيد الدعارة لأنها تصادفت مع عيد الحب".وأضافت "هذا اعتقاد لا أجد له تفسيرا عندي".

وتابعت "إن الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يقوم بعمل توازن في حياتنا في ظل الظروف التي نعيشها من حروب ومشاكل في البلدان العربية هو الغناء".


واستهلت نجمة المهرجان الفنانة أصالة فقرات مشاركتها بباقة من أغانيها ذائعة الصيت، عرجت من خلالهن الى تقديم عدد من روائع اغانيها الجديدة اضافة الى أغان قدمتها هدية لجمهورها الذي أتحفته أيضا بأغنية من التراث اليمني " يامنيتي يا سلا خاطري" قدمتها بطريقة رائعة أكدت من خلالها خصوصية الغناء اليمني ، وخصوصية علاقتها بالغناء عموما وهو ما تجلى كثيرا في درجة تفاعل الجمهور معها بإعجاب ودهشة.


و من الأغاني التي شدت بها الفنانة أصالة في المهرجان : " أكثر من الي بحلم بيه " , " الزمان ماله أمان " ، " ما بحبش حد إلا انته " , " ليه الغرور و الكبرياء "،"يا مجنون " ، " شوف لك حد غيري" ، " متى اشوفك يا نظر عيني"، "روّح و روُح " و اغان اخرى جديدة .

وكان الفنان عصام كاريكا قد افتتح المهرجان بمجموعة من روائعه منها :" يا روميو", "شنكوتي", "بوليكا", "كل همك ".

وتغنى كاريكا بعدد من المدن اليمنية ضمن أغنية " بعد التحية ", إضافة الى أغنية " و دانه " من التراث الغنائي اليمني.

وكانت الشوارع المؤدية إلى مقر المهرجان قد ازدحمت بالسيارات التي قدمت إلى عدن من صنعاء وتعز والحديدة وإب وأبين ولحج وأحياء عدن، حيث تدفق المواطنون لشراء تذاكر الدخول بإقبال غير مسبوق في إشارة ترمز إلى رفض المواطنين اليمنيين التهديدات التي أطلقتها جماعات متطرفة وإرهابية بقتل الفنانة أصالة إن هي أحيت مهرجان عدن الفني الأول، بالإضافة إلى عدم أكتراثهم بالهجمات المسعورة التي شنها شيوخ وملالي «اللقاء المشترك» وبعض رجال الدين وخطباء المساجد المتزمتين ضد المهرجان بذريعة تحريم الغناء والموسيقى والفنون وتفسيق المشتغلين والمستمعين في مجالات الفن والغناء والموسيقى.

وكان لافتاً للنظر ازدحام أعداد غفيرة من الشبان والشابات في مختلف بوابات ستاد 22 مايو منذ عصر يوم أمس وهم يرفعون الورود الحمراء تعبيراً عن حبهم للفنانة أصالة والفنان عصام كاريكا واعتزازهم بالتراث الفني والغنائي والموسيقي لمدينة عدن التي أنجبت مشاهير الفنانين والمطربين واستقبلت في العقود الماضية العديد من مشاهير الغناء والموسيقى العربية.


وكان العشرات من علماء اليمن بداو بجمع توقيعات بهدف الضغط على منظمي حفل فني في مدينة عدن منتصف الشهر الجاري لإلغائه، وقال فؤاد دحابة وهو عضو في مجلس النواب عن حزب التجمع اليمني للإصلاح "إنه ومجموعة من العلماء يتشاورون في محاولة لاستصدار فتوى وجمع توقيعات وإدانة للحفل الفني الذي ستحييه الفنانة السورية أصالة نصري والفنان المصري عصام كاريكا".

وأكد دحابة "أن الإشكالية في المهرجان إضافة إلى كونه محظورا شرعا، فإنه انتهاك صارخ للدستور، وخاصة أنه يأتي برعاية رسمية ومن مؤسسات ينفق عليها من أموال الدولة".

وأثناء المهرجان قدم عبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن درع مهرجان عدن الفني الأول للفنانة أصالة، ومخرج المهرجان الفنان طارق العريان، كما جرى في الحفل سحب التذاكر الفائزة بجوائز المهرجان وقدرها أربعمائة جائزة من بينها شقة لكس في مشروع جنة الفردوس السكني، ومئات الجوائز النقدية والأجهزة الكهربائية والاليكترونية وخطوط اتصالات مجانية من شركات الهاتف المحمول العاملة في اليمن.

وبعد منتصف الليل انتهى الحفل كما بدأ بسلام رغم الشائعات التي راجت بين الناس عن احتمال حدوث ما يعكر صفو الأمن نتيجة التهديدات التي سبقت الحفل.

وكان مجهولون أقدموا خلال اليومين الماضيين للمهرجان على انتزاع ملصقات إعلانية وتحطيم بعض اللوحات الدعائية لحفل أصالة نصري في مدينة عدن الخميس المقبل وتعرض صورها للأذى والتمزيق، وطالب منظموا الحفل من السلطات بضبط من يقومون بالاعتداء على ممتلكات الآخرين وتحطيمها، معتبرين تلك الأعمال استهداف لمدينة عدن وضمن برنامج منظم للإساءة لسمعة اليمن واليمنيين

وفي مقابل الأصوات الرافضة للحفل ,علت أصوات أخرى من المثقفين اليمنيين لترفض الأصوات المطالبة بمنع الحفل والتوقيعات المزمع جمعها .


وقال احد الصحافيين بان مثل هذه الدعوات عودة الىعصور الظلام والجهل وتقدم اليمن على انها دولة خارج العصر.


و قال الشاعر با كدادة "إن الموسيقى هي لغة الشعوب"، مذكرا كيف كانت القبيلة قديما تحتفل بميلاد أحد شعرائها كونه سيعلن عنها، وأضاف "كانت عكاظ ملتقى لكل الشعراء من مختلف المناطق العربية
و انتقد الشيخ يحيى النجار رئيس دائرة التوجيه والإرشاد بالمؤتمر الشعبي العام استباق الأحداث وما أسماها مساع استجداء الفتاوى مسبقا، مؤكدا عدم وجود مادة صريحة في الدستور اليمني تحرم المهرجانات والاحتفالات

ورأى خالد الأكوع -مدير عام العلاقات العامة بالإذاعة والتلفزيون بعدن- أن الاستماع إلى مثل هذه الدعوات الهادفة لتحريم الفن يعني عودتنا إلى ما قبل الثورة اليمنية 26 سبتمبر، حينما كان الناس يغلقون أبوابهم منذ أذان المغرب,وأشار إلى أننا في اليمن لا نزال في بداية الطريق ومنتقدا في نفس الوقت مثل هذه العقليات التي تقول هذا حرام وهذا حلال.


يذكر أن الفنانة أصالة نصري من مواليد دمشق 1969 وترعرت في بيئة فنية؛ حيث عاشت في مدرسة والدها الفنان الكبير مصطفى نصري الغنائية الذي اكتشف صوتها الجميل والقوي عندما كان عمرها أربع سنوات؛ حيث تلمذت على يديه

وأول ألبوم أصدرته الفنانة رسميا هو عام 1993 في ألبومها (لو تعرفوا) الذي غنت فيه لكبار الملحنين أمثال: عبد الوهاب محمد أغنية (لو تعرفوا)، محمد الموجي أغنية (هات قلبي وروح)، ومحمد سلطان أغنية (سامحتك)، وأيضا أغنية (ياصابرا يانا) في نفس الألبوم وقد لاقى هذا الألبوم نجاحا واسعا جعل الفنانة أصالة تأخذ موقعا مرموقا مع مشاهير الفنانين

وهكذا إذن تحدت أصالة الخوف، وأثبتت بأن الفن الحقيقي يجب أن يقف بمواجهة الترهيب، وأن الفنان مطالب بأن يعبر عن إرادة الحياة والفرح بمواجهة ظلام الجهل والتعصب، وان الحرية أكبر وأسمى من شرذمة تحاول فرض وصايتها على العامة، منطلقة من منظار ضيق للدين والفن عمومًا.