الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:31 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
تراجيديا خلافات البيت الفلسطيني



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


تراجيديا خلافات البيت الفلسطيني

السبت, 16-فبراير-2008
د. عبدالعزيز المقالح * - أعترف للمرة الألف أنني لا أجد سبباً واحداً يحول دون تحقيق المصالحة الفورية بين الأشقاء الفلسطينيين، ولا أعرف تفسيراً معقولاً ومنطقياً للخلافات التي أدت إلى أن تمضي الأمور على الطريقة التي تسير بها الآن في غزة والضفة، وهي طريقة لا تبعث على القلق وحسب بل على الفجيعة، ومهما كانت العوامل الناتجة عن الاختيارات المتناقضة كثيرة أو قليلة، فإنها لا ينبغي، بل لا يجوز أن تؤدي إلى أن تصل بالجميع إلى هذا المستوى من القطيعة، إن لم نقل العداوة التي من شأنها أن تضعف الطرفين المتخاصمين، وتمكن العدو التاريخي أن يضاعف من جبروته، وأن يفرض ما يريده وبالطريقة التي يريد.

ولكم ينبغي أن يكون واضحاً أن ليس هناك شعب على وجه الأرض أحوج ما يكون إلى التصالح والتضافر بين أبنائه كالشعب الفلسطيني، الذي أوقعته المؤامرات الدولية في مأساة هي الأسوأ والأنكى في تاريخ المآسي التي شهدتها الشعوب قديماً وحديثاً، وأن الخلاص منها يتوقف أولاً، وثانياً، وثالثاً و... على وحدة هذا الشعب وتضامن أبنائه، وحرصهم على الوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الذي طالت مخالبه وامتدت إلى أبعد من فلسطين، ولا شك أن أبناء المأساة وجنودها الأوفياء يدركون كم كلفتهم الانشقاقات في الماضي من خسائر مادية ومعنوية، وكم سوف تكلفهم في المستقبل إذا ما استمر النزاع الحالي، ولم يسارع العقلاء من الطرفين إلى وضع نهاية مشرفة وسريعة له.

إن المتأمل في اللحظة الراهنة للواقع الفلسطيني لا يجد وصفاً ينعتها به، سوى أنها محنة ما كان ينبغي لها أن تحدث، لا سيما وقد استقر في أذهان أبناء الأمة العربية أن الأشقاء في فلسطين يتميزون عن سائر أشقائهم بوحدة الانتماء، وانتفاء الطائفية ووجود ما هو أهم، والمتمثل في القضية الكبرى والرئيسية التي من شأنها أن توحد الطوائف والأعراق والأديان، وأن تكون فوق الطموحات والخلافات والانتماءات الحزبية. فهل آن الأوان ليدرك (الإخوة الأعداء) أن مستقبلهم ومستقبل القضية التي لم تعد قضيتهم وحدهم، بل قضية الأمة بأكملها في خطر حقيقي وغير مسبوق، فهل آن الأوان ليدرك الجميع هذه الحقيقة ويراجعوا أنفسهم ويعترفوا أنهم والقضية التي يمثلونها على كف عفريت؟

إن الاختلاف في الاجتهادات والخيارات الفكرية وارد داخل كل حركات التحرير ولا يفسد للود قضية، ومن شأنه أن يثري التصورات، ويساعد على قراءة الأمور من أوجهها المختلفة، ولكن عندما تتحول هذه الاختلافات والاجتهادات إلى أداة لتمزيق الصفوف وبعثرة الجهود، وتصل إلى درجة الاقتتال بين أبناء القضية الواحدة والبيت الواحد، فإنها تغدو خطراً لا طاقة للشعوب على احتماله أو الرضوخ لنتائجه الكارثية. وفي التاريخين القديم والحديث نماذج قليلة قادت أصحابها ليس إلى الهزيمة والخسران، وإنما الى ما هو أقسى وأمر.
*الخليج
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024