الأحد, 14-ديسمبر-2025 الساعة: 04:41 م - آخر تحديث: 03:53 م (53: 12) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
تراجيديا خلافات البيت الفلسطيني



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


تراجيديا خلافات البيت الفلسطيني

السبت, 16-فبراير-2008
د. عبدالعزيز المقالح * - أعترف للمرة الألف أنني لا أجد سبباً واحداً يحول دون تحقيق المصالحة الفورية بين الأشقاء الفلسطينيين، ولا أعرف تفسيراً معقولاً ومنطقياً للخلافات التي أدت إلى أن تمضي الأمور على الطريقة التي تسير بها الآن في غزة والضفة، وهي طريقة لا تبعث على القلق وحسب بل على الفجيعة، ومهما كانت العوامل الناتجة عن الاختيارات المتناقضة كثيرة أو قليلة، فإنها لا ينبغي، بل لا يجوز أن تؤدي إلى أن تصل بالجميع إلى هذا المستوى من القطيعة، إن لم نقل العداوة التي من شأنها أن تضعف الطرفين المتخاصمين، وتمكن العدو التاريخي أن يضاعف من جبروته، وأن يفرض ما يريده وبالطريقة التي يريد.

ولكم ينبغي أن يكون واضحاً أن ليس هناك شعب على وجه الأرض أحوج ما يكون إلى التصالح والتضافر بين أبنائه كالشعب الفلسطيني، الذي أوقعته المؤامرات الدولية في مأساة هي الأسوأ والأنكى في تاريخ المآسي التي شهدتها الشعوب قديماً وحديثاً، وأن الخلاص منها يتوقف أولاً، وثانياً، وثالثاً و... على وحدة هذا الشعب وتضامن أبنائه، وحرصهم على الوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الذي طالت مخالبه وامتدت إلى أبعد من فلسطين، ولا شك أن أبناء المأساة وجنودها الأوفياء يدركون كم كلفتهم الانشقاقات في الماضي من خسائر مادية ومعنوية، وكم سوف تكلفهم في المستقبل إذا ما استمر النزاع الحالي، ولم يسارع العقلاء من الطرفين إلى وضع نهاية مشرفة وسريعة له.

إن المتأمل في اللحظة الراهنة للواقع الفلسطيني لا يجد وصفاً ينعتها به، سوى أنها محنة ما كان ينبغي لها أن تحدث، لا سيما وقد استقر في أذهان أبناء الأمة العربية أن الأشقاء في فلسطين يتميزون عن سائر أشقائهم بوحدة الانتماء، وانتفاء الطائفية ووجود ما هو أهم، والمتمثل في القضية الكبرى والرئيسية التي من شأنها أن توحد الطوائف والأعراق والأديان، وأن تكون فوق الطموحات والخلافات والانتماءات الحزبية. فهل آن الأوان ليدرك (الإخوة الأعداء) أن مستقبلهم ومستقبل القضية التي لم تعد قضيتهم وحدهم، بل قضية الأمة بأكملها في خطر حقيقي وغير مسبوق، فهل آن الأوان ليدرك الجميع هذه الحقيقة ويراجعوا أنفسهم ويعترفوا أنهم والقضية التي يمثلونها على كف عفريت؟

إن الاختلاف في الاجتهادات والخيارات الفكرية وارد داخل كل حركات التحرير ولا يفسد للود قضية، ومن شأنه أن يثري التصورات، ويساعد على قراءة الأمور من أوجهها المختلفة، ولكن عندما تتحول هذه الاختلافات والاجتهادات إلى أداة لتمزيق الصفوف وبعثرة الجهود، وتصل إلى درجة الاقتتال بين أبناء القضية الواحدة والبيت الواحد، فإنها تغدو خطراً لا طاقة للشعوب على احتماله أو الرضوخ لنتائجه الكارثية. وفي التاريخين القديم والحديث نماذج قليلة قادت أصحابها ليس إلى الهزيمة والخسران، وإنما الى ما هو أقسى وأمر.
*الخليج
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

إبراهيم الحجاجيتمكين الكوادر الكفؤة حتمية نتائجها نجاح تام

14

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتوركيف سيقرأ العرب ومثقفوهم بالتحديد سحب الجنسية الكويتية عن الدكتور طارق السويدان؟

12

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025