المؤتمرنت - انتقد المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في بداية اجتماعاته أمس بمدينة شرم الشيخ حملات العدوان والتشويه المنظمة التي تمارسها العديد من الدول الغربية على الأقطار العربية في محاولة منها للضغط على الوطن العربي لتمرير الخطط الرامية إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة والدول الأوروبية وأعوانها في المنطقة.

ودان المجلس بشدة قيام أكثر من 17 صحيفة دنماركية وعدد من الصحف الألمانية والإنجليزية بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال العدوانية لن تؤدي إلا للمزيد من العداء والكراهية للغرب وتعمد الإضرار بمصالحه الاقتصادية في الوطن العربي.

وطالب المشاركون في أعمال المجلس كافة الفصائل الفلسطينية بنبذ الخلافات القائمة بينها حاليا، والتفرغ لمواجهة عدوها الأول الذي يقوم بإشعال نار الفتنة والخلاف بين الفلسطينيين لتحويل نظرهم عن خطته الرامية إلى تطويل أمد الصراع وإلهاء الفلسطينيين بقضايا خلافية فرعية لعلمه المسبق بأن اتحاد الفلسطينيين سيلحق إضرارا كبيرة بالخطط “الإسرائيلية” التي تهدف إلى الاستمرار في تهويد القدس واستكمال بناء جدار الفصل العنصري ومواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني عقابا له على وصول حماس للسلطة.

وحذر المجلس المركزي من خطط تفتيت العراق وتقسيمه إلى عدة دويلات متناحرة تقوم على أساس طائفي لإطالة فترة بقاء قوات الاحتلال الأمريكي في العراق مؤكدا رفضه الشديد لمحاولات الابتزاز الأمريكية لسوريا والسعي لإشعال الفتنة والتوتر بين الطوائف اللبنانية.

ومن جانبه اقترح مصطفى منجي النائب الأول لرئيس اتحاد عمال مصر ضرورة توزيع منصب المدير العام لمنظمة العمل العربية على فرق العمال وأصحاب الأعمال وعدم قصره على الحكومات فقط نظرا لأن الأطراف الثلاثة شركاء في العملية الإنتاجية، مشيرا إلى أن استئثار الحكومات بمنصب المدير العام لمنظمة العمل العربية أمر لم يعد مقبولا وغير مبرر في ظل التحولات الاقتصادية الكبيرة التي يمر بها الوطن العربي.

وانتقد حسن جمام الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بشدة قيام بعض الدول العربية بانتهاك الحقوق والحريات النقابية للعمال، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يتنافى مع اتفاقيات ومعايير العمل الدولية، لافتا إلى أن الاتحاد سيقوم خلال العام الحالي بتنظيم مجموعة من حملات التوعية داخل التجمعات العمالية لتوعية العمال بحقوقهم.

وفي القاهرة دان الأزهر الشريف وكافة المؤسسات الدينية في مصر (وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية) بشدة السلوك العدواني لوسائل الإعلام والصحف الدنماركية وبعض الصحف الأوروبية التي أعادت نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحدٍ صارخ لمشاعر المسلمين.

ووصف البيان الجماعي للأزهر والمؤسسات الدينية المصرية الذي صدر أمس الخميس من قاموا بإعادة نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالغباء والسفاهة والتجرد من كل معاني الشرف والإنسانية.

وقال د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: إنه لا يمكن التسامح مع هؤلاء السفهاء الذين يتطاولون على رسولنا ويتعمدون الإساءة له ويستخفون بمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة.

وطالب شيخ الأزهر الصحف الدنماركية والأوروبية التي نشرت الرسوم المسيئة للرسول بالاعتذار والتعهد بعدم تكرار ذلك مستقبلا. وقال: إهانة أنبياء الله ورسله ليست حرية رأي لا حق لهؤلاء المخربين الذين يدمرون بهذا السلوك الأرعن العلاقات الدولية والسلام العالمي ويزرعون الأحقاد بين أتباع الأديان السماوية.

يذكر أن مصر كانت من أولى الدول الإسلامية التي دانت نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم على المستوى الرسمي والشعبي، وصدر قرار من وزير الإعلام المصري أنس الفقي بمنع دخول صحف أعادت نشر الرسوم المسيئة للرسول.

وفي عمان طالبت 14 نقابة مهنية أردنية الحكومة بقطع علاقاتها الاقتصادية مع الدنمارك ردا على إعادة نشر صحفها لرسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ودعت النقابات في رسالة وجهتها الى رئيس الوزراء نادر الذهبي الى “استدعاء السفير الدنماركي في عمان وتقديم أقصى درجات الاحتجاج تعبيرا عن رفض الأردن المطلق لهذه الإساءات”.

وأعربت النقابات عن أملها بأن تتخذ الحكومة “الإجراءات الكفيلة بإيصال موقف الشعب الأردني والأمة العربية والإسلامية للحكومة الدنماركية”.

وأكدت النقابات ان الأردن يقف ضد كل ما من شأنه المساس بالأنبياء والديانات. واعتبرت إعادة نشر الرسوم المسيئة “تحدياً غير مسبوق لمشاعر العرب والمسلمين”، واصفة الذرائع (حرية التعبير) التي ساقتها الصحف الدنماركية لتبرير عملها “بالقبيحة والكاذبة”.
*الخليج