الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:29 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
صحوة متأخرة.. جداً !!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


صحوة متأخرة.. جداً !!

الأحد, 30-مارس-2008
نشوان السميري* - ظن الطفل "محمد" أن باب الجنة قد فتح له لمّا وافق أبوه على تسليمه "لمهرّب" يحمله إلى داخل الأراضي السعودية لرعي الأغنام مقابل مبلغ يدفعه المهرب لأبيه شهرياً.
وبالفعل لم يلبث أن فُتح باب الجنة الحقيقي على مصراعيه لهذا الطفل البرئ الذي ذهب ضحية إهمال الوالد وسوء الاستغلال، فقضى نحبه بواحد وعشرين طعنة غادرة، إثر دفاعه بشجاعة وبسالة عن طهارة جسده الغض في مواجهة محاولة دنيئة من رب عمله الجديد لاغتصاب براءته وانتهاك طفولته.
ولم يعلم أحد ، مدة سنة كاملة، عن مصير "شهيدنا الصغير" بعد أن دفنه جلادوه القساة خلسة في حفرة قذرة, ويشاء الله أن يفضح أمرهم وتنبش الكلاب قبره الطاهر, وتكشف بذلك عن وجود جثمانه الصغير بعد أن أبى الكبار خوفاً- ممن كان على علم بما حدث- البوح بالحقيقة خشية فوات منفعة زائلة وعيشة رخيصة ولقمة لوثها كتم الشهادة.
وقالت العدالة كلمتها, ونطقت بالقصاص العادل على الثلاثة الذين أجرموا في حق كل أطفال العالم في شخص"محمد" الذي لا ذنب له سوى أن صدق أراجيف الكبار وأطماعهم في التكسب من عرق جبينه الغض.
ولم تسكت الصحف السعودية بل نشرت تفاصيل الجريمة ورحبت بحكم القصاص, غير أن المثير في الأمر؛ هو رفض الأب عرض الوسطاء بمائة مليون ريال يمني كتعويض أو دية مقابل التنازل عن الدم وإسقاط الحكم. لقد اكتشف "أبو محمد" متأخرا جدا أن ابنه الذي حرمه من التعليم وأرسله مع المهرب لقدره من أجل ريالات زهيدة كل شهر هو أغلى من كل كنوز الدنيا وأموالها؛ وأن وجود ابنه في حياته لا تعوضها الملايين؛ لكن هذا الاكتشاف أتى بعد فوات الأوان.. بكثير.
ويزداد إدراكنا أيضا كما الأب أن هذه الصحوة المتأخرة لن تعيد ظفرا من أظفار "محمد"، فقد فات الأوان على ذلك ولو أدركها حينها ما سلمه ليموت بهذه البشاعة.
غير أن الأوان لم يفت كي يقوم كل منا بدوره لإنقاذ المئات في المناطق الحدودية من زهرات أطفالنا من أمثال "محمد" يتعرضون بدم بارد كل لحظة إلى صنوف من الانتهاك والاتجار والفساد بعلم الآباء وطمعهم أو لقصور تقديرهم وجهلهم بما قد يتعرض له فلذات أكبادهم من مخاطر.
إن أطفالنا هم زينة حياتنا وهم الحقيقية الجميلة الوحيدة في حياتنا التي باتت تغيب مثل الشمس وراء فساد الكبار من المهربين وطمع الأولياء الجاهلين وتخاذل المجتمع عن حماية أبنائه.
لسنا بحاجة لسرد ألف قصة أخرى مثل قصة "محمد" لندرك خطر تهريب الأطفال علينا وعليهم، ويكفي أن نتخيل أن الصغير "محمد" ربما يكون قد أمّـل قبل أن تذوي نظراته البريئة إلى الأبد؛ أن يكون غيره من الأطفال خاصة ضحايا التهريب أكثر حظاً منه يوماً ما؛ فتحترم ذاتهم وتحمى حياتهم، ويضمن وجودهم الطبيعي على مقاعد الدراسة في تعبير رمزي - وصادق – من المجتمع على التزامنا نحن أهل الإيمان والحكمة اليمانية بعدم التفريط بعد اليوم في أطفالنا عماد حاضرنا وأمل مستقبلنا تحت أي دعاوٍ كانت، فهل من متعظ؟ وهل من مجيب؟
* خبير إعلامي ومدرب
[email protected]

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024