الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 01:22 م - آخر تحديث: 01:20 م (20: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
دعائم العمل الوطني



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


دعائم العمل الوطني

السبت, 14-يونيو-2008
محمد حسين العيدروس - بمقتضى ما نصف به عملنا السياسي بانه «وطني» فإن اولى منطلقاتنا لذلك يجب ان تتخذ هوية ذلك التأطير الجغرافي المحدد بخارطة الوطن، لتحمل صفاته وثقافته، وكل خصائصه البشرية والحضارية والبيئية.. وما لم يحمل عملنا السياسي كل تلك الخصائص فإننا لا يمكن ان نطلق عليه تسمية «عمل وطني، وإنما ننسبه لأي جهة تحلى بصفتها.
قبل بضعة قرون كانت الدولة تتخذ هوية أسرية، كما هو الحال مع الدول «الرسولية»، «والطاهرية» و «المتوكلية» وغيرها من الدول التي اتخذت مسميات الأسر التي تحكمها، وحددت الولاء للشخوص، بغض النظر عن صلاحهم من عدمه، وهو الأمر الذي كان سرعان ما يقود إلى إنهيار تلك الدول، إلاّ أن الإرادة الإنسانية نجحت لاحقا في بلورة مفهوم راق للدولة حررها من السياسات الضيقة، ومنحها الاستقرار والنماء من خلال ربط الولاء بالوطن، وجعل التفاني في خدمة هذا الوطن هو معيار المفاضلة بين مختلف الأفراد أو القوى المتطلعة للحكم.
وحتى هذا المفهوم ما لبث ان تطور في العصر الحديث، في إطار بحثه عن صيغة مثلى للحكم تتحقق بها خدمة اعظم للوطن، والتي وجدت ضالتها في «الديمقراطية» التي تقوم على اساس الشراكة الأوسع في بناء الوطن، دون ان تسقط الجميع في التفاضل والتنافس كأفراد أو كتنظيمات سياسية، ومدنية.. وهكذاإتخاذ الطابع العصري للدولة سلسلة نظم تشريعية، وحقوق إنتخابية، ومناهج تعبير متحررة، ووسائل عديدة لضمان تحقيق الشراكة الوطنية، لتكون تلك الممارسات بجملتها هي الدعامة الاساسية لإستقرار الدولة، وللعمل الوطني.. إلا أن رغبة البعض في تجاوز تلك الدعائم، والابتعاد عن نهجها العام، قاد إلى الاخلال بالتوازنات الوطنية، ومن ثم إنعكاس الوضع غير المستقر سلبيا علي مختلف مناشط الحياة اليومية.
وفي الحقيقة لم يكن هناك أي مسوغ للاخلال بالتوازنات سوى قصور فهم بعض القوى لأخلاقيات العمل السياسي الديمقراطي وآلياته، وتغليبها النزعة الانانية على المصلحة العامة.. فهذه القوى سرعان ما تراجعت عن خيار العمل الديمقراطي جراء إخفاقها في الوصول الى كرسي الحكم بعد التجربة الانتخابية الاولى فقط من عمر الديمقراطية في اليمن.. !! وكيفما أجريت الانتخابات على شروط تلك القوى فإنها ستبقى ترفض مخرجاتها طالما ليست هي الفائزة
ومع أن الجميع يعلم الأسس التي تقوم عليها الدول الحديثة المؤسسية، لكن ثمة قوى سياسية تحكم بان فشل إحدى مؤسسات الدولة، هو فشل للدولة كلها ويضعها أمام خيارين، أما تغيير النظام أو إشعال الحرائق في مؤسسات الدولة، وتخريب متاجر المواطنين، والاعتداء على المسافرين وقطع الطرق ومنع افراد الشعب من الوصول الي وظائفهم..!.
هكذا فهم البعض الديمقراطية.. وهكذا طبقها.. وبهكذا ممارسة يريد فرض أسلوبه في العمل السياسي، حتى لو كان في اسفل قائمة نتائج الانتخابات، ولا يملك فيها غير صوته وصوت زوجته..! فهو يعتقد أنه بهذين الصوتين تحول الى ناطق رسمي باسم كل شعب الجمهورية اليمنية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب .. فهو لا يفرق بين «الاقلية» وبين «الاغلبية» .. ولا يعرف ماذا يفعل المرشح بالبرنامج الانتخابي عقب إعلان فوزه.. لذلك تجده يطالب بتطبيق برنامجه الانتخابي رغم انه الخاسر !! ومن هنا يمكن القول ان الإيمان والقبول بنتائج الديمقراطية هو في صدارة مرتكزات العمل الوطني الآمن والمخلص.. ولا خير بالديمقراطية إن تحولت الى قضية مزاجية وإنتقائية نأخذ بعض ممارساتها التي تعود علينا بالنفع، ونرفض ونعارض تحمل أي مسئولية تلقيه على عتقنا.
فالعمل الوطني - كما ذكرنا في مقدمة المقال - يجب ان يتحلى بالصفات التي تمنحه هويته اليمنية، ويجب ان يقوم على أساس الاعتراف بحق الآخر بالحكم وبالمعارضة على حد سواء.
ويجب ان يتخذ الحوار وسيلة للتفاهم وللفصل بكل الاشكاليات التي قد تعترض بعض اطرافه او جميعها.
ويبدو لي ان الأهم هو ليس ما يصدر من بيانات ومنشورات وأدبيات وشعارات، وإنما هو العمل الملموس والسلوك الممارس في الساحة .. فلا يوجد هناك حزب او تنظيم إلا ويدعي في ادبياته وشعاراته انه يدعو للأمن والسلام، ولكننا رأينا في تجاربنا الماضية ان هناك من يحرق وزارات وينهب متاجر ويسميها «ثورة الجياع»، ويسجلها كذكرى تاريخية يحييها سنوياً، ويفاخرا انه احرق وخرب ونهب، ويسمي كل ذلك عملاً سياسياً وطنياً..!!.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024