السبت, 06-ديسمبر-2025 الساعة: 11:59 م - آخر تحديث: 11:50 م (50: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الموروث الرائع ليهود اليمن



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الموروث الرائع ليهود اليمن

الإثنين, 26-يناير-2004
المؤتمرنت- بقلم: إيمانويل دو رو.-ترجمة: خالد طه الخالد. - ثلاث نساء على صورة اُلتقطت في 1930 تقريباً. يبدو وجه تلك التي تقع في الوسط، ذات الملامح الجامدة والعيون الكبيرة المفتوحة، من خلال خوذة من القماش والمعدن. ومثل رفيقتيها، تنتمي هذه الشابة إلى الأقلية اليهودية اليمنية. وهي تلبس زياً فاخراً خاصاً بالعروس يتكون من تاج مُزهر مرتفع مطرز بالدرر يتدلى إلى أكتافها، وحلي تحيط بوجهها، ويمتد على صدرها درع من القلائد والعقود، وتحيط بها عباءة سميكة من الديباج، أما الأساور فتصل حتى مرفقها، وأصابعها المنقوشة بالحناء مليئة بالخواتم. كان يهود اليمن فقراء، ولم تكن تُرتدى هذه الملابس إلا في هذه المناسبة فقط.
يوجد هذا الزي في مجسم بداخل خزانة زجاجية في متحف فنون وتاريخ اليهودية في باريس، والذي يكرس معرضاً عِرقياً يتناول طباع وعادات وتاريخ هذه السلالة.

في بداية 1930 كان في شمال اليمن 70000 نسمة يهودية. وبعد الهجرات المتكررة إلى إسرائيل، لم يتبق فيه إلا عشرات اليهود.

حياة هؤلاء اليهود معروفة جيداً إلى حد ما بفضل التحقيق الذي أجراه أحد المستشرقين الفرنسيين، جوزيف هاليفي، الذي قام برحلة إلى هناك في عام 1869. ومن جانبه، نشر مُرشده اليمني، هايم حبشوش، ذكريات هذه المُهمة بعد عشرين سنة من ذلك. وفي 1910، أُرسل إلى اليمن أحد مراقبي الحلف الإسرائيلي العالمي، وهو يومتوب سيماش، لدراسة إمكانية إنشاء مدارس باللغة الفرنسية بين الأقلية اليهودية، وكتب هو أيضاً تقريراً عن يهود اليمن. وصف فيه بالتحديد الحياة اليومية والمِهنية لليهود اليمنيين، وفصل أوضاعهم وتوزيعهم الجغرافي ومساكنهم وملابسهم وعقلياتهم وعاداتهم الدينية. وقد عد سيماش في صنعاء، عاصمة اليمن، "سبعة وعشرين معبداً يهودياً، متفاوتة في حجمها بين كبير وصغير ".

وأخيراً جمع أحد الجغرافيين الألمان، كارل راثجينز، في الفترة من 1928 إلى 1938، مادة أثنوغرافية (خاصة بوصف الأجناس) قيمة: أثاث وأدوات تعبد وكتب وملابس ومجوهرات وأدوات منزلية وغيرها من الأدوات التي اشترتها الجامعة العبرية في القدس، ثم وُضِعت في متحف إسرائيل. ويستمد معرض باريس، الذي تبناه أولاً في متحف القدس ايستر موشاويسكس-شينابر ثم انتقل إلى مركز سانت-إينان عبر مديرته لورنس سيغال، يستمد كثيراً من معروضاته من هذه المجموعة.

ويعتبر يهود اليمن من أقدم الأقليات. وتواجد اليهود هنا مؤكد منذ القرن الميلادي الثاني. وفي القرن الرابع اعتنق أحد ملوك مملكة حمير الديانة اليهودية. ربما كي يضر بمسيحيي مملكة سبأ التي تنافسها. وسقط آخر ملك يهودي حميري، يوسف ذو نواس (518-525) إثر غزو جاء من مملكة أكسوم المسيحية(إثيوبيا حالياً). وعلى نحو سريع طرد الساسانيون الفارسيون الأكسوميين. لكن ذلك من أجل تحويلهم إلى الديانة الإسلامية حديثة الولادة آنذاك.

ومع ذلك ظلت هذه الأقلية اليهودية تعيش وتمارس حياتها وسط هذه البيئة الإسلامية. فهي تُعامل في هذا البلد بتسامح بصفتها "ديانة كتابية"، وهذا لم يحُل دون أن تشهد لحظات خطر متوترة خلال الحروب المتكررة، من أجل السيطرة على البلاد، بين العثمانيين والأئمة الشيعيين. وقد تؤدي الفترات المتأزمة باليهود إلى الهجرة، كما حدث عام 1676، إلى مدينة موزع الساحلية. ويظهر خلال الفترات المتأزمة أيضاً وبشكل مباغت مسيحيون يهيجون أتباع الملة اليهودية الميالين بشدة نحو التصوف. وفي مناسبة هياج مسيحي، وجه الفيلسوف والمختص بالدراسات الدينية مايمونيد من القاهرة إلى اليمنيين "رسالة إلى اليمن" في عام 1172، وهو ما أثر بصورة دائمة على اليهودية في الجزيرة العربية.

وتقول لورنس سيغال إن عقيدة يهودية ترتكز على دراسة تعاليم الديانة الشعبية لبني إسرائيل وتأويل التوراة بشكل أسطوري والقول بإلهة تصدر عنها الأرواح المدبرة للكون وبرمزية الأعداد والحروف وغيرها من الخرافات، قد نسجت علاقات حميمة مع اليهود البابليين، وتلاها تواصل مع الأقليات اليهودية الشرقية الأخرى، وتترجم هذه الخصوصية على نحو خاص بكتابة غريبة نرى نماذج منها في مركز سانت إينيان، على نصوص جمعتها لورنس سيغال للمعرض.

باريس. صحيفة لوموند.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

محمد الجوهريقراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر

10

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالشَّهِيدُ هَاشِم الغُمَارِي سَيَظَلُّ قِنْدِيلاً مُتَوَهِّجاً فِي مَسِيرَتِنَا

26

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025